منظومة المجتمع الكردستاني: التحالف الكردي العربي كفيل بهزيمة الفاشية التركية

أكد الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني، أن حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ليست فقط عدو للشعب الكردي، بل هي عدو لشعوب المنطقة كافة، وبإمكان التحالف الكردي العربي هزيمة الفاشية التركية.

في إطار تقييمه لمجمل التطورات على الساحة الكردستانية والشرق أوسطية، أجاب جميل بايك، الرئيس المشترك للهيئة التنفيذية لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK)، عن الاسئلة المتعلقة بالجرائم المرتكبة حيال النساء وسياسات الإبادة الثقافية التي تنتهجها حكومة العدالة والتنمية، إضافة إلى التطورات الأخيرة في روج آفا والمتعلقة بالوحدة الوطنية وأسسها.

كما تطرق جميل بايك في أجوبته إلى أحد أهم المواضيع التي تشغل الساحة العربية والشمال أفريقية، بما يتعلق بإرسال دولة الاحتلال التركي لآلاف المرتزقة إلى ليبيا بهدف احتلالها، مؤكداً على أن التحالف العربي الكردي كفيل بردع وهزيمة الفاشية التركية.

حيث أجاب جميل بايك على هذه الاسئلة المطروحة ضمن برنامج خاص على فضائية (Stêrk TV).

- كيف تنظرون إلى سياسات دولة الاحتلال التركي وجرائمها تجاه النساء في شمال كردستان؟

- لا تتوانى الدولة الفاشية التركية عن كل المحاولات بهدف كسر إرادة النساء والشباب والأطفال الكرد، هي بذلك تسعى إلى كسر إرادة الشعب الكردي في شخصهم. وتهاجم الحكومة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، النساء تحت غطاء الإسلام وباسم العصبية القومية التركية، لأن ذلك جزء من سياسة الإبادة الجماعية التي تمارسها الدولة التركية؛ وبالنظر إلى منفذ هذه السياسة في كردستان، سنرى أنهم من الشرطة والجنود الأتراك والضباط والولاة وكذلك حراس القرى وبعض الأشخاص الذين يعملون تحت اسم الدين؛ نعم الدولة التركية تنفذ هذه السياسة بطرق منظمة ومقصودة وهادفة ومن خلال ذلك يريدون الوصول ‘إلى الهدف النهائي بالقضاء على الوجود الكردي؛ وهنا بالذات يأتي دور النساء اللاتي يقفن ضد سياسة الإبادة الجماعية و يمثلن الوحدة الوطنية ومبادئ الحرية والديمقراطية ومناهضة الفاشية، إن الدور الذي تلعبه المرأة واضح تماماً في إظهار حقيقة حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية؛ لذلك نرى كيف تعادي هذه الحكومة النساء والشباب على وجه الخصوص.

- يجب أن يتخذ شعبنا موقفا قوياً ضد هذه السياسة. مؤخراً في شرناخ، انتفضت الشبيبة ضد هذه السياسات، أوجه لهم التحية وأهنئهم؛ مع ذلك كان من المفروض أن تنتفض مدن أخرى وتتكاتف مع شرناخ، لأن الاعتداءات ضد النساء كانت عبر التاريخ اسباباً للثورة والانتفاض، ولا بد للجميع اليوم أن يحافظوا على تاريخهم وقيمهم المجتمعية وتراثهم وأخلاقهم وكرامتهم؛ لأن العدو يريد تدمير وطن في شخص المرأة وهذه هي الكرامة والشرف الكبير؛ يمكنك الدفاع عن نفسك وحماية كيانك وتاريخك إذا دافعت عن وطنك وأرضك، لذلك وجب أن يكون ما جرى سبباً للثورة والانتفاض ضد الدولة الفاشية التركية.

- يجب ألا يعيش الشعب الكردي مع هذه الدولة و مؤسساتها؛ إن مؤسسات هذه الدولة المتمثلة في الجيش والشرطة والاستخبارات وحراس القرى والولاة ووكلاء الحكومة المكلفين جميعهم يهدفون إلى القضاء على الشعب الكردي، فكيف للشعب الكردي أن يقبل بالعيش في ظل هذه المؤسسات؟ لا بد من الوقوف ضدها وتوسيع قاعدة النضال مع شعوب تركيا في مواجهة هذه الحكومة الفاشية، و سنتمكن من دحر هذه السلطة الفاشية بتعزيز نضال الديمقراطية والحرية.

