«منير أديب» يحذر من خطر جماعات الإسلام السياسي على الأمن الفكري والعسكري للأوطان 

حذر الكاتب والباحث المصري منير أديب من خطر التنظيمات الإسلامية المتطرفة على الأمن الفكري والعسكري والقومي للأوطان، داعيًا إلى ضرورة وضع تصور عام لمواجهة خطر هذه التنظيمات.

صدر مؤخرًا عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كتاب «خطر جماعات الإسلام السياسي على الأمن الفكري والعسكري القومي للأوطان» للكاتب المصري منير أديب، الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وذلك ضمن سلسلة محاضرات الإمارات التي يصدرها المركز.

وتتناول أديب في الكتاب ما تمثله جماعات العنف والتطرف الموجودة في منطقتنا العربية من خطورة حقيقية على أوطاننا؛ تتجاوز مجرد رؤيها للوطن؛ متطرقًا إلى مفهوم الوطن لدى هذه التنظيمات، وخطورة هذه الرؤية على أمن الأوطان؛ ثم تستعرض خطر التنظيمات على أمن الأوطان من الناحيتين العسكرية والفكرية، وما تمثله من تهديد حقيقي للأمن القومي، وما يمثله هذا التهديد لمفهوم الدولة الوطنية والقومية، مبينةً الخيط المشترك لهذه التنظيمات الذي يجعلها جميعاً تعمل وفق تصور واحد مكرَّر.

ويقدم أديب في الكتاب السبل العملية لمواجهة خطر التنظيمات المتطرفة، والوقوف أمام مشروعها التدميري القائم على هدم الأوطان، بعد نشر الفوضى وفق ما وضعته من دستور حاكم، استخدمته كل هذه التنظيمات بلا استثناء، كما تتناول طرق مكافحة هذه التنظيمات من الجانب الفكري – “الجانب الخفي أو المنسي”؛ وهو ما أدى إلى انتشار ظاهرة الإرهاب والتطرف على نطاق واسع داخل أوطاننا بما تمثله من تهديد حقيقي لها.

ويؤكد أديب أن هناك أزمة كبيرة في قراءة خطر هذه التنظيمات من قبل كثير من الدول التي تفرق بين التنظيمات المتطرفة والإخوان المسلمين، لافتا إلى أن بعض هذه الدول ربما ترصد خطر التنظيمات الإسلامية، وقد تبذل جهودا في مواجهتتها لكنها لا تفعل الشيء نفسه مع حركة الإخوان، وهو ما ضاعف هذه الأخطار بشكل كبير وربما ساعد على تمدد التنظيمات الإسلامية الأكثر تطرفا، وقد كان الإخوان بمثابة شريان التغذية الوحيد لبعض هذه التنظيمات. 

ولفت إلى أن التراخي في مواجهة الإخوان المسلمين في مصر في فترات زمنية مختلفة ساعد على تأصيل فكر الجماعة وتأسيسة طوال تسعة عقود، لتصبح مصر نقطة انطلاق لانتشار التنظيم المتطرف على مدار هذه العقود في ظل غياب رؤية حقيقية للمواجهة.

وقال إن «غياب المؤسسات الثقافية والفكرية في العموم كان وراء انتشار أفكارها وتجذرها بالشكل المخيف الذي ما زالت تظهر عليه الجماعة حتى الآن في بعض العواصم العربية».

وشدد على أن ما وصلنا إليه يستدعي الحديث الدائم عن ضرورة وضع تصور عام لمواجهة خطر التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وأن تشارك في ذلك كل عواصمنا العربية، على أن يكون منطلقه الأساسي مواجهة شاملة لكل تنظيمات الإسلام السياسي لقطع الطريق على الدعم المتواصل بين هذه التنظيمات. 

يذكر أن منير أديب كاتب وباحث مصري متخصص في شؤون الحركات الإسلامية والتنظيمات المتطرفة والإرهاب الدولي، له عدة مؤلفات من بينها: "خريطة الجهاد في مصر"، "الإلحاد بين أفكار أصحابه وهجرة أتباعه" و"الجماعات الإسلامية والعنف.. العودة للعمل المسلح" و"الدولة الإسلامية.. فكرة زائفة أم حقيقة غائبة".