البنتاغون لا يريد حرباً مع إيران والشعب الأمريكي لا يستبعد اندلاعها.. والسعودية تطالب بالردع

في الوقت الذي حمّلت فيه الإدارة الأمريكية إيران مسؤولية الهجمات ضد ناقلات النفط في الخليج، فإن البنتاغون قد أكد انه لا يريد حربا مع إيران بل مجرد ردعها، وهو ما اتفق مع مطالبة السعودية للمجتمع الدولي بإيقاف النظام الإيراني عند حده.

أعلن االبيت الأبيض، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرغب في رؤية تغيير في سلوك إيران، مؤكدًا أنه لا يسعى للحرب، وذلك فيما كشف استطلاع جديدة للرأى أن أكثر من نصف الشعب الأمريكي 51% يعتقدون أن الولايات المتحدة ستخوض حربا مع إيران خلال الأعوام القليلة المقبلة، وذلك بزيادة 8% عن نتائج استطلاع آخر أجرى فى حزيران/ يونيو الماضى. ونشرت "رويترز / إبسوس" الاستطلاع، يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أنه يأتي في الوقت الذي تتزايد فيه حدة التوتر بين أمريكا وإيران، في منطقة الخليج.

ويأتي ذلك، فيما حملت الإدارة الأمريكية إيران المسؤولية عن الهجمات الأخيرة في الخليج، وأعلن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي، باتريك شاناهان، أن الولايات المتحدة منعت هجمات إيرانية على قواتها عبر نشر وحدات جديدة في الخليج، مؤكدا أن بلاده لا تريد حربا مع إيران.

وقال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، الذي كان يدلي بإفادة لأعضاء من الكونغرس: "أحبطنا هجمات على القوات الأمريكية من خلال إعادة انتشار أصولنا، وفي الوقت الحالي نغير اهتمامنا الأساس لمنع أي إساءات في الحسابات من قبل إيران"، وتابع: "الحديث لا يدور عن حرب. لا ننوي أن نحارب. الحديث يدور عن حماية مصالحنا في الشرق الأوسط وكذلك تنفيذ مهمات".

وقال السناتور الجمهوري ليدنسي غراهام، في اعقاب تلك الافادة: "شرحوا لنا كيف أن التهديد الإيراني بات مختلفا عما كان في الماضي وأن الهجوم على السفن وخط الأنابيب جرى بتنسيق وتوجيه من الحكومة الإيرانية".

وكان وزير الخارجية مايك بومبيو قد أعلن أنه من المرجح جدا أن يكون النظام الإيراني، مسؤولا عن الاعتداءات التي وقعت في الخليج مؤخرا. 

ويوسع الجيش الأمريكي وجوده لردع إيران، حيث كشف مجلس محافظة الانبار غرب العراق، أمس، عن وجود معلومات عن اقامة الجيش الأمريكي قواعد عسكرية مؤقتة غربي المحافظة، مشيرا الى أن الحكومة الاتحادية أعطت الصفة للتواجد الأمريكي في قاعدتي عين الاسد والحبانية في الانبار بالاضافة للقواعد المؤقتة.

وفي سياق ذي صلة، رحبت دولة الإمارات، اليوم الأربعاء، بانضمام عدد من الدول الصديقة والشقيقة إلى التحقيقات الجارية حول العمليات التخريبية التي استهدفت أربع ناقلات تحمل أعلام الإمارات والسعودية والنرويج، بالقرب من المياه الإقليمية للدولة بخليج عمان الأسبوع الماضي.

وقالت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان لها: "إن حرص شركائنا الدوليين على المشاركة في التحقيقات، وتضافر الجهود يدعم الحيادية والشفافية في الوصول إلى النتائج المطلوبة، وهو ما تتطلع إليه دولة الإمارات العربية المتحدة من وراء هذا التحقيق". واعتبرت أبوظبي: "إن التحقيقات المشتركة تأتي لتؤكد حرص المجتمع الدولي على حماية أمن الملاحة البحرية، وحركة التجارة الدولية وسلامة إمدادات الطاقة".

وبدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكرى، أن المنطقة تشهد تفاعلات كثيرة، وأوضاع متوترة فى الخليج العربى وسوريا واليمن والسودان، فضلاً عن الوضع فى إيران، والقرار الأمريكى بإرسال قطع بحرية للمنطقة، وما حدث فى الملاحة البحرية بخليج هرمز، من خلال استهداف بعض السفن السعودية والإماراتية، وهو ما يمثل خطورة للوضع بشكل عام، خاصة على الأمن القومى العربى. وشدد، خلال حفل إفطار مع الكتاب الصحفيين والإعلاميين مساء أمس، على أهمية أن تعى الأطراف الإقليمية والدولية وسط كل هذه التفاعلات مراعاة احترام خصوصية الأمن القومى العربى والتعامل مع القضايا بعيدا عن التأثير الخارجية والسعى من أجل التعامل من خلال حلول سياسية لكل هذه الأزمات.
 
ورأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الجلسة، التي عقدها مجلس الوزراء السعودي، مساء أمس الثلاثاء، وأعرب مجلس الوزراء السعودي عن حرص المملكة الدائم على تعزيز السلام في المنطقة، وعدم سعيها إلى غير ذلك، والقيام بكل ما في وسعها من أجل منع قيام أي حرب.

وقال وزير الإعلام السعودي تركي بن عبدالله الشبانة، في بيان له، عقب الجلسة: "إن المملكة العربية السعودية تمد يدها دائماً للسلم وتسعى لتحقيقه، وترى أن من حق شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني أن تعيش في أمن واستقرار وأن تنصرف إلى تحقيق التنمية".

وطالب مجلس الوزراء السعودي خلال اجتماعه، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته باتخاذ موقف حازم من النظام الإيراني لإيقافه عند حده ومنعه من نشر الدمار والفوضى في العالم أجمع، وأن يبتعد ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر وأن لا يدفعها إلى ما لا تحمد عقباه.