- تقترب الذكرى السادسة والثلاثين لقفزة 15 آب، ولا زال مقاتلو الحرية يقاومون على نهج القائد عكيد في جبال كردستان؛ ماذا تعني قفزة 15 آب التي أصبحت انبعاثاً لشعب كان على وشك الموت؟

- في شخص القائد العسكري، الشهيد عكيد، استذكر بكل احترام أنكين سينجر (أردال) وسنان صور وجميع شهداء الحرية، وقد قطعنا على أنفسنا عهداً للشهداء ولشعبنا، ونحن لا زلنا إلى اليوم نسير وفق العهد الذي قطعناه وكذلك مقاتلو الحرية الذين يقاومون في حفتانين جميعهم يسيرون على هذا الأساس. إنهم يمثلون الخط الذي طوره القائد عبدالله أوجلان والقائد العسكري عكيد في قوات الكريلا، لذلك تراهم يسطرون الملاحم البطولية، يكن القول أن كل مكتسبات الشعب الكردي هي بفضل قفزة 15 آب، حدثت الكثير التطورات مع تلك القفزة حيث تطورت ثورات ضمن الثورة، على الصعيد الاجتماعي والثقافي والوطني والنسائي، وأحدث تغييرات كبيرة في المجتمع الكردي، مع خطوة 15 أغسطس ، تطورت العديد من الاختراقات ، تطورت الثورة داخل الثورة. حدثت ثورات اجتماعية وثقافية ونسائية و وطنية. لقد أحدثت تغييرا كبيرا في المجتمع الكردي، لقد أنجزت تلك القفزة ما يمكن أن يتم إنجازه في 100 عام، في وقت قصير جداً؛ حيث كان الانقلاب العسكري في 12 أيلول 1980 يتجه بكردستان نحو الظلام وجعل الكرد أجمع عبيداً للسلطة الفاشية، ولكن يوم الخامس عشر من آب حال دون ذلك ومزق الظلام الذي أراد كنعان إيفرين جلبه، ليس فقط في كردستان بل في الشرق الأوسط بأكمله، لأن مناهضة الدولة التركية والوقوف في وجهها ليست بتلك السهولة، ولم يكن النضال في مواجهة أية دولة...!!! بل ضد دولة من حلف الناتو تحظى بدعم كامل من الحلف الأطلسي، حيث تقدم على تنفيذ المجازر بحق الكرد بدعم من حلف الشمال الأطلسي؛ ولها السبب نقول عن 15 آب أنها "قفزة" وخطوة تاريخية، لأن الشعب الكردي طهر نفسه وأظهر إرادته وجعل من نفسه شعب ضحى في سبيل الانسانية؛ وإذا كان الشعب الكردي يحظى بالاعتراف والاحترام من قبل العالم، بكل تأكيد لقفزة 15 آب نصيب من ذلك، وإلا لما كان للشعب الكردي أن يصل لمثل هذه الدرجة وهذه المكانة؛ إذا كان هناك نضال وكفاح في جميع أجزاء كردستان وتتطور الوحدة الوطنية بين الشعب الكردي، لا شك أن هذا كله بفضل قفزة 15 آب، لذلك نقول أن أهمية هذه القفزة لا تقتصر على شمال كردستان فقط، بل هي على درجة من التأثير والأهمية بالنسبة لمنطقة الشرق ألأوسط أجمع؛ لذلك، أصبح القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني والشعب الكردي أملاً للإنسانية، لا شك أن هذه القفزة التاريخية لم تحدث وتتطور بسهولة، بل بجهود جبارة وتضحيات عظيمة، حيث لم يكن أحد يتوقع أن تحدث مثل هذه القفزة التاريخية، وحتى بعد أن تم تنفيذ قفزة 15 آب، كان الجميع يظن أن عمر الحركة لن يتجاوز 24 ساعة؛ لكننا كما نراها اليوم، فهي مستمرة منذ 36 عاماً ووصلت إلى مستوى أصبحت أملاً للبشرية.

