عثمان: على القوى الكردستانيّة أن تعوّل على وحدة الصف وتنسيق الجهود خدمةً للقضيّة الكرديّة

محمود عثمان: لا يجب أن تعوّل القوى الكردستانيّة على الخارج، وإنّما على وحدة الصف وتنسيق الجهود لوضعها في خدمة قضيّة الشعب الكردي.

أجرى برنامج "حديث المركز" الذي تبثّه قناة المركز الكردي للدراسات على اليوتيوب لقاءً مع السياسيّ الكردي والقياديّ السابق في الحزب الديمقراطي الكردستاني، محمود عثمان، تناول محاور عدّة متعلّقة بسياسة الإدارة الأمريكيّة الجديدة حيال القضيّة الكرديّة وأيضاً سبل التوصّل إلى اتّفاق بين القوى والأحزاب الكردستانيّة بغية "توحيد المواقف" بينها، إلى جانب مواضيع أخرى ذات صلة بالوضع الكردستاني على العموم.

واستهلّ عثمان حديثه بالإشارة إلى إدارة الرئيس جو بايدن وسياستها تجاه الكرد، مبدياً عدم تفاؤله بأن تخطو هذه الإدارة خطوات كبيرة فيما يتعلّق بالقضايا الكرديّة في أجزاء كردستان الأربعة، وأضاف "لا توجد في السياسة الأمريكيّة، التي لا تتبدّل بتبدّل الرؤساء، شيء اسمه قضيّة الأمّة الكرديّة وفق مبدأ حقّ تقرير المصير.. حيث تتعامل واشنطن مع الشعب الكردي كجزء من الدول التي يقطن فيها" واعتبر أنّ هذا الأمر "تقصير" من قبل الإدارات الأمريكيّة المتعاقبة.

وأوضح عثمان أنّه يتوجّب على القوى الكردستانية أن تنسّق جهودها في سبيل تشكيل ضغط على الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتّحدة الأمريكيّة حيث "يوجد تعاطف مع القضيّة الكرديّة" في تلك الدول من حيث تناولها في مقالات وكتب وأيضاً اهتمام المنظّمات غير الحكوميّة التي "ترى بأنّ سياسات حكوماتها تجاه الكرد ليست صحيحة.. لكن يجب الضغط على الحكومات لتغيير سياسياتها تلك".

وشدّد السياسيّ الكردي على ضرورة "إزالة الخلافات" بين حنوب كردستان وغربها وأن يكون هناك تعاون بين الجانبين و"يحاولا مساعدة الأجزاء الأخرى أيضاً" مبيّناً أنّ السياسة التركيّة "معادية" للقضيّة الكرديّة ولا "تعترف بأيّ شيء كردي ولا تؤيّد السلام والحوار مع الكرد ولا تتجاوب مع دعوات السلام التي أطلقها أوجلان والأحزاب الكرديّة في شمال كردستان.. ويجب أن نكون متضامنين مع شعب شمال كردستان، لأنّ المشكلة الأساسية هي في أنقرة.. وكذلك الأمر في إيران ودمشق أيضاً".

وأضاف قائلاً "الدولة التركيّة تحارب الكيانات الكرديّة، ونرى الاعتداءات التركيّة اليوميّة على جنوب كردستان وغربها" وهذا الأمر يوجب على الأحزاب الكردستانيّة أن تتّخذ "حدّاً أدنى من التعامل ومطالبات دائمة للمجتمع الدولي بأن لا يهمل قضيّة الكرد وأن يوقف دعمه للحكومات التي تغتصب أجزاء من كردستان.. تركيا دولة عنصريّة تجاه الكرد، وتستفيد من دعم أمريكا لها، وتحارب الشعب الكردي بذريعة محاربة حزب العمّال الكردستاني" معتبراً أنّ هذا ادّعاء تركي "لو كان الموضوع متعلّق بحزب العمّال، فلماذا لا تتحاور الدولة مع حزب الشعوب الديمقراطي ومع البرلمانيّين الكرد الذين تمّ انتخابهم وأيضاً لماذا لا تتحاور مع رؤساء البلديّات المنتخبين حسب القانون التركي".

وأبدى عثمان رضاه ب"تحريم وتجريم" القوى الكردستانيّة الاقتتال الداخلي فيما بينها، مستدركاً بالقول "ثمّة جهود كبيرة تُبذل في سبيل توحيد الكتل الكردستانيّة، ونحن نؤيّد هذه الجهود وندعمها بقوّة، لكن يتوجّب على القوى الأحزاب الكردستانيّة أن تتجاوب معها للوصول إلى صيغة تعتبر أنّ الاقتتال فيما بين الكرد هو خطّ أحمر" وأشار إلى مبادرة "اتّحاد برلمانيّي جنوب كردستان والمؤتمر الوطني الكردستاني KNK" كواحدة من المساعي المبذولة لتوحيد المواقف بين الأحزاب الكردستانيّة "ويجب أن تستمرّ تلك المساعي بغية الوصول إلى نتائج ملموسة.. ويجب أن تلعب منظّمات المجتمع المدني والمؤسّسات الإعلاميّة التابعة للأحزاب دوراً إيجابيّاً في هذا المنحى".

وأكّد على أن التعويل يجب أن يكون على "وحدة الصفّ وإيجاد حلّ جذريّ للمشاكل الأساسيّة وإعادة النظر في السياسة النفطيّة ومكافحة الفساد" فيما يتعلّق بالكرد في جنوب كردستان، مضيفاً أنّ السياسة الأمريكيّة "تتّجه دوماً للحديث مع بغداد وليس مع الكرد.. لكن عندما تكون الكتل الكردستانيّة موحّدة، فإنّها تشكّل ورقة ضغط على بغداد وواشنطن".

وتطرّق عثمان إلى مبادرة القائد العام لقوّات سوريا الديمقراطيّة، مظلوم عبدي للحوار بين أحزاب الوحدة الوطنيّة الكرديّة والمجلس الوطني الكردي في سوريا برعاية أمريكيّة، مباركاً هذه المبادرة قائلاً "منذ البداية كنّا نشدّد على ضرورة إجراء هذا الحوار دون تدخّل من طرف آخر. ويجب أن لا يتأخرّ هذا الحوار أكثر من ذلك ويثمر عن نتائج إيجابيّة تصبّ في مصلحة الشعب الكردي في سوريا، خاصّة فيما يتعلّق بحضور الكرد في مؤتمرات جنيف ومشاركتهم في كتابة دستور سوريا المستقبل.. وحتّى إجراء حوار مع دمشق إذا اعترفت بحقوق الشعب الكردي، وأيضاًوتوحيد المواقف المعارضة للتدخّلات التركيّة في غرب كردستان".

ووجّه انتقادات إلى المعارضة السوريّة المتمثّلة بالائتلاف السوري معتبراً أن لديها "نفساً شوفينيّاً واضحاً" ولا "تؤمن بقضيّة الشعب الكردي وهي تحت تأثير الدولة التركيّة.. وعندما تقول المعارضة بأنّها تؤجّل النظر في قضيّة الكرد في سوريا إلى ما بعد انتخاب برلمان جديد في المستقبل، فهذا يعني أن ليس لديها أيّ توجّه لحلّ هذه القضيّة، وإلّا فإنّه يتوجّب عليها الإقرار بحقوق الكرد كباقي مكوّنات سوريا قبل البرلمان الذي تتحدّث عنه".

ولفت السياسيّ الكردي إلى دور المغتربين الكرد في الدول الأوروبيّة وأمريكا وأن "يكون لهم دور في كسب الدعم لقضيّة الأمّة الكرديّة المجزّأة وشرح المؤامرات التي تُحاك ضدّ الكرد والمظالم التي يتعرّضون لها، ومحاولة خلق نوع من التواجد أكثر حتّى يتمكّنوا من التأثير على المجتمعات التي يتواجدون فيها بغية الضغط على حكوماتها لخدمة قضيّتهم".

وختم بالتأكيد على ضرورة أن "تحافظ القوى السياسيّة الكردستانيّة على المكاسب التي تحقّقت وأيضاً العمل على خلق التواصل فيما بينها في كل جزء من كردستان وعلى الصعيد القومي.. لأنّنا في كل جزء لدينا واجبات ونضال وفي الوقت ذاته لدينا واجبات قوميّة.. ونحاول في الداخل أن نعمل ما في وسعنا لخدمة مصالح شعبنا وكذلك في الخارج تشكيل لوبي يخدم قضايانا".