ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي: ترسيخ الديمقراطية في تركيا سيشكل تأثيراً على المنطقة

ذكر ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في جنوب كردستان، الدكتور جاويدان كمال، بأنه إذا ما سارت تركيا بعد انتخابات 14 أيار على طريق ترسيخ الديمقراطية، فإن هذا الأمر سيشكل تأثيراً على بلدان المنطقة والكرد في الأجزاء الأخرى.

تقدم ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في جنوب كردستان، الدكتور جاويدان كمال، بتقييم لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول تأثير ونتائج انتخابات 14 أيار المرتقب إجراءها في تركيا على روج آفا، وكذلك لقاءات إيران وموسكو وعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأيضاً الحل الديمقراطي لشمال وشرق سوريا.  

ولفت الدكتور كمال الانتباه إلى انتخابات 14 أيار، وقال بهذا الخصوص: "إن الانتخابات التي ستجري، ستكون انتخابات تاريخية، ونتأمل أن يحصل تغيير في تركيا وتسير نحو ترسيخ الديمقراطية، وإن النظام الحالي القائم بقيادة أردوغان في تركيا هو نظام ديكتاتوري بالنسبة لشعوب تركيا ويحلق أضراراً جسيمة بالكرد في الأجزاء الأربعة من كردستان، ويسبب ضرراً كبيراً على غرب كردستان على وجه الخصوص، حيث تم احتلال مناطق مثل عفرين وكري سبي وسري كانيه نتيجة الهجمات، كما أن هذه السلطة لا تفسح المجال لتطوير عملية سياسية للحل في سوريا، ولطالما لعب أردوغان دوراً سلبياً في مسار الأزمة السورية وقدم الدعم أيضاً للقوى الإرهابية، ونأمل أن تحدث تغييرات كبيرة على أساس الديمقراطية وأن تتطور علاقات دول الجوار، وأن تنسحب القوات التي احتلت أراضي غربي كردستان.     

"سيتعزز طريق الحوار والمفاوضات في سوريا مع الفوز في الانتخابات"

وأوضح ممثل الاتحاد الديمقراطي (PYD)، بأن الكرد يسيرون بخطوات نحو الديمقراطية في الأجزاء الأربعة من كردستان الأربعة، وتابع حديه على النحو التالي: "إنهم يسعون لتحقيق أخوة الشعوب والأمم مع الشعوب الأخرى، وإدارة بلادهم في إطار سياسة الأمة الديمقراطية، فإذا ما فازت قوى المعارضة، سيتم اتخاذ خطوات لترسيخ الديمقراطية وحل القضايا الراهنة من خلال البيانات التي تم الإدلاء بها والتحالفات التي تشكلت، كما أنه سيشكل أيضاً التأثير على سوريا، حيث سيؤدي ذلك أيضاً إلى تطوير سبل الحوار والمفاوضات وسحب قواتها من المنطقة".

"هذا اللقاء هو من أجل الانتخابات، للدلالة على تحقيق نجاح ما"

ولفت الدكتور جاويدان كمال، الانتباه إلى لقاءات تركيا مع دمشق خلال هذه الفترة، واستعرض هذا التقييم: "لقد حرص أردوغان في بداية الأزمة السورية على أن يتم إسقاط هذا النظام من أجل حماية مصالحه، ويقوم باحتلال أراضي غرب كردستان ويعيد إحياء الميثاق الميللي، ونرى أن لغة حديثه مع سوريا قد تغيرت في الآونة الأخيرة، وحتى في بداية الأزمة، يريد هذه المرة أيضاً التحرك وفق نفس مصالحه، والقضية هي أيضاً قضية الانتخابات في تركيا، ويريد الحصول على مكاسب سياسية، وفي هذا السياق، يسعى للحصول على نتيجة في أسرع وقت ممكن، ويريد هكذا التقرب من النظام السوري، ولهذا السبب، يريد أن يظهر قبل أجراء الانتخابات على أنهم توافقوا مع نظام الأسد، كما توجد قضية اللاجئين السوريين في تركيا، والتي تُعد أحد القضايا الرئيسية على جدول أعمال المعارضة في تركيا، حيث إن مثل هذه اللقاءات العاجلة لن تفضي إلى تحقيق أي نتيجة، لأن هذا الاجتماع لا يقوم على أساس رعاية مصالح الشعوب السورية، بل قائمة على أساس مصالح تلك القوى التي تجتمع معاً، وهذا بمثابة خطأ بحد ذاته، فالبعض منهم هم سبب اندلاع هذه الأزمة، وأردوغان أحد هؤلاء، وإذا لم يحصل هناك توافق حتى الآن، يرجع إلى أن النقطة الرئيسة بالنسبة لنظام الأسد هي انسحاب القوات التركية من سوريا".

