مخاوف من تفشي الكوليرا في مناطق الشهباء المكتظة بالآلاف من مهجري عفرين

ظهرت مخاوف شديدة من انتشار وباء الكوليرا في مناطق الشهباء وسط نداءات من قبل أطباء مشفى آفرين إلى المنظمات الإنسانية وعلى رأسهم منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم الطبي في ظل الحصار الخانق على المنطقة.

الكوليرا أو الهيضة والتي تُعرف أحياناً باسم الكوليرا الآسيوية أو الكوليرا الوبائية هي امراض معوية معدية والتي تسببها سلالات جرثوم ضمة الكوليرا المنتجة للذيفان المعوي وتنتقل الجرثومة إلى البشر عن طريق تناول الطعام أو شرب المياه الملوثة، ولقد كان يُفترض لفترة طويلة أن الانسان هو المستودع الرئيسي للكوليرا ولكن تواجدت أدلة كثيرة على أن البيئات المائية تعمل كمستودعات للبكتيريا.

ويُعرف الكوليرا بأنه مرض بكتيري وتتسبب في الإصابة بالإسهال والجفاف الشديد، وإذا لم يتم علاجها فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، يرتفع خطر الإصابة بوباء الكوليرا عندما يتفاقم الفقر أو الحرب أو الكوارث الطبيعية، كما حال مناطق الشهباء الآن التي كانت سابقاً دائرة من الحروب مما أدى إلى هدم البنية التحتية للمنطقة وأصبحت غير مؤهلة للسكن لسنوات عديدة.

ومع نزوح الآلاف من سكان مقاطعة عفرين إلى مناطق الشهباء بعد احتلالها من قِبل الدولة التركية الفاشية، وإنشاء المخيمات وإقامة الأهالي في القرى التابعة لها والتصدي لجميع المصاعب وعوائق الحياة اليومية والحرمان، وسط فرض الحصار الخانق على المنطقة ونقص الأدوية والمستلزمات الطبية واستمرار الهجمات التركية على المنطقة، مما يدفع أن تكون البيئة مناسبة لانتشار بكتيريا الكوليرا وأمرض أخرى، وفيما أعلنت هيئة الصحة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عن انتشار وباء مرض الكوليرا في مناطق شمال وشرق سوريا، وبحسب الإحصائية الأولى التي أعلنتها هيئة الصحة لشمال وشرق سوريا، سُجلت ثلاثة وفيات بالمرض، وفي مناطق الشهباء سُجلت حالتي وفاة وإصابة 50 شخصاً.

وفي هذا السياق أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءً مع الإداري في مشفى آفرين في مناطق الشهباء الدكتور آذاد رشو، والذي تحدث في البداية قائلاً "في الآونة الأخيرة ظهر وباء خطير نتيجة انتقال المرض من محافظة حلب إلى مناطق الشهباء والتي كانت حالات من الإلتهاب الشديد للامعاء أدى إلى حالات إسهال كثيرة وكان عدد المراجعين بأعداد كبيرة جداً وحتى يومنا هذا، تعد مناطق الشهباء من المناطق شبه المدمرة والغير مؤهلة للسكن نتيجة الحروب التي عاشتها المنطقة،  مما أدى إلى تدمير البنية التحتية للمنطقة.

وبعد نزوح أهالي عفرين وعودة الكثير من الأهالي الأصليين إلى منازلهم في الشهباء، باتت المنطقة التي يقطنها الآلاف بحاجة إلى عناية كبيرة وعمل خدمي كبير من أجل إيجاد ظروف بيئية نظيفة ورش المبيدات، وحتى أيضاً من ناحية المياه الملوثة والأطعمة المكشوفة، وطبعاً أسباب ظهور المرض وانتشاره يأتي من المياه الملوثة والخضروات الغير نظيفة وبالتالي ظهر لدينا في المشفى أعداد هائلة من المرضى المصابين بوباء الكوليرا. 

وأشار د.آذاد إلى النقص الحاصل في الأدوية والمعدات الطبية، وقال بهذا الخصوص "ونتيجة إلى ذلك أدى إلى نقص في الأدوية  في المشافي المتواجدة في منطقة الشهباء وخاصة السيرومات والمضادات الحيوية، بالإضافة إلى الحصار الخانق الذي تتعرض لها مناطق الشهباء مما يؤدي إلى ارتفاع عدد الإصابات بهذا الوباء الخطير ونقص المواد الطبية مما يؤدي إلى كارثة انسانية.

وفي ختام حديثه وجّه الإداري لمشفى آفرين التابعة لمنطقة الشهباء الدكتور آذاد رشو، نداءً إلى منظمة الصحة العالمية  لدعم المشفى بالمواد الطبية ولإنقاذ المدنيين في مناطق الشهباء، وكما شدد د. "آذاد " على اتباع الأهالي المقيمين في منطقة الشهباء الإرشادات والالتزام بالقواعد وعلى ضرورة اتباع وسائل الوقاية، وغسل الخضروات جيداً.