مصر تؤكد للتحالف الدولي أن المعركة ضد الإرهاب لم تنته.. وتعتبر الإخوان منبع داعش والتنظيمات الأخرى

أكدت مصر في كلمتها أمام اجتماعات التحالف الدولي لهزيمة "داعش"، أن المعركة الحالية والهزائم الميدانية لتنظيم داعش ليست هدفا في حد ذاته ولا تعني انتهاء الحرب على الإرهاب، مشددةً على أن فكر جماعة الإخوان الإرهابي هو منبع الإرهاب كله على اختلاف المسميات.

شاركت مصر في اجتماعات مجموعة عمل إستراتيجية الاتصال والإعلام التابعة للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والتي انعقدت يوم أمس الثلاثاء بلندن؛ وقد ترأس وفد مصر المستشار أحمد حافظ المُتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.

وفي تصريح للمُستشار أحمد حافظ عقب انتهاء الاجتماعات بلندن، أشار إلى أن مداخلة وفد مصر في الاجتماعات التي عُقدت على مدار يوم جاءت لتؤكد بالأساس على أهمية المرحلة التي يمر بها التحالف الدولي في الوقت الراهن، حيث أن ما تحقق حتى الآن من تقدُم ميداني ضد تنظيم داعش الإرهابي لا ينبغي اعتباره الهدف النهائي في حد ذاته، مؤكداً أنه ينبغي على المجتمع الدولي مواصلة الجهود من أجل التصدي للإرهاب بكافة أشكاله ومظاهره دون تمييز، وعدم اختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين فقط، حيث أن جميعهم ينبعون من ذات المصدر الأيديولوجي المتطرف.

وفي هذا السياق، أوضح المُتحدث الرسمي أن المعركة ضد الإرهاب هي معركة فكرية في المقام الأول، مشيراً إلى أن كافة التنظيمات الإرهابية تقع تحت نطاق نفس المظلة الفكرية ويجمعها ذات الأيديولوجية المتطرفة والتي أرستها جماعة الإخوان الإرهابية، ومشدداً على أهمية تكثيف جهود التعاون الدولي لتجفيف منابع تمويل تلك التنظيمات الإرهابية والحدّ من قدرتها على تجنيد عناصر جديدة، وكذا محاسبة كل من يُسهم في ارتكاب تلك الأعمال الإرهابية سواء بالتخطيط لها أو تمويلها، أو توفير السلاح والغطاء السياسي والمنابر الإعلامية المُحرِضة أو الملاذ الآمن لتلك العناصر الإرهابية، حسبما أفاد بيان صادر اليوم عن وزارة الخارجية المصرية.

وذكر "حافظ" في تصريحاته، أن وفد مصر قدّم خلال الاجتماعات عرضاً للجهود والمساعي الوطنية الرامية للتصدي للأفكار المتطرفة، مشيراً إلى مبادرة السيد رئيس الجمهورية لتجديد وتقويم الخطاب الديني، فضلاً عن الدور الحيوي الذي تضطلع به المؤسسات الدينية العريقة في مصر في محاربة الفكر المتطرف، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، وكذا جهود مرصديّ الأزهر ودار الإفتاء في دحض التفسيرات المغلوطة النابعة من الإيديولوجيات التكفيرية لتلك التنظيمات الإرهابية، وصياغة خطاب مضاد يستند إلى القيم الحقيقية السمحة للإسلام والفهم الصحيح لمبادئه وتشريعاته.

واتصالاً بذلك، شدد حافظ على أهمية تضمين مبادئ التسامح والتعايُش المشترك في الخطاب والرسائل الإعلامية التي توجهها مجموعة الاتصال، منوهاً في هذا الصدد بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان خلال الشهر الماضي، وما تضمنته من مبادئ تُرسِخ من قيم السلام والتسامح بين الأجيال القادمة.

هذا، وقد أبرز رئيس وفد مصر أيضاً المقاربة المصرية الشاملة لمواجهة الإرهاب بأبعادها الأمنية والتنموية والفكرية، ضارباً المثل بما تم تحقيقه من إنجازات في إطار "العملية الشاملة سيناء 2018" على الصعيديّن العسكري والتنموي، وبما يُسهم في استئصال آفة الإرهاب من جذورها، ويُدعم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.

هذا، وأكد "حافظ" في ختام تصريحاته على استعداد مصر لتقديم كافة أوجه الدعم لمجموعة عمل إستراتيجية الاتصال ارتكازاً على ما تمتلكه من خبرات في مجال مكافحة الإرهاب، فضلاً عن كونها مقراً للمؤسسات الدينية العريقة والتي لها جهود ممتدة في مُجابهة الفكر المتطرف وخطاب الكراهية.

وتأتي هذه الاجتماعات استكمالا للاجتماع الوزاري الرئيسي الذي عقد في واشنطن الشهر الماضي، والذي أكد خلاله وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: "أولاً، يجب أن نلتزم مجددًا بهدف هزيمة داعش بشكل دائم. لكي يكون انتصارنا نهائيًا ودائمًا، بحيث لا يعود تنظيم الدولة الإسلامية يشكل تهديدًا لأوطاننا أو دورنا كشبكة عالمية. لا ينبغي أن يكون هناك مزيد من الملاذات الآمنة التي يمكن لداعش أن تعمل من خلالها. ويجب أن يكون غير قادر على نشر رسالته وغسل أدمغة أجيال جديدة بأيديولوجيته المقززة". وشدد على الحاجة لمواجهة "انتشار أيديولوجية إسلامية راديكالية، نحتاج إلى مواصلة الشراكة مع مؤسسات من مثل مركز الشرق الأوسط للبث (MBC) ومركز صواب".