كوجر: سنقاوم من خلال قوتنا الذاتية

قال نائب الرئاسة المشتركة في المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، حسن كوجر ، " أن المقاومة ضد الدولة التركية هذه المرة لن تكون كسابقاتها,واكد بانه لا يمكنهم الاعتماد على قوى أخرى ، ويجب أن يقاوموا بقوتهم الذاتية ".

تحدث نائب الرئاسة المشتركة في المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، حسن كوجر ، لـوكالة فرات للأنباء حول هجمات الاحتلال والتهديدات على المنطقة , وبين كوجر أن المقاومة  ضد الدولة التركية ستكون مختلفة هذه المرة ، وقال: "لا يمكننا الوثوق بأحد, يجب أن نؤمن بقوتنا ونصعّد من المقاومة, على شعبنا أن يكون مستعداً لذلك."

وتحدث كوجر عن تهديدات الدولة التركية بشن هجمات ، إن "الدولة التركية لم توقف هجماتها على شمال وشرق سوريا منذ بداية الثورة, في السابق ، نفذت هجماتها كحرب سياسية وخاصة ، ثم استمرت عسكريا تحت مسمى داعش  والجماعات الإسلاموية والجيش السوري الحر, وعندما رأت أن كل تلك الأساليب غير كافية، تخلت وهاجمت بنفسها, هذه الهجمات التركية كانت لارتكاب مجازر, هدف الدولة التركية هو إبادة الثقافة والشعب الكردي, وترتكب مجازر بحق كل الشعوب في شمال وشرق سوريا, يجب أن نوضح ذلك ، مذبحة زاخو دليل على ذلك, حيث كشفت الوجه الحقيقي للدولة التركية.

هدف الدولة التركية هو تنفيذ الخريطة التي عرضتها على الأمم المتحدة, حجتها الوحيدة  هو بناء منطقة آمنة بحوالي 30 كيلومترًا, لكن كانت داعش قبل 6 – 7 سنوات على حدود الدولة التركية, وهنا لماذا لم يشكل ذلك خطراً على أمن تركيا حينها؟ وهذا يدل أيضًا على أن داعش لا تمثل تهديدًا للدولة التركية وبالمثل فأن الدولة التركية لا تعتبر داعش تهديدًا لها , تختلق  الدولة التركية روايات لنفسها وتروج لقصص مثل أمن الحدود, بهذه القصص تريد أن تبيد  سكان شمال وشرق سوريا, ومن خلال الجهود الدبلوماسية ، تريد الحصول على تنازلات من الولايات المتحدة ، كما فعلت في سري كانيه وكريه سبي ، وبالحصول على إذن من روسيا ، كما فعلت في عفرين ، وفي مناطق أخرى في شمال وشرق سوريا, هذه الأمور تشكل خطرا على سوريا والكرد والعالم اجمع ".

وأوضح كوجر أنه إذا هاجمت تركيا سوريا ولم يتم تحرير المناطق التي تحتلها  تركيا ، فهذا يعني أن سوريا ذاهبة للتقسيم  وقال "دعونا من الهجمات الجديدة ، فما يجري في المناطق التي تحتلها تركيا هو التغيير الديموغرافي بالفعل " وحاليا يعملون على التوطين في تلك المناطق, وإخراج الكرد منها, وواضح أنهم يريدون تنفيذ إبادات جسدية وثقافية وسياسية ضد الكرد, يريدون أن يهيمنوا من خلال التسلط على الشعب العربي, هنالك في العراق لديهم 66 قاعدة عسكرية ويسعون لفعل الشيء ذاته في سوريا.

مجزرة زاخو

يتوجب على المرء أن يفهم جيدا حقيقة مجزرة زاخو، أو أنها مجزرة عادية, فعندما ترتكب هذه المجزرة بحق الكرد لا يتكلم أحد، كل يوم ترتكب مجازر ضد شمال وشرق سوريا لكن لا يصدر صوت من أحد، حتى الدول التي تناقش الأزمة السورية والمتواجدين فيها يصمتون, يجب على هذه الدول توضيح موقفها سواء انضمت إلى الهجمات على الكرد أم لا, الآن وصل الوضع إلى هذا المستوى, إما أنكم شركاء هذه المجازر أو عليكم توضيح موقفكم منها.

