بايك: مواقف الكرد في سوريا مبنية على أسس استراتيجية

قال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك إن الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا تتحرك وفقاً لخطوات استراتيجية في إطار بناء سوريا ديمقراطية.

في الجزء الثاني من حديثه مع مجلة "Lower Class" الألمانية تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك عن سياسات الإنكار والإبادة التي تمارسها تركيا بحق الشعب الكردي، سياسات الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا وإيران في سوريا، وموقف الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا من حل الأزمة السورية.

وتطرق جميل بايك إلى نقاط أساسية حول تهديدات تركيا لـ روج آفا/ شمال وشرق سوريا.

وقال: "إن الشعب الكردي في جنوب كردستان تمكن من نيل حقوقه وبناء كيانه في شمال كردستان، وأن الشعب الكردي يواصل نضاله ومقاومته منذ أربعين عاماً، وأنه رغم كل التضحيات الكبيرة والضغوطات الشديدة عليه وسياسات الإبادة التي تفرض عليه، ولم يتراجع خطوة واحدة عن النضال".

وأضاف "بعد التطورات التي حصلت في روج آفا كردستان وقدرة الكرد على تحرير مناطقهم وبناء نظام الإدارة الذاتية، ضاق الخناق على ذهنية وسياسات الإبادة والإنكار التركية وبدأت تنهار. هذه العقلية التي تحكم بها تركيا  والتي ترى أن الكرد في روج آفا إذا تمكنوا من نيل حقوقهم وبناء كيانهم المستقل، فلن يكون بمقدورها مواصلة سياسات الإبادة والإنكار بحق الكرد".

وتابع: "لهذا ومهما كان الثمن كبيراً، فأن تركيا مستعدة لدفعه مقابل أن لا ينال الكرد حقوقهم في روج آفا ولا يتم الاعتراف بإدارتهم. لهذا بدأت بتكثيف هجماتها على روج آفا، والحقيقة أن هذه الذهنية الحاكمة في تركيا لا تعادي الشعب الكردي فقط بل في نفس الوقت تعادي إقليم جنوب كردستان، وهذا باعتراف من الرئيس التركي نفسه رجب طيب أردوغان، الذي قال: "تركيا أخطأت كثيراً عندما قبلت وجود كيان كردي جنوب شرق تركيا، وإذا ما سنحت الفرصة فسنعمل على إنهاء وجوده".

ولفت إلى أن أساس هجمات تركيا على روج آفا هي تلك الذهنية المعادية للوجود الكردي أينما كان.

وأشار بايك إلى دعم القوى الخارجية لتركيا في شن هجماتها على روج آفا وشمال شرق سوريا بالقول: "إن دعم الولايات المتحدة الأمريكية للعقلية الفاشية التي تحكم تركيا يمنحها الشجاعة لشن هجماتها. في كل مرة تتلقى فيها الفاشية التركية ضربة وتصبح قريبة من الانهيار تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وتمنحها الدعم والقوة لتبقى قائمة ومتسلطة على المجتمع الكردي والتركي وتمنع انهيارها".

ولفت إلى أن "المناورة الأمريكية الأخيرة هي دليل على دعم أمريكا للفاشية التركية. كذلك هناك مواقف لألمانيا، فرنسا وبريطانيا داعمة لبقاء هذه الفاشية في تركيا حتى ولو كانت غير ظاهرة".

وتأكيداً لحديثه أوضح أنه خلال الأزمة الاقتصادية التركية، قدمت لها ألمانيا الدعم، حيث أن إدارة ميركل تبني سياساتها على مبدأ: "انهيار تركيا هو انهيار لألمانيا" وعليه تقدم الدعم للفاشية التركية المتمثلة في حكومة حزب العدالة والتنمية AKP وحليفها حزب الحركة القوميةMHP.

وأكد بايك أن الحقيقة غير هذا، فانهيار الفاشية في تركيا لا يعني انهيار تركيا نفسها بل هو انهيار لنظام فاشي متسلط على البلاد، مشدداً على ضرورة أن يكف الجميع عن دعم هذا النظام الفاشي.

وأضاف "لذا نؤكد أن الموقف الأمريكي الواضح والداعم للفاشية في تركيا وموقف الدول الأوروبية، والذي يدعم في بعض الأحيان بقاء هذه الفاشية وأحياناً مواقفها المتذبذبة، تتحول إلى أساس تبني تركيا هجماتها على الكرد ولهذا نحن نعتبر أن هذه المواقف داعمة للفاشية التركية ضد الكرد".