"ينبغي أن تكون جميع المحاولات منصبة حول دفع النظام نحو اتخاذ خطوات سياسية وتراعي مصالح الشعب السوري"

كما تحدث ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي في جنوب كردستان الدكتور كمال، عن سلسلة اللقاءات الجارية من أجل إيجاد الحل، وأضاف قائلاً: "باعتبار أن الأزمة في سوريا امتدت لفترة طويلة، فقد لحق الضرر بالشعب السوري جراء ذلك، كما أن النظام الدولي لم يتمكن من توفير حل جذري لها، ولهذا السبب، انخرطت بعض القوى في محاولات رامية للحوار وإقامة العلاقات وحتى حماية مصالحها، وهذه هي جميع أهداف هذه اللقاءات، حيث تُعتبر إيران أيضاً إحدى هذه القوى المتورطة في الصراع السوري وهي جزء منه، ولها دور وتقوم بدعم الأسد، ويجب أن على كل أي تحالف يتم تشكيله أن يكون على أساس دفع النظام لاتخاذ خطوات سياسية، وأن يتحقق توافق سياسي في الداخل السوري، كما أن هناك بالأساس قرار أممي ذو الرقم 2254 صادر عن مجلس الأمن، يقضي بضرورة حل الأزمة السورية في إطار هذا القرار واتخاذ خطوات سياسية، ونحن بدورنا، نقول إن أي تحالف يتم مع النظام يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار مراعاة جميع الشعوب في سوريا، ولا ينبغي أن يقال إن اللقاءات قد جرت وأن النظام سيتصرف كما كان في السابق، وإننا نسعى إلى إيجاد حل للأزمة السورية والعودة إلى الساحة الدولية، ولكن يجب أن يرتكز على أساس ما تطالب به الشعوب السورية من أجل نظام سوريا المستقبلي، وأن النظام الذي سيتم بناءه، يجب أن يكون قائم على الديمقراطية، وألا يكون مركزياً، وأن تكون حقوق الشعوب مصانة؛ وينبغي أن تكون حقوق الشعب الكردي مصانة فيه على وجه الخصوص، ويجب أن يكون نظاماً يوجد فيه المساواة بين الرجل والمرأة، وأن يكون قائماً على حماية البيئة، ويجب على جميع الأمم أن تسعى للعمل من أجل بناء سوريا جديدة".

"لن يكون الحل ممكناً ما لم يتم أخذ تجربة الإدارة الذاتية في روج آفا بعين الاعتبار"

وتطرق الدكتور كمال بالحديث عن مشروع حل للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، وقال بهذا الصدد: "نحن مع أن تقوم سوريا بأداء دورها وأن تعود إلى الساحة الدولية، ولكن ليس على هذا النحو، وكانت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قدمت منذ فترة قريبة مشروع حل وحوار، وإننا مع هذا المشروع، ونسعى من خلال هذا المشروع لأن يعود النظام السوري إلى الساحة الدولية وأن يبدأ النظام نقاشاً مع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا على حد سواء، وكانت دعوتنا في ذلك المشروع للساحة الدولية وكذلك للجامعة العربية تتضمن ممارسة الضغط على نظام الأسد حتى تُؤخذ كل الأطراف التي لها دور إيجابي بعين الاعتبار، ومن غير الممكن الحصول على نتيجة جيدة ما لم يُؤخذ بتجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بعين الاعتبار، حيث تتعايش جميع المكونات مع نظامها وكذلك قوة قوات سوريا الديمقراطية التي حققت انتصاراً عظيماً، ونقول للقوى التي تتوجه للنظام السوري، يجب مراعاة مصالح شعوب سوريا، وأن هناك تجربة ناجحة في شمال وشرق سوريا، ولا ينبغي تجاهلها في مشروع سوريا المستقبلي".   

"مشروعنا قائم على إيجاد حل للأزمة السورية وإعادتها إلى الساحة الدولية"

لقد كنا على الدوام مؤيدين لإجراء اللقاءات، وقد جرت في السابق أيضاً لقاءات، وينبغي أن تُحل الأزمة السورية عبر إجراء النقاشات، فعلى جميع الأطراف التي لها دور في سوريا، والأطراف التي لديها مشروع، ولها مشروع تراعي حقاً مصالح سوريا الجلوس على طاولة واحدة وتحديد مستقبل سوريا، وقد جرت في السابق أيضاً العديد من اللقاءات، لكن حتى هذه اللحظة، يتمسك النظام بالذهنية القائمة على العودة إلى ما قبل اندلاع الأزمة السورية، ولا يؤمن بحصول أي تغييرات ديمقراطية، وهذا خطأ كبير بحد ذاته، وهذا المشروع يمثل الحل الأفضل لجميع الأطراف التي تريد إيجاد حل للأزمة السورية، وإننا نتوجه بالدعوة مرة أخرى إلى أن أبوابنا مفتوحة للنقاش، وأن أبوابنا مفتوحة أمام تطوير أي مشروع سياسي في المنطقة، ونحن على استعداد لاتخاذ جميع هذه الخطوات، وعلى الرغم من ذلك، فإن ذهنية النظام لم تتغير، وترفض هذه التطورات القائمة، وما لم يقوم النظام بتغير نفسه، فلن يتمكن من الدخول إلى الساحة السياسية، ولن يكون باستطاعته إيجاد الحل.