على شعبنا ألا ينسى جهود القائد عبدالله أوجلان والمناضل الثوري عكيد

- على الجميع أن يدرك أن القائد عبدالله أوجلان بذل جهوداً كبيرة في قفزة 15 آب، واصر القائد على تنفيذ هذه القفزة التاريخية وسط المستحيلات. كما أن جهود الرفيق عكيد أيضاً كانت عظيمة في هذه القفزة، لأن القائد العملي لقفزة 15 آب 1984، وعلى شعبنا ألا ينسى جهود القائد عبدالله أوجلان والمناضل الثوري عكيد والشهداء؛ اقول ذلك، لأن الكريلا لم تبني الأساس للشعب الكردي فقط بل للإنسانية جمعاء؛ وهو يقوم بذلك، يدرك تماماً أنه مشروع شهادة، ولكنهم يؤمنون أنهم بتضحياتهم واستشهادهم سيتمكنون من إيقاظ الشعب الكردي من سبات الموت ويكتبون أسمه في التاريخ، ومنذ ذلك الحين أصبحت الكريلا تكتب ملاحم البطولة والفداء، وأصبحوا بذلك أملاً للبشرية، لم يكن نضال المقاتلين ومقاومتهم واستشهادهم عبثاً أبداً، بل وصلت المقاومة والنضال إلى أهدافها، لا أحد يستطيع أن ينكر هذا. لم يقدم هؤلاء الأبطال التضحيات من أجل أنفسهم بل من أجل الشعب الكردي، وبذلك انبعث الشعب الكردي من جديد وحصل على الاعتراف والمكانة والاحترام في جميع أنحاء العالم، وهذا هو الدليل على انتصار الشعب الكردي مع حرب الكريلا.

- واليوم، تخوض الكريلا حرب مقاومة شرسة واسطورية في وجه العدوان التركي، لأجل الشعب الكردي والبشرية أجمع؛ لذلك نقول أن حرب الكريلا نجحت وانتصرت، ليس بمقدور أحد أن يمنع حرب الكريلا؛ أولئك الذين يقولون أن هذا "وهم"...!!! لقد قالوا ذلك على الدوام وفي الماضي كانوا يقولون أننا سننهي الكريلا وندمرهم، ولكن في كل مرة قالوا ذلك، كبرت الكريلا وتعززت قوتها وصفوفها وخبرتها، وأصبحت أمل البشرية الذي يزداد يوماً بعد يوم.

- أطلقت الشبيبة الكردية حملة بعنوان "تحركوا وانتفضوا" في جميع المجالات التي ينتظمون فيها، وخاصة في أوروبا وكردستان. حيث تنفذ الشبيبة من الحركة الثورية للشعوب المتحدة ووحدات حماية المدنيين ووحدات المرأة لحماية المدنيين، عملياتها في المدن التركية الكبيرة، كيف تقيمون موقف الشبيبة ومقاومتهم هذه؟

- قبل كل شيء، أحيي الحركة الثورية للشعوب المتحدة ووحدات حماية المدنيين، هم يؤدون واجباتهم تجاه المجتمع الكردي والتركي ويسعون إلى المشاركة في مهام وواجبات أكبر. لأن ما تفعله حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية ليس بالشيء القليل، إنها تمنع أن يجتمع شخصين، وفي مواجهة ذلك تناضل الشبيبة الثورية في مواجهة التحالف الفاشي في تركيا، وعلى الشبيبة تعزيز هذه الحملة الثورية التي بدأتها ضد الفاشية؛ الكل يعلم أن حزب العمال الكردستاني حركة شبابية والكريلا أيضاً تنظيم شبابي؛ وكل أفراد قوات الدفاع الشعبي (HPG) هم من الشباب والشابات، هم أبطال حقيقيون ولنا ميراث بآلاف الشهداء من الشبيبة الثورية، بهذه المناسبة أتوجه بالتحية إلى شبيبة كردستان.

- شباب كردستان ليسوا مثل الشباب في الدول الأخرى، ويجب ألا ينظروا إلى أنفسهم كذلك بأية حال؛ لأن سياسة الإبادة الجماعية التي نُفِّذت ضد شعب كردستان لم تُرتكب ضد أي شعب في التاريخ، وهم شبيبة مثل هذا الوطن، عليهم ألا ينسوا هذا أبداً؛ لأنهم إذا نسوا هذا وأصبحوا مثل الشباب في البلدان الأخرى، فسوف يرتكبون خطأً كبيراً؛ لديهم واجبات ليكونوا رواد المجتمع، إنهم قوى الدفاع عن المجتمع والشعب، لذلك يجب أن يقفوا ضد الدولة التركية المحتلة.