وأكد أنه وارتكازاً على السابق "تكثف الفاشية التركية من هجماتها على شمال وشرق سوريا وروج آفا، والحقيقة أن تركيا بمفردها لا تملك تلك القوة والشجاعة لمهاجمة روج آفا، لذلك فعلى الجميع أن يكف عن خداع نفسه، فوحدها مواقفهم هي التي تشجع تركيا على شن هجماتها على الكرد".

وتطرق بايك في حديثه إلى دعم روسيا وإيران لتركيا قائلاً: "ليس مهماً الحديث عن هذه الدول لأن مواقفها واضحة، في ظل هذه الظروف وفي إطار خلافاتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية فهي تقتنص الفرص لدعم مكانتها وهيمنتها على الشرق الأوسط بشتى السبل. بشكل خاص نستطيع القول أن إيران ليس لديها مشاكل مع تركيا في إطار مهاجمة وإبادة الكرد فهي في الأساس تعادي الشعب الكردي وترفض الاعتراف بحقوقهم في شرقي كردستان".

وأضاف "وروسيا دولة منتفعة لا تبحث سوى عن مصالحها دون النظر إلى المبادئ أي أن مواقفها "براغماتية"، كما أنها تعتمد على سياسات مرحلية. ولا تملك قوة كبيرة في الشرق الأوسط. الكثيرون يعتقدون أن روسيا لها نفوذ كبير في الشرق الأوسط، لكن العكس هو الصحيح. لهذا فهي تعتمد على سياسات تحقيق المصالح بالدرجة الأولى، ولهذا فدائماً ما تقدم تركيا التنازلات لصالح روسيا مقابل بعض التنازلات من روسيا لمصالح متبادلة، وهذه المواقف أيضاً تعتبر دعماً لسياسات السلطة الفاشية الحاكمة لتركيا".

وأوضح بايك: "لولا الدعم الأمريكي، الأوروبي والروسي، لحكومة العدالة والتنمية وحليفها الحركة القومية لما كانت قادرة على مواصلة سياسات الحرب ليوم واحد، مهما كان الدعم المقدم من المجتمع التركي، ولهذا فإن بقاء الدكتاتورية الفاشية المتمثلة في حزبي AKP,MHP مرتبط بشكل مباشر مع الدعم الخارجي لها".

وتابع: "من الناحية الاقتصادية تتلقى الدعم الأكبر من ألمانيا، ومن الناحية العسكرية تتلقى الدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن فرنسا وبريطانيا تدعمان هذه الفاشية مقابل بعض المصالح، وروسيا أيضاً  تلعب نفس الدور في دعم الدكتاتورية في تركيا من خلال سياساتها ومصالحها".

وعن استراتيجيات روسيا وإيران في المنطقة ذات المنظور البعيد بايك قال: "من الجانب الروسي إلى الآن لم تظهر أي سياسات استراتيجية بعيدة المدى، تاريخياً نعلم أن سياسات روسيا كانت تهدف إلى الوصول إلى الشرق الأوسط ومنها إلى البحر المتوسط، أمنياً ومن أجل حماية نفسها من المخاطر تعتمد على سياسات الدفاع من الخارج، وهذه السياسة كانت متبعة في عهد الاتحاد السوفيتي أيضاً. ونستطيع القول إن روسيا اليوم تتبع نفس السياسة لكن لا نستطيع القول إنها تعمل بشكل مخطط ومدروس لتحقيق هذه الاستراتيجية".

ولفت إلى أن الوجود الروسي اليوم شرقي شواطئ المتوسط هو نتاج علاقتها مع سوريا، ففي القرن العشرين وفي مرحلة انهيار الاتحاد السوفيتي فقدت روسيا موقعها وقوتها في المنطقة انطلاقاً من العراق مروراً بمصر إلى شمال أفريقيا. وحافظت على علاقتها مع سوريا فقط.

وأشار إلى أنه وبعد اندلاع الأزمة السورية تحاول روسيا استغلال هذه الأزمة لصالحها لدعم موقفها وتواجدها العسكري شرقي المتوسط داخل سوريا. حتى يكون لها تأثير في الشرق الأوسط وتستعيد مكانتها مرة أخرى.