إن من يدعم الإرهاب وينشر الفوضى في سوريا وليبيا والعراق هي تركيا , لكن لا أحد يتكلم ضدها, من هنا تستجمع تركيا قوتها وتأخذ الإذن من تلك الدول الصامتة, برأيي أن الدولة التركية تتلقى دعما من العديد من القوى الدولية لتنفيذ هذه الهجمات, من المفترض أن هذه الدول ديمقراطية وتدعي حماية حقوق الإنسان, الدولة التركية غاضبة وتهاجم في كل مكان, تهاجم الأطفال والنساء وكبار السن, والمدن والقرى لكن لا أحد يحتج؟ لماذا لا يقف أحد ضد الدولة التركية؟ إذا كانت هناك قوة وراء تركيا ، فيجب أن تكشف هذه القوة عن نفسها,وان لا تختبئ وراء الدولة التركية ولا تطلق يدها لإبادة الشعوب كما تشاء, فعندما انضمت السويد وفنلندا إلى الناتو ، كان شرطهما الأول هو "كيف سنقضي على الكرد؟" لطالما دأبت السويد على المطالبة بحقوق الإنسان والديمقراطية منذ سنوات, ويقال إنها الدولة الأكثر ديمقراطية في أوروبا, لكن ماذا يعني هذا عندما يتعلق الأمر بضغط الدولة التركية؟ معنى ذلك أنها لا تحترم الديمقراطية وتتصرف حسب توجيهات أردوغان أصبح أردوغان شخصا معتلاً, يقصف القرى والبلدات والمدنيين, خرجوا على ما يسمى بالدولة, ليس لديهم احترام لجيرانهم ومحيطهم, إنهم يهاجمون في كل مكان بحجة "نحن نحارب الإرهاب",لقد تحولوا لدولة إرهاب, أخطر شيء على العالم ليست داعش ، بل الدولة التركية, تم القضاء على داعش, لكن الدولة التركية تمثل منهج داعش, إنها خطر على أوروبا والشرق الأوسط والعراق وسوريا, إذا لم يتم القضاء على هذا المفهوم ، فلا يمكن للمرء أن يتحدث عن القضاء على داعش.

إذا كان العالم لا يرى هذه الحقيقة ، فهم يدعمون الدولة التركية أيضًا, الصمت يعني قبول الإبادة,  في نظر بعض الدول ، تم ارتكاب مذبحة زاخوا عن طريق الخطأ, لكنها ليست كذلك, المثير للاستغراب أن مسرور بارزاني يذهب إلى الكاظمي ويريد منه منع الاحتجاجات ضد الدولة التركية, من المفترض أنهم كرد ويتحدثون نيابة عن الكرد, مسرور بارزاني يريد تقليص الاحتجاج ضد هذه المجزرة, لكن غضب الشعب في تصاعد , لقد تجاوزت الدولة التركية الآن حدودها, قفزت على القانون الدولي والأخلاقي إنها تقتل الآن المدنيين كل يوم في شمال وشرق سوريا, ترتكب مجازرفي عفرين وسري كانيه وزاخو هي تلك المجازر ذات منهج واحد, وهذا يعني أيضًا أن الدولة التركية تتلقى أوامرها من مصدر قوي, لا ينبغي لهذه القوى أن تبقى خفية يجب أن تظهر, تستخدم هذه القوى الدبلوماسية لإبادة الشعوب, والمجتمعات لم نتقبل هذا بعد الآن.