- الدولة الفاشية التركية تنشر الدعارة والمواد المخدرة مثل الهيرويين و كذلك الفسق والتجسس تحت مسمى الحب والموت والمجازر في كردستان. تريد ضرب المجتمع الكردي وتدميره في شخص النساء والأطفال والشباب. بما أن الرأسمالية أيضاً تريد ذلك، فهي تقف وراء فاشية حزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية؛ يجب أن يعرف مجتمعنا وعائلاتنا وشبابنا ذلك، على الشبيبة حماية أنفسهم والمجتمع ويجب أن يدافعوا عن المجتمع، حينها يصبحون شبيبة كردستان ويمكنهم قيادة المجتمع. وإذا لم يروا أنفسهم مسؤولين و لم يؤدوا واجباتهم تجاه المجتمع و لم يقفوا في وجه الدولة التركية، لن يصبحوا سبيبة بالمطلق حتى لو أطلقوا على أنفسهم اسم الشبيبة، لأنهم بذلك يتناقضون مع تاريخهم.

الشبيبة الكردستانية بإمكانها فعل الكثير ضد الدولة التركية

- يجب أن تجتمع الشبيبة في كل الأمكنة، يمكن لشخصين أو ثلاث أو أربع أو خمس أن يجتمعوا و ينتظموا في مجموعة و ينفذوا ما يريدون ضد الدولة التركية، وهذا حقهم وواجبهم في الوقت نفسه، لهذا السبب يجب أن تنتظم الشبيبة في كل مكان. يجب على أولئك الذين يعرفون بعضهم البعض ويؤمنون ببعضهم البعض أن يجتمعوا و ينظموا و يفعلوا ما في وسعهم ضد العدو. عليهم الانتقام مما فعلته دولة الاحتلال بالنساء والشباب والمجتمع، عليهم أن يستنفروا و يلبوا النداء على الفور لأن الواجب يناديهم.

- مثلما انتفضت الشبيبة في شرناخ، عليهم أ يثوروا و ينتفضوا في أماكن أخرى، وفي حين أن ارتكبت الدولة التركية مجزرة في مكان ما، لا بد من تحويلها سبباً للانتفاض ضد الفاشية التركية. الشبان الكرد يقتلون في العسكرية التركية، وتصرح الحكومة الفاشية بأن الموت كان نتيجة "نوبة قلبية" أو سقوط من مكان ما....! هما يختلقون تبريرات واهية، وحال الدولة التركية كـ "حال القاتل الذي قتل القتيل ويسير في جنازته" ويلف عليه علمه أيضاً ويقيم له المراسم؛ ولكن في الآونة الأخيرة رفضت عائلة كردية من سرحد هذا الوضع، وأنا بدوري أتوجه بالتحية إلى تلك العائلة، نعم، هناك حاجة إلى مواقف مثل هذه.

- يجب على الشبيبة الكرد، وخاصة الشابات عدم الاقتراب من الضباط والجنود والشرطة التركية وعناصر الاستخبارات التركية والعصابات وحراس القرى وممثلي الدولة الأتراك، عليهم "ألا يقعوا في حب جلاديهم" بل المفروض أن يحاسبوا الجلادين ويعاقبوهم، لهذا السبب، يجب أن تركز العائلات على أولادها وتحذرهم من جهة، ومن الجهة الأخرى تقع المسؤولية على كل الشبيبة الكردية أن يحافظوا على تراثهم الكردي وانسانيتهم، عليهم ألا يقبلوا بأي شيء يتبع للدولة التركية ويجب توطيد العلاقات مع الشبيبة التركية المعارضة للفاشية والدولة التركية، وتعزيز الصفوف التنظيمية في الجامعات والمدارس، من أجل القيام بأنشطة وفعاليات في جميع أنحاء تركيا، وهذا هو المطلوب من الشبيبة الثورية.

