مهما فعلوا... لن يتم انقاذ الفاشية

من واجب الجميع منع هجوم احتلال فاشي محتمل لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP على شمال شرق سوريا، وإذا كان هناك هجوم، لنعمل بكل قوتنا لهزيمة فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية.

أن فاشية حزب العدالة والتنمية - حزب الحركة القومية AKP-MHP ، التي فشلت في زاب، فشلت في خطتها وتوازنها، تبحث عن حلول جديدة لتكون قادرة على الوقوف على قدميها. حيث تتتبع الحيل والألاعيب. محاولة العثور على "مقاتلين اسبرطين" جدد تعتمد عليهم. لتضيف جرائم جديدة على سجل جرائمها الطويل، متوقعة بقائها بهذه الأساليب، أنها أخطر من الأفعى. ولكن مهما فعلت، لن تتمكن من العثور على أي شيء جديد يمنع سقوطها ويوقفها على قدميها. بات واضحاً أن كل شيء نفذ أمام الفاشية، ولا سبيل لخلاصها من مآزقها.

بعد الولايات المتحدة وأوروبا وحلف شمال الأطلسي الناتو والحزب الديمقراطي الكردستاني PDK وقطر، من الواضح أن الداعم والمستعين الأخير بفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP هي روسيا. حيث يتقايضان على ملف عضوية كل من السويد والناتو لحلف الشمال الأطلسي وعلى دعم الإبادة الجماعية واحتلال كردستان. ويبدو أنه مازالت لم تحقق أي تقدم في هذا الملف، وهي لازالت تحاول المقايضة مع روسيا، لكن روسيا تقاتل في أوكرانيا وإذا لم تحصل على الذي تريده من تركيا هناك فلن تخدم فاشية AKP-MHP.

اللعبة الجديدة التي تلعبها  فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP هي غزو بعض المناطق الجديدة في شمال شرق سوريا. ماذا يعني هذا؟ يبدو أنها لم تتمكن من تحقيق أي نتيجة في زاب. وكي تستطيع فاشية AKP-MHP الحفاظ على بقائها، هي لم تحقق أي نتيجة من حربها في زاب. ولو أنها فازت هناك للبقاء في حكمها، هل كانت ستبحث عن مناطق أخرى لتغزوها؟ بلا شك لما كانت ستبحث. واليوم تهديداتها لشن غزو جديد ما هو إلا تأكيد على هزيمتها في زاب.

نحن نتابع هذا الوضع منذ البداية ونحاول فهمه وتقييمه بشكل صحيح. نعلم أن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP هاجمت زاب في 17 نيسان على طريقة داعش. ما هي طريقة داعش؟ أنها تلك القائمة على الجرائم ضد الإنسانية، الاعتداء بالوسائل الهمجية، وترهيب من ضدهم وإرغامهم على الفرار دون مقاومة. استخدمت داعش هذه الطريقة في كل مكان. بدورها نفذت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP نفس الهجوم على زاب في 17 نيسان  وأعدت خطة على هذا الأساس. كان الحساب هو تخويف الكريلا بهجوم عنيف، وإجبارهم على الفرار وبالتالي احتلال المناطق التي يريدونها بسرعة.

حسنا ما هي النتيجة؟ من الواضح أن كريلا حرية كردستان قاوموا العدوان الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP ولم يستسلموا. علاوة على ذلك، تم توجيه ضربات موجعة من قبل الكريلا لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP الذين حاولوا احتلال المنطقة بالهجمات جواً وأرضاً. لقد هُزمت خطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHPلقد خاب أملهم بتحقيق نصر سريع بالإضافة لتلقيهم ضربات قاسية لم تكن تتوقعها. إن فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP التي هاجمت بترويجها لفتح القفل في زاب، عالقة هي الآن في فخ زاب، كالثعلب المحاصر من كل حدب وصوب.

في مثل هذه الحالة ، دخلت إلى ما يسمى بـ "الانسحاب" من زاب كسبيل للخروج منها. كما قالها كمال كليشدار أوغلو " سوف يهربون". إن ادعاء أوغلو بأنهم "سوف يفرون إلى أمريكا" يعني في الواقع أنهم سوف يفرون من زاب. ولكي تتخلص فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية AKP-MHP من وقوعها في فخ الكريلا بدأ البحث وقتها عن حل لذلك حيث لم يبقى لديها فرصة للانسحاب. لقد تسبب الهجوم على زاب، الذي كان من المتوقع أن ينجح ويطيل عمر سلطتها، في تسارع سقوط الفاشية بشكل أسرع. لذلك هم في حالة بحث عن لعبة جديدة.