سنصعّد من مقاومتنا

كل يوم يهاجمون شنكال بالمسيرات, حيث قضي على داعش هناك، وفشلت ابادة الجميع، لكن الدولة التركية تدخلت هذه المرة وتريد استكمال ما لم ينجز, فشلت داعش في السيطرة على روج آفا ، شمال وشرق سوريا ، لكن الدولة التركية تحاول إنجاز ذلك الآن, الدولة التركية هي والد داعش, ما لم يستطع ابنها فعله ، تفعله هي بنفسها,  يتبعون نفس نهج داعش,  ترتكب مجازر كل يوم, دمروا كل قرى زركان, حيث  كان يقطن الناس في تلك المنازل, تقوم بذلك  أمام العالم,  امام الامم المتحدة التي من المفترض لا تريد ان يقتل الناس, أين هم؟ عندما يغمضون أعينهم عن الدولة التركية ، فهذا يعني أنهم يريدون من الدولة التركية أن تفعل ذلك, نحن بدورنا لا نقبل بهذا, سنقاوم ونصعّد من مقاومتنا, ولن نريد من أحد أن يدلي علينا بالمشورات ويقول لاتحموا أنفسكم, فنحن مجبرون على الدفاع عن أنفسنا.

استشهاد جيان تولهلدان

أن الدولة التركية تهاجم المنطقة كل يوم, واستشهد مدنيون وقادة عسكرييون التحالف لا موقف له في هذا أبدا, كانت جيان تولهلدان القيادية في وحدات مكافحة الإرهاب (YAT). إنهم يقاتلون داعش مع التحالف على مدار 24 ساعة, هجوم الدولة التركية يعني حماية داعش, أين هو موقف التحالف عند استشهاد الرفيقة جيان؟ لقد قاتلتما معا ضد داعش,التحالف يعرف الجميع, إذا لم تستطع حماية الأشخاص الذين يقاتلون ضد داعش، فكيف يمكنك حماية المدنيين؟ استشهاد جيان تولهلدان له دلالت كثيرة, وهي أنهم يرسلون رسالة مفادها أن كل من يحارب داعش مستهدف, من يحارب داعش يصبح هدفا للدولة التركية, كانت جيان تولهلدان قائدة في مكافحة الإرهاب كانت تقاتل إلى جانب التحالف ضد داعش على مدار 24 ساعة, لكن لا أحد يقف ويقول إنهم يستهدفون الأشخاص الذين قاتلوا داعش, في ذات الوقت ، استهداف جيان تولهلدان يعني أن فلسفة الحرية للقائد آبو مستهدفة, الدولة التركية لا تقبل بالمرأة الحرة ذات الكرامة والافتخار,  تريد أن تكون عبدةً, فاستهداف جيان تولهلدان ، يعني أن جميع النساء مستهدفات.

تقوم الدولة التركية بحراك دبلوماسي للحصول على إذن من روسيا من أجل شن هجوم على منبج وتل رفعت وكوباني ,وتتبع دبلوماسية لأخذ الإذن من الولايات المتحدة الأمريكية لشن  هجوم على الدرباسية, عامودا, وديريك, وعليه نوجه نداءً واضحًا لتلك الدول ، إذا كنتم لا تريدون حماية المجتمع قولوا ذلك علانية للشعب, لماذا تلفون حول الأمر؟ الطيران يستبيح سماء المنطقة, والإذن بذلك هو بأيدي روسيا وأمريكا , يقولون مسموح لكم ضرب الكرد ,  سمحتم بارتكاب المجازر في عفرين وسري كانيه وزاخو, لا يأتي أحد منهم  ويدعي أنه غير مسؤول عن ذلك,  لقد جعلتم الدولة التركية تتجرأ على ارتكاب هذه المجازر

وصرح نائب الرئاسة المشتركة في المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، حسين كوجر ، أن الكرد أصبحوا رهابًا للدولة التركية ، وقال: "إنهم يستمتعون بقتل الكرد. يهاجمون الكريلا  بالأسلحة الكيماوية, هذا انتهاك للقوانين الدولية وقوانين الأمم المتحدة, تلك الأسلحة محظورة في كل مكان في العالم لكنها تستخدم ضد الكرد, وإلا فهذه هي مقاربة تلك الدولة من القضية الكردية, أنهم يكذبون على الناس, لقد سقط قناع الجميع, الدول الأوروبية تخدع المجتمعات بعبارة "نحن ديمقراطيون ، نحