مظلوم عبدي: الاحتلال التركي ساهم في إعادة إحياء تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا

أكد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط، استعدادهم للتعاون مع كافة القوى المؤمنة بميثاق قوات سوريا الديمقراطية ومبادئ الأخوة والعيش المشترك بين كافة السوريين.

قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، إن قوات سوريا الديمقراطية لم تفرض أي حصار على مدينة الحسكة، والحركة بين مناطق قسد وتلك المتواجدة فيها قوات النظام لم تتوقف مطلقاً، في حين أن قوات النظام تفرض حصاراً ظالماً وغير مبرر له على مناطق الشهباء التي يتواجد فيها نازحو عفرين، وكذلك على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، حيث يمنع إدخال المواد الغذائية والمحروقات والمواد والمستلزمات الطبية، وحواجزه المنتشرة هناك تضييق على الأهالي وتحد من حركتهم. وحصل هذا الأمر بعد أن فشلت رهاناتهم على سقوط بلدة عين عيسى.

وفي حوار أجرته معه صحيفة الشرق الأوسط أكد عبدي أن السبب في كل ما جرى يعود للذهنية الإقصائية للنظام التي تسعى للعودة بالبلاد إلى ما قبل عام 2011، فالاستفزازات والتوترات التي يخلقها في الحسكة والقامشلي ومحاولته خلق فتنة عربية – كردية، ما هي إلا للضغط على «الإدارة الذاتية» والعودة بعقارب الساعة إلى الوراء.

وتابع عبدي قائلاً: "نحن من جانبنا، نحاول تهدئة الأمور وعدم الانجرار وراء الفتنة التي يسعى النظام إلى تأجيجها، ونسعى لفتح حوار جدي حول المسائل المصيرية، ولا ندفع الأمور نحو التصعيد. والحوار بيننا توقف نتيجة ذهنية النظام المتزمتة. وقبل أيام كان وفد من مجلس سوريا الديمقراطية في دمشق، لكنه عاد خالي الوفاض، فالنظام يرفض كافة الحلول والمبادرات التي من شأنها التوصل إلى حل للأزمة السورية بطرق سياسية، وقناعتنا أن هذا التعنت لن يجديه نفعاً."

احتلال سري كانية وكري سبي أعاد إحياء تنظيم "داعش" الإرهابي

وعن الحرب التي تشنها قوات سوريا الديمقراطية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، أكد عبدي على وجود سببين أفضيا لزيادة نشاط التنظيم الإرهابي على الأراضي السورية. ويتمثل السبب الأول باحتلال تركيا لمناطق سري كانية وكري سبي، الأمر الذي ساهم في إعادة إحياء التنظيم، عبر الدعم الذي تلقاه من قوات الاحتلال التركي.

وشدّدَ عبدي على أن قوات سوريا الديمقراطية لديها معلومات مؤكدة، أن العناصر التي فرت من شمال وشرق سوريا، وصلت إلى المناطق التي تحتلها تركيا مثل عفرين وجرابلس وإعزاز والباب وسري كانية وكري سبي، وأعادت تنظيم صفوفها ضمن صفوف ما يسمى «الجيش الوطني السوري»، ودعمتها تركيا عسكرياً ولوجيستياً وسهلت لها سبل الوصول إلى مناطقنا للقيام بعمليات قتل وتفجير، استهدفت في غالبيتها المدنيين.

أما السبب الثاني فيتمثل بانشغال قوات سوريا الديمقراطية في مقاومة الاحتلال التركي الذي استهدف مناطق شمال وشرق سوريا كل يوم، الأمر الذي أتاح الفرصة للتنظيم لتنفيذ بعض العمليات، كما أن أطرافا أخرى تسعى للاستثمار في عمليات التنظيم، سعياً لإضعاف «قوات سوريا الديمقراطية» والإدارة الذاتية، ولي ساعدها لتقديم تنازلات لها.

وفي معرض حديثه، أكد عبدي على أن العمليات ضد التنظيم الإرهابي لا تزال جارية على قدم وساق، مشدداً على ضرورة أن يتم تكثيف العمليات، خاصةً بعد امتداد مسرح عمليات التنظيم في البادية السورية ومحاولاته الامتداد إلى المناطق التي حررتها قوات سوريا الديمقراطية.

وتابع عبدي قائلاً: "التهديدات لا تزال قائمة، وهذه هي رؤيتنا نحن والتحالف الدولي أيضاً، وعلى هذا الأساس جهودنا منصبة في هذه الفترة على توسيع العمليات وتنوعها ضد الخلايا. التنسيق بيننا وبين التحالف الدولي جيد في هذه الفترة، ولم يطرأ عليه أي تغيير مع تسلم الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة مقاليد الإدارة. وحسب ما فهمنا من لقاءاتنا مع مسؤولين من التحالف؛ أن هناك توجها لدى التحالف لتوسيع عملياته ضد الإرهاب، خاصةً بعد التهديدات التي أطلقها التنظيم باستهداف مناطق متفرقة ودول عديدة، ومحاولاته زعزعة الاستقرار فيها."

سياسات الإدارة الأمريكية السابقة أثرت سلباً على الوضع في سوريا

وعن الإستراتجية الأمريكية في سوريا، قال عبدي في حواره مع صحيفة الشرق الأوسط، إن الإدارة الأميركية السابقة ارتكبت خطأ كبيراً بانسحابها من مناطق سري كانية وكري سبي.

وأضاف قائلاً: "ودعنا نكون أكثر وضوحاً، الرئيس السابق دونالد ترامب منح إردوغان الضوء الأخضر لاحتلال تلك المناطق، ولا شك أنها أثرت على فعالية قواتنا في محاربة الإرهاب، لانشغالنا في الدفاع عن تلك المناطق. بالتالي قرار الانسحاب انعكس سلباً على الولايات المتحدة واستراتيجيتها في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط عموماً."

وتابع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية: "نعتقد أن إدارة الرئيس الجديد جو بايدن ستعمل على تصحيح الكم الهائل من الأخطاء التي وقعت فيها إدارة ترامب السابقة، بما فيها كيفية التعامل مع الأزمة السورية، ومعظم السياسات التي أثرت سلباً على الدور الأميركي في سوريا. وهي – أي الإدارة الأميركية الجديدة – مدعوة إلى اتباع استراتيجية جديدة من شأنها إعادة تفعيل الدور الأميركي في الدفع باتجاه وضع نهاية للمحرقة السورية. الولايات المتحدة لها مصالح في سوريا والمنطقة، ونتقاطع معها في قضايا مهمة أيضاً، منها محاربة الإرهاب. لكن استراتيجية طويلة الأمد لا تتغير بتغير الرؤساء والإدارات. تحصل بعض التغييرات الطفيفة التي من شأنها أن تحدث تبدلاً في بعض المهام والأهداف والسياسات. يمكن القول في هذا الصدد؛ إنه لم تتبلور بعد رؤية الإدارة الجديدة، رغم بعض المؤشرات الإيجابية على إبدائها مقاربات جديدة ومشجعة من قواتنا والإدارة الذاتية."

وفي ختام حواره أبدى عبدي استعداد قوات سوريا الديمقراطية للتعاون مع كافة القوى التي لا تتعارض أفكارها مع مبادئ الأخوة والعيش المشترك بين كافة السوريين حيث قال: "أبوابنا مفتوحة لكل القوى التي تؤمن بميثاق «قوات سوريا الديمقراطية» وأهدافها وتلتزم بنظامها الداخلي، وليس لديها أهداف تتعارض مع مبادئ الأخوة والعيش المشترك، والدفاع عن مناطقنا ضد كل القوى التي تسعى للنيل منها."