الأسلوب الجديد الذي تستخدمه فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية هو زيادة الهجمات على الشعب والسياسة الديمقراطية. التعدي على حزب الشعوب الديمقراطي HDP، وتصعيد الضغط والتعذيب في المعتقلات، وقمع القوى الديمقراطية ووسائل الإعلام، وفرض أحكام غير طبيعية في قضية كيزي والعديد من القضايا المماثلة الأخرى. لكن لا شيء من هذا كله يمكنه أن يخيف أو ويكسر الكرد والمرأة والقوى الديمقراطية.

لقد اتبعت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP ، من أجل إنقاذ نفسها من الوضع المتوتر الحالي، اسلوب زيادة الهجمات على الكريلا. وعليه شرعت باستخدام الأسلحة الكيمياوية. لم يقتصر الأمر فقط بالأسلحة الكيمياوية، بل تعدى إلى استخدام فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP في زاب "أسلحة نووية تكتيكية" ايضاً. يشير مصطلح "انفجار" في الأنفاق إلى استخدام الأسلحة النووية التكتيكية. اعترف بعض الجنرالات الأتراك المتقاعدين عبر التلفاز باستخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني منذ 1990. ولأن الجريمة أخطر من جريمة استخدام الأسلحة الكيمياوية، فقد تم حذف تلك المقابلات على الفور. ولأن هذا لم يكن كافياً، توسعت هجمات الاحتلال باتجاه متينا. وازدادت معها هجمات الاستخبارات التركية MÎT في  كل من السليمانية وجمجمال ومخمور في إقليم جنوب كردستان.

رغم كل هذه الهجمات لم تستطع من إضعاف الكريلا حيث لم تسجل فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP  حتى نقطة من مساعيها. على العكس من ذلك، كانت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP تتلقى الضربات الأكثر قساوة. وهكذا أصبح من الواضح أن حرب زاب لن تكون قادرة على منع انهيار فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP. أصبحت الحرب في زاب مستنقع تغرق فيه فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP  أكثر فأكثر. كما أن دعم الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK  لم يعد كافياً لإنقاذ فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية من هذا المستنقع. لقد أصبح أكثر وضوحاً خلال حرب زاب بأن الهزيمة المحتمة في الانتخابات المقبلة ستكون من نصيب فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP ولن تبقى واقفة على قدميها.

وهكذا بدأت هجمات احتلال جديدة الجديدة على شمال شرق سوريا ومغازلة جديدة لروسيا. ففاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP ، التي لم تحقق النصر المتوقع في حرب زاب، تريد الانتصار مرة أخرى مع تهديد الاحتلال على منبج وتل رفعت. كما ترى الحاجة إلى الدعم الروسي وذلك خلال تقديمها لروسيا بعض الفرص الجديدة.

لقد أصبحت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP بالفعل تعيش في مأزق خطير. لقد حل شهر حزيران وبدأت معه الإطاحة بالحكم الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP على هذا الحال وسيستمر حكمه حتى حزيران 2023. إلى حينها يجب إيجاد حلول جديدة. حسنا ماذا سيكون الحل؟ لكي يتمكن من أبطال الانتخابات يفعل كل ما بوسعه من اختلال للحروب، لكن رغم كل ألاعيبها لا يمكنها سد الطريق امام انخفاض أصواتها بين الجماهير. كما أن المجتمع والساحة السياسية أصبحا أكثر يقظة وحيطة من تلك الألاعيب. في حربه في زاب لم يتمكن من رفع رصيد نقاطه، بل على العكس أصبحت زاب فخاً وقعت في شراكه فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP.

لم يبقى أمامها الآن سوى الهجوم لاحتلال مدينة أو مدينتين في شمال وشرق سوريا. إذا ما كان بالفعل لديها القدرة على القيام باحتلالها، حيث تجري حسابات على إطالة عمرها في الحكم على ذلك الأساس. أما مسألة ما إذا كان سينجح في الانتخابات من خلال عملياته الاحتلالية تلك فهذا أمر مختلف. يبدو أنه أمر غاية في الصعوبة، لكنها تحسب حساب ذلك. وبتقييمنا هذا الحساب خاطئ أيضاً ولن يخدم فاشية العدالة والتنمية والحركة القومية AKP-MHP لكن هذا لا يعني أننا سنصمت ونكون بلا مبادرة في حال شنت هجماتها الاحتلالية على شمال وشرق سوريا.

هذا ينطبق على الجميع. كما ينطبق على الشعب والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فإنه ينطبق أيضاً على جميع القوى الديمقراطية والثورية في المنطقة والعالم. من واجب الجميع أن ينتفضوا قبل بدء هجوم جديد للاحتلال الفاشي لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية AKP-MHP على  شمال وشرق سوريا. إذا تم شن الهجوم، يجب على الجميع العمل بجد لهزيمة تلك الفاشية وتحطيم آمالها، ويجب أن يتم الإطاحة بالفاشية بسرعة أكبر.

المصدر Yenî Ozgur Polîtîka