- جرت مؤخرا محادثات الوحدة الوطنية في كردستان ويقال انه تم التوقيع على بعض الاتفاقات. كيف تفسر هذا الوضع؟

- نتابع بعض الأشياء من خلال الصحافة والاعلام؛ لا أعرف بالضبط ما حقيقة ذلك..! على سبيل المثال، يقال إن اتفاقاً تم مع خلال شركة نفطية، حتى أن النظام السوري رفض هذا الاتفاق وقال أشياء من قبيل "أن هذا الاتفاق شيء غير قانوني" أو "إنهم يسرقون نفطنا". لا تزال سوريا دولة معترف بها دولياً، لهذا السبب، جميع ثروات وموارد سوريا هي ملك للشعب وليست لشخص أو فرد واحد؛ أي لا يمكن لأي كان أن يجعل منها ملكية له... نحن وكذلك الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، نقول أن جميع الثروات والموارد المتواجدة على الأرض السورية، هي حصراً ملك للشعب السوري، وهذا هو الشيء الصحيح؛ لا أعلم حقيقة الأطر التي تم من خلالها الاتفاق مع الشركة النفطية، إذا كان هذا الاتفاق يراعي الأزمة الاقتصادية في سوريا وشمال شرق سوريا، لا نستطيع أن نقول شيئاً حيالها، وإن لم يكن كذلك، لا بد من إعادة النظر في هذا الأمر والتركيز عليه.

- يتم اتخاذ بعض الخطوات فيما يتعلق بالوحدة الوطنية، و يتم الإدلاء بالتصريحات، ولا نعرف بالضبط ما هي المبادئ والأسس التي يتم الاستناد عليها. ولكن هناك حقيقة أن القائد عبدالله أوجلان ظل ما يقارب 20 عاماً في تلك المنطقة وبذل جهوداً كبيرة وجبارة، وإذا تطور الوعي الوطني لدى الكرد في روج آفا، فهو نتاج كدح ونضال القائد عبدالله أوجلان. حتى ثورة روج آفا نفسها تطورت على هذا الأساس، فقد تحولت ثورة روج آفا إلى ثورة ديمقراطية استناداً إلى براديغما القائد عبدالله أوجلان.

- لذلك، إذا كان هناك شخص أو جهة يجب توجيه الشكر إليها، فهو القائد عبدالله أوجلان بكل تأكيد، لأنه ليس من أحد كافح وناضل في ذلك المكان بقدر القائد أوجلان. هناك اجتماعات تعقد من أجل محادثات الوحدة الوطنية، يحدث ذلك بفضل جهود القائد أوجلان و البراديغما التي طورها، ولولا ذلك، لما كان ممكناً أبداً أن تكون هناك ثورة أو محادثات للوحدة الوطنية، لذلك لا بد للجميع أن يشكروا القائد عبدالله أوجلان قبل أي شخص آخر؛ وإذا تم توجيه الشكر إلى آخرين دون القائد عبدالله أوجلان، فهي غفلة كبيرة ولا يمكن القبول بها؛ حتى شعب روج آفا نفسه لا يقبل بذلك، وخاصة النساء والشبيبة في روج آفا لن يقبلوا بذلك، لأنهم وصلوا إلى الحقيقة مع القائد ويدركون تماماً أن كل ما اكتسبوه هو بفضل القائد عبدالله أوجلان، هم يرددون ذلك كل يوم و يستندون عليه.

- تواصل الدولة التركية هجماتها في الجغرافيا العربية. في ليبيا، يقف أحفاد عمر مختار والوطنيون العرب السائرون على نهج القذافي ضد الدولة التركية. كيف تقيمون هذا الوضع؟

- لقد طورت الدولة التركية وحكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، آلة حرب مكونة من العصابات والمرتزقة. إنها تستخدم هذه آلة الحرب هذه ضد روج آفا وجنوب كردستان وفي سوريا وليبيا واليمن وضد أرمينيا في أذربيجان، تسعى إلى ارتكاب المجازر بحق أهل المنطقة بهذه الآلة الحربية؛ البعض يقول أن حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، تريد تنفيذ السياسة العثمانية..!! ولكن لم يكن هناك وجود للدولة القومية وإنكار الشعوب في السياسة العثمانية؛ نعم كانوا يتوسعون ويحتلون المناطق ويأخذون الجزية ويفرضون الضرائب على السكان الأصليين، وفي أوقات الحرب يفرضون الجندية عليهم للمشاركة في حروبها، دون ذلك كانت الشعوب تعيش نوعاً من الإدارة الذاتية؛ أما الآن فالدولة التركية، دولة قومية وعلى الرغم من أن لا علاقة لها بالإسلام ، إلا أنها تستغل الاسلام من أجل تطوير وتعزيز العصبية القومية التركية، لذلك هي عدوة الشعوب كافة وليست فقط عدوة الشعب الكردي.

