دويتشه فيله: آلاعيب أردوغان انكشفت وأوهام الغاز لن تنقذه بل ستشعل الحرب ضده

قالت شبكة دويتشه فيله أن مشروع التوسع التركي في البحرين المتوسط والتركي لن ينقذا أردوغان من كارثة التدهور الاقتصادي او يساعد مشروعه التوسعي، لكنه أدى إلى مزيد من انكشاف آلاعيب أردوغان.

وأكدت دويتشه فيله أن تركيا تواجه أزمات اقتصادية كثيرة تبدأ بمديونية خارجية عالية ولا تنتهي باستمرار تدهور سعر الليرة التركية مرورا بنسبة بطالة عالية وتبعات كارثية لفيروس كورونا على السياحة. وهو الأمر الذي يهدد باندلاع أزمة تقضي على ما تبقى من مكاسب الاقتصاد التركي خلال عهد الرئيس أردوغان.
وطرحت شبكة دويتشه فيله الألمانية في تحليل كتبه الاقتصادي إبراهيم محمد يوم الأحد تساؤلات حول الاسباب التي تدفع رئيس النظام التركي أردوغان إلى مواصلة بحثه عن الغاز في مناطق متنازع عليها شرق المتوسط. ولماذا يخاطر الرئيس الحالم بذلك رغم أن اكتشاف الغاز لا يعني بالضرورة وقف تدهور الليرة وحل مشاكل الاقتصاد التركي المتفاقمة؟
واعتبر المحلل الاقتصادي البارز بالشبكة الألمانية أن هذه الأزمة اضحت قاب قوسين أو أدنى في حال فشل الرئيس التركي في الاستمرار بألاعيبه بين القوى الإقليمية والدولية. وتخفي هذه الألاعيب مطامع اقتصادية وطموحات سياسية بإعادة إحياء مجد الدولة العثمانية.
واوضح الكاتب أنه قبل انكشاف آلاعيب أردوغان، نجح أردوغان في اللعب على تناقضات القوى المذكورة والمصالح المتبادلة بينه وبين بعضها ساعده حتى الآن بالحصول على المال اللازم لخدمة الديون الخارجية المتراكمة بقيمة تصل إلى نحو 170 مليار دولار مقابل احتياطات بحدود 91 مليار دولار فقط. كما ساعدته على منع انهيار أسوأ لليرة التي فقدت منذ بداية السنة خمس قيمتها ليزيد سعر الدولار على 7 ليرات منها.
وتحت عنوان "انكشاف آلاعيب أردوغان" ذكر التحليل أن أردوغان حصل حتى الآن على الكثير من المال تارة عن طريق المساعدات والقروض والاستثمارات الغربية والعربية وخاصة القطرية منها وتارة بالتهديد والوعيد والابتزاز. غير أن انكشاف ألاعيبه بشكل تدريجي وتزايد الخشية من الإفلاس المالي وعدم القدرة على خدمة الديون يدفعه إلى البحث الحثيث عن بدائل لضمان استمرار سياساته التي تزيد التوترات بينه وبين جيرانه.

ويبدو أنه وجد ضالته في حقل الغاز الذي أعلن عن اكتشافه في البحر الأسود واستمرار السفن التركية بالبحث عن مزيد من الحقول والسيطرة عليها في مياه شرق البحر المتوسط المتنازع عليها مع اليونان وقبرص.
وإذا ما طوينا الاحتمال الجدي لمواجهات عسكرية بسبب هذا البحث وخاصة مع اليونان، فإن السؤال هنا، هل تحل الآمال التركية المعلقة على الغاز مشاكل الليرة التركية والاقتصاد التركي المتفاقمة، أم أنها دعاية سياسية لإشغال الرأي العام بوعود تساعد على وقف تدهور شعبية الرئيس التي تراجعت إلى مستويات لم تبلغها من قبل؟
وشكك التحليل في الجدوى الاقتصادية للغاز الذي تبحث تركيا عن استخراجه كوسيلة لدعم الاقتصاد محليا من خلال توفير فاتورة استيراد الغاز، مشيرا إلى أن هناك جدوى اقتصادية ضعيفة لغاز المتوسط حاليا، بالإضافة إلى احتياطات الغاز في البحر الأسود يسعى رئيس النظام التركي للحصول على حصة من حقول الغاز الضخمة المكتشفة في شرق المتوسط. غير أن هذه الحقول تقع في مناطق بحرية متنازع عليها مع اليونان وقبرص ومصر. وفي حال استمر أردوغان في البحث عن الغاز هناك متحديا الجميع، فإن الأمور قد تتطور إلى حرب إقليمية تشارك فيها اليونان وقبرص ومصر وفرنسا وربما دول أخرى ضد تركيا، ما يعني ضياع فرص الاستفادة من الثروة هناك إلى أجل غير مسمى.
وتابع إبراهيم محمد "أما الحديث عن تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول إلى لاعب مهم في سوق الغاز الدولية فأمر غير وارد في المدى المنظور حتى لو تمكنت أنقرة من وضع قدم لها في غاز شرق المتوسط. ومن أسباب ذلك أن كميات الغاز المتوقعة ليست بهذه الأهمية التي يروج له الرئيس أردوغان وحكومته، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن تركيا أحد أكبر مستهلكي الغاز في العالم وأن الاستهلاك الأوروبي السنوي لوحده يصل إلى نحو 350 مليار متر مكعب، أي أكثر من مجمل احتياطي الحقل التركي المكتشف في البحر الأسود".