ونوه بأن روسيا تنظر إلى وجودها في الشرق الأوسط كونه جزء من سياساتها الأمنية في شرقي أوروبا، وهنا ظهر التعاون بين روسيا وإيران، مشيراً إلى أن روسيا تبني علاقتها مع إيران على أساس بناء قوة في وجه أمريكا في شرق أوروبا، إلى جانب هذا بدأت روسيا ببناء علاقات مع تركيا خلال السنوات الأخيرة، وهذه محاولة لإضعاف الناتو من خلال تركيا العدو اللدود للاتحاد السوفييي (سابقا)، تحاول دفع تركيا إلى مواجه دول الناتو وزعزعة الحلف ومن خلال تركيا إضعاف أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية معاً.

وأكد أن مثال على هذا ما حصل في عفرين، فروسيا سلمت عفرين إلى تركيا، بهدف كسبها إلى جانبها وإبعادها عن الناتو، بصورة عامة هذا هو الموقف الروسي، ولا نستطيع أن نخمن موقفها في المراحل اللاحقة.

أما بخصوص إيران فأوضح بايك أنها "من الناحية التاريخية دولة قديمة في الشرق، والصراع بين تركيا وإيران تاريخياً يمثل الصراع بين الشرق والغرب، وإيران تنظر إلى نفسها قوة إقليمية وعالمية وإمبراطورية عالمية ولها سياسات عالمية وإذا ما سنحت لها الفرصة ستتجه نحو بناء تلك الإمبراطورية العالمية".

وعن سياسات ايران الحالية قال بايك: "إن إيران تعتمد في سياساتها الخارجية على الجانب الأمني، ونشاطها الخارجي وصل إلى مستوى الأيديولوجية والعسكرية وهذا واضح في سياساتها في لبنان، العراق، سوريا، اليمن، فلسطين وإفريقيا، لكنها جميعها تصب في خانة السياسات الأمنية بشكل مكثف".

وأضاف "إيران ومن خلال إقحام نفسها في حروب خارجية تمنع وصول الحرب إلى الداخل وحماية نفسها، وهذه هي استراتيجيات إيران في المنطقة. وعلى ما يبدو أنها تواصل هذه السياسة. وإذا ما سنحت لها الفرصة ستتمدد أكثر لأنها تعتمد في بقائها على هذه الاستراتيجية وهذا ما يحقق لها الأمن".

ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول منذ الثمانينيات التدخل في إيران، لكنها فشلت، وأثناء الحرب العراقية الإيرانية أيضاً لم تتمكن أمريكا من الاستفادة منها. والخلافات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران باتت واضحة، وعليها تعمل إيران من ناحية على التمدد أيديولوجيا في المنطقة والتأثير عليها ومن ناحية أخرى تشارك في الصراعات العسكرية لضمان أمنها داخلياً. كما أنها تراعي علاقتها الاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي ومن خلال بناء علاقات سياسية متينة مع الدول المعادية للسياسات الأمريكية تحاول الحفاظ على قوتها.

وتابع بايك: "النقطة المهمة في ظل السياسات الاستراتيجية لإيران هو الوضع في كردستان وموقفها من الشعوب ضمن إطار حدود بلادها، إيران لا تنكر وجود الكرد، البلوش، الازريين، ولا تنكر اسم كردستان، لكن في المقابل لا تمنح أية حقوق سياسية وديمقراطية لهذه المكونات. وترفض السماح للكرد بناء كيانهم السياسي على أساس الإدارة الذاتية الديمقراطية، وتنظر إلى هذا الجانب على أنه ضعف للدولة الإيرانية وعلى أنه عداء للدولة وعليه تشن هجومها".

وأكد أن إيران لا تنكر وجود الكرد كما تفعل تركيا، لكن في المقابل ترفض منحهم حقوقهم الطبيعية والسياسية كما تفعل تركيا. وتنظر إلى الكرد على أنهم خطر على الدولة، وأنهم إذا أصبحوا قوة فإن هذا يعني نهاية إيران وعليه تمارس إيران سياساتها المعادية للشعب الكردي، وتتعامل مع كل التطورات السياسية في شرقي كردستان بحساسية كبيرة.

وأشار إلى أن إيران تخشى كثيراً الشعب الكردي، وتطور حركة التحرر الكردستاني في شرقي كردستان. ومن أجل محاباة حركة التحرر الكردستانية لا تجد مشكلة في التحالف مع أي طرف كان وعلاقاتها مع تركيا مبنية على هذا الأساس".

وتحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك عن خطهم السياسي من أجل حل القضية الكردية قائلاً: "مشروعنا من أجل حل القضية الكردية مبني على أساس الكونفدرالية الديمقراطية والإدارة الذاتية الديمقراطية التي طرحها القائد أوجلان. إذا تمكنا من صياغة هذا المشروع بشكل عام، نستطيع تعريف كردستان الحرة من خلال الشرق الأوسط الديمقراطي. نحن حين نقول تركيا ديمقراطية وكردستان حرة، سوريا ديمقراطية وكردستان حرة لا نهدف إلى أي تهديد لوحدة تلك البلاد إنما نعرف الحرية في إطار الإدارة الذاتية الديمقراطية. والأصح أن نقول نحن لا نعرف الدولة بل نعرف المجتمعات، لهذا نعتمد مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية، هذا المشروع الذي يمنح الجميع الحق في إدارة نفسه على أساس الحرية وبناء وحدة ديمقراطية مع كل المجتمعات في المحيط على أساس الديمقراطية".

وأوضح: "مثال على هذا، الكرد في سوريا عليهم بناء نظام إدارة ذاتية ديمقراطية لكن في ظل مشروع سوريا ديمقراطية، في تركيا، إيران والعراق أيضاً كذلك. وهذا هو خط حركة التحرر الكردستاني في عموم كردستان وبالنسبة لأجزائها الأربع".

وأضاف "قوات سوريا الديمقراطية، الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا أيضاً تعتمد هذا الخط وتؤكد على هذا المبدأ، يقولون: نحن نعتمد في مشروعنا على النموذج الذي طرحه القائد أوجلان ونعمل على تطبيقه في مناطقنا. وعلى هذا الأساس يتعاملون مع النظام السوري وعلى علاقات مبنية على أساس حل الأزمة السورية".

ولفت إلى أنه "لا يمكن اعتبار هذه العلاقات على أنها علاقات تكتيكية في إطار مواجهة بعض القوى الأخرى. في مرحلة مصير نظام الأسد لم يكن واضحاً، كانت هناك علاقة حذرة بشكل جزئي، ولم يكن هناك مسافة شاسعة بين الإدارة والنظام من حيث العلاقة. بمعنى أن المشكلة ليست هي من هي الإدارة التي تحكم في دمشق إنما هي مسألة حل الأزمة السورية في إطار سوريا موحدة. بغض النظر عن من يحكم في سوريا، الإدارة كانت تعمل على أساس حل الأزمة السورية وتحقيق الديمقراطية ضمن حدود سوريا موحدة وحل القضية الكردية. وعليها كانت اللقاءات والاجتماعات".

وأشار إلى أنه "كانت هناك محاولات لبناء علاقات مع قوى المعارضة، وكانت هناك علاقة في مرحلة ما لكن المعارضة الكردية في روج آفا تخلت عن تلك العلاقة، ووجدت الإدارة الذاتية في روج آفا أن الحل داخلي وهذا لا يعني أنها علاقة تكتيكية، بل على العكس هي خطوات استراتيجية بغض النظر عن من يحكم في سوريا. علاقة استراتيجية لتحقيق الديمقراطية في سوريا والعمل عليها".

وأكد أنه وعلى هذا الأساس تعمل الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا على بناء علاقاتها مع كل الأطراف، وتسعى لبناء التحالفات وبحث سبل العيش المشترك، لافتا إلى أنه ووفقاً لهذا يجب أن لا ننظر إلى هذه الاتفاقات للقوى في شمال سوريا والكرد في روج آفا على أنها اتفاقات تكتيكية ومرحلية. وهذا لأنهم وجدوا أن الحل داخلي.

وأضاف "هذه العلاقة ليست مع نظام الأسد فقط، بل مع القوى الإقليمية أيضاً، لكن ولأن هذه القوى لا تملك أي مشروع سياسي وديمقراطي يضمن حقوق الشعب الكردي، تبقى تلك العلاقات مؤقتة ولا تتحول إلى اتفاقات استراتيجية. وهنا الكرد يبحثون عن حل استراتيجي وعدم الوصول إلى الحل ليس بسبب الكرد بل بسبب سياسات وذهنية باقي القوى في المنطقة.

وشدد على أن الكرد لم يطالبوا بتقسم سوريا أو الانفصال عنها، لكنهم يهدفون إلى بناء سوريا ديمقراطية موحدة تضمن حقوق الشعب الكردي. إذا كيف يمكن تحقيق هذا ومع أي قوة؟ مع تلك القوة السياسية التي تؤمن بالديمقراطية.