- لأنها لو كانت تعادي الشعب الكردي فقط، لما ذهبت إلى ليبيا...! فلا وجود للشعب الكردي في ليبيا وإدلب والبحر المتوسط؛ لكننا نرى مدى خلافاتها مع الجميع في البحر المتوسط وتصر على الذهاب إلى ليبيا للقتال، لقد ملأت الدولة التركية كل من ليبيا وإدلب بالعصابات والمرتزقة؛ نعلم جميعاً أنه لا وجود لحزب العمال الكردستاني في أذربيجان واليمن...!! لذا فإن المسألة لا تتعلق فقط بالقضية الكردية؛ هذه الدولة تعادي جميع الشعوب والثقافات والأديان؛ نعم هي دولة معادية لجميع الأديان والمذاهب ما عدا المذهب السني وتهاجم جميع الشعوب ما عدا الشعب التركي، وهي بذلك تؤكد أنها لا تقبل سوى بالأتراك والمذهب السني وتحاول فرض ذلك على الجميع؛ وتقولها علناً "أن كل من لا يقبل ذلك، هو عدو ويجب تدميره"، هذه هي السياسة المتبعة في داخل تركيا وخارجها.

- أية بقعة جغرافية تحتلها الدولة الفاشية التركية، تؤسس فيها كيانها وتعتبرها ولاية تابعة لها؛ نعم، جميعنا راينا كيف أنها جلبت مؤسساتها إلى عفرين وسري كانيه/رأس العين، ولا تقبل بأية مؤسسة أخرى خارج إطار الدولة التركية. تقوم بحظر وتدمير كل شيء أصيل وتنهب ما تبقى؛ وهي الآن تؤسس المدارس التركية وتفرض عليهم تعلم اللغة التركية وتعليق الأعلام التركية في كل مكان، حتى أنها أسست الشرطة والاستخبارات التابعة لها في تلك المناطق المحتلة، وتضع حكام المقاطعات والمحافظين والمديرين في كل مكان؛ مثلما غيرت هوية هاتاي العربية إلى التركية، تسعى إلى فعل ذلك في عفرين وسري كانيه/رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، إنها تنفذ نفس السياسة التي اتبعتها في قبرص، أين أنها أينما حلت تعتبرها من ضمن أملاكها.

صنعت الدولة التركية آلة حرب من العصابات والمرتزقة

- شكلت دولة الاحتلال التركي مجموعة عصابات ومرتزقة، جلبتهم من بعض الدول العربية ودول أخرى، وهي تعمل الآن على تنظيمهم وتدريبهم وتسليحهم، وبالتالي ترسلهم حيثما تريد لخدمة أجنداتها، إن هذه العصابات والمرتزقة يعيثون فساداً ويرهبون الجميع ويرتكبون الجرائم الوحشية اينما حلوا. فقد صنعت الدولة الفاشية التركية "آلة حرب" و "آلة إبادة جماعية" من هؤلاء المرتزقة، وهي تستخدم هذه الآلة الحربية في كل مكان، حيث تريد فرض الاستسلام على الجميع بهذه الطريقة، ولا تعترف بحق الحياة لمن لا يخضع لها، وهي الآن تنفذ نفس السياسة في ليبيا، فقد ورد في الصحافة أنها إلى الآن أرسلت 17 ألف مرتزق إلى ليبيا.

- جلبت حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، ملايين السوريين إلى تركيا بطريقة مقصودة و منظمة. لماذا؟ لأنها أرادت السيطرة على العصابات والمرتزقة من خلال عائلاتهم واستغلال ذلك لخدمة أهدافها، فهي من جهة تستخدم أولئك اللاجئين لإنشاء بنية تحتية لها في سوريا، كما تستغل السوريين من أجل عمالة رخيصة في تركيا، وكذلك تعتبر عائلات المرتزقة رهائن عندها وتشكل مجموعات مرتزقة أخرى منها، يقال إن دولة الاحتلال التركي أرسلت 17 ألفاً من هذه العصابات إلى ليبيا، بل حتى يقال أنها أصدرت لهم هويات خاصة للمرتزقة في ليبيا، يريدون نهب وسلب ليبيا وفرض الاستسلام عليها من خلال نشر الرعب.