وحول علاقات الإدارة الذاتية بروسيا قال بايك: "إن علاقات الكرد والإدارة الذاتية مع الروس أيضاً لا يمكن اعتبارها علاقات تكتيكية بدأت بعد قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من سوريا. هذه العلاقة موجودة في السابق وبلغت مستويات عدة، لكن وبعد القرار الأمريكي تطورت تلك العلاقات مع الجانب الروسي بشكل طبيعي من أجل ضمان وحدة سوريا ديمقراطية، هنا ظهر جانب العلاقة مع الروس بشكل أوضح كونها قوة عالمية ولها تأثيرها على المنطقة. وهذا الدور الروسي واضح من الجانب الكردي، طبيعي ومفهوم جداً".

وأضاف بايك "بعد أن أكدت الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من سوريا، بات واضحاً أن روسيا أيضاً تحاول السيطرة والهيمنة على الكرد في مناطق شمال وشرق سوريا/روج آفا، كما تحاول تركيا، نحن لا نعلم تفاصيل هذه السياسة، لكن إذا كان الموقف الروسي بهذا الشكل فحتماً أنها ستقع في خطأ تاريخي، قبل كل شيء نريد أن نذكر أن الكرد وبهذا القرار الأمريكي لم يفقدوا قوتهم، فالكرد في روج آفا ليسوا بمفردهم ولن يكونوا بمفردهم. كل الشعب الكردي في أجزاء كردستان وحركة التحرر الكردستاني، الإنسانية والقوى الديمقراطية في العالم ستقف إلى جانبهم في حال تعرضوا لأي خطر".

وأكد أنه رغم القرار الأمريكي إلا أن التحالف الدولي يواصل مهامه ضد داعش، لافتاً إلى تأكيد كل من ألمانيا، فرنسا وبريطانيا مواصلة مهامها في سوريا، كذلك الدول العربية أوضحت موقفها من هذا القرار.

وتابع: "ونحن باسم حركة التحرر الكردستاني نثمن هذه المواقف، ونتمنى أن تبقى هذه الدول على مواقفها وأن لا تكون مواقف مؤقته. نحن لا نعلم فيما إذا كانت هذه المواقف قد تتغير في المستقبل لكن إعلانها في هذه المرحلة مهم للغاية. وإذا ما كانت روسيا مصرة على سياساتها، التي تبنى على ضمان المصالح في المنطقة في ظل هذا الرفض، فمؤكد أنها ترتكب خطأً تاريخياً".

وشدد على أن شمال وشرق سوريا لن تكون بمفردها، فقبل كل شيء القوات العسكرية في تلك المناطق حققت نصراً كبيراً في الجانب العسكري، تملك قوة وإرادة كبيرة، وكسبت تأييد كبير من قبل جميع أجزاء كردستان والدول الإقليمية والعالم. ولا يمكن اعتبارها قوة تأسست من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومدعومة من قبلها وحدها ولن يؤثر القرار الأمريكي على تواجدها.

وأكد أن "كل من يفكر بهذا الشكل مخطئ، فقوة بهذا الشكل حققت انتصارات كبيرة وأثبتت وزنها ومكانتها على الأرض سيكون لها تأثير على الساحة السياسية أيضاً. ونأمل أن لا تفكر روسيا بشكل خاطئ في تعاملها مع هذه القوة".

ولفت إلى أن روسيا تتعامل حتى الآن بشكل خاطئ مع هذه القوات، معبراً عن أمله أن تكون العلاقة بين الطرفين على أساس احترام إرادة هذه القوة الداعية إلى الديمقراطية، وأن تكون روسيا داعمة لمشروع بناء سوريا ديمقراطية موحدة.

وأضاف "وعلى هذا الأساس إذا كان الجانب الروسي ملتزماً بهذا المبدأ فنحن كحركة ندعم تلك العلاقة بين الطرفين والموقف الروسي، لكن إذا كان الموقف الروسي مخالفاً، وكانت السياسات الروسية مبنية على أساس المصالح الخاصة والضيقة فلن تفضي تلك العلاقات بين الطرفين إلى أي نتائج جيدة، كما لن يكون بمقدور روسيا السيطرة على الكرد وروج آفا ولن نكون نحن كحركة إلى جانب تلك المواقف والعلاقة مع الجانب الروسي"