- مثلما يذكر التاريخ مقاومة عمر المختار في وجه الاستعمار، يذكر أن أحفاده اليوم يقاومون الاحتلال، وهذا هو الشيء الضروري والصحيح، كما يقال ايضاً أن السائرون على نهج القذافي يصرحون بوقوفهم في وجه عصابات الدولة التركية وأنهم سيمنعون دولة الاحتلال التركي من السيطرة على ليبيا، كان للقذافي نهج وطني عربي؛ وفي هذا السياق، كان يرى في الشعب الكردي اصدقاء له وكان يساعد الكرد، نحن نعلم ذلك جيداً، فقد ساعد الكرد في جنوب كردستان وكان فعلاً صديقاً للشعب الكردي؛ ولأن القذافي كان يقود النهج الوطني العربي، لم يكونوا راضين عنه ولذلك قاموا بتصفيته.

يجب على الشعبين الكردي والعربي أن يقفوا في وجه الدولة التركية

- اليوم، أولئك الذين ينتمون إلى كل من القذافي وعمر المختار يحمون ليبيا. ويقولون بأنهم سيقاومون احتلال الدولة التركية وعصاباتها ومرتزقتها، وأنهم لن يسمحوا أن تقع ليبيا في يد الدولة التركية وعصاباتها. هذه هي الحقيقة وهذا حقهم وواجبهم. لذلك نرى بأن الدولة التركية ليست فقط خطر كبير على الشعب الكردي فقط، بل خطر كذلك على الشعب العربي أيضاً، والبعض من الدول العربية ومن المثقفين والكتاب العرب يدركون ذلك. ويقولون أن هذه الدولة هي دولة احتلال وإبادة. بالطبع، هم يعرفون أيضاً تاريخ الإمبراطورية العثمانية؛ وينظرون إلى حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أكثر خطورة من العثمانيين، لذلك يجب على الشعبين الكردي والعربي أن يقفوا معاً ضد الدولة التركية، لأن الكرد والعرب عانوا من أكبر الأضرار في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الأولى والثانية. حيث تطورت السياسات على حساب تشتت الكرد والعرب، وها هي الدولة التركية الآن تصر على مثل هذه السياسات وتسعى جاهدة إلى تصفية كافة الحركات المقاومة وتدميرها، وتريد أن تجعل من الجميع عبيداً لديها، في مقابل كل ذلك لا بد للشعب الكردي والعربي أن يتحدا و يشكلا تحالفاً ضد الدولة التركية.

- لا شك في أن حزب العدالة والتنمية هو عدو للكرد والعرب معاً؛ لذلك لو تمكن كلا الشعبين العربي والكردي من تشكيل تحالف موحد ضد ذلك، فلن تتمكن حكومة العدالة والتنمية من اتباع سياسة الاحتلال والإبادة الجماعية بحق الشعبين العربي والكردي، لأنها فعلاً ضعيفة جداً حالياً، لدرجة أن فئة صغيرة جداً تحكم تركيا، فقد شكلت حكومة العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مجموعة عصابات تضم في غالبها الشبيبة العربية وتستخدمها في شن الهجمات على الشعب العربي، حيث تتسبب هذه العصابات الوحشية في مقتل وذبح العرب...!!! كيف للعرب قبول ذلك، كيف للمثقفين والكتاب والمفكرين والأكاديميين العرب القبول بذلك، كيف لمن يمثلون ضمير الشعب أن يقبلوا بذلك؟ عليهم أن يرفضوا ما تقدم عليه دولة الاحتلال التركي و يعارضوها وعليهم توعية وتعبئة المجتمع ضد هذا الوضع. نحن أيضاً نعمل على هذه المبادئ والأسس، و إذا اجتمعت هذه الأعمال وتوحدت، ستكون نهاية هذه السلطة الفاشية، وبالتالي سيتمكن كلا الشعبين العربي والكردي من تمثيل واقعهما وحقيقتهما والعيش في جو من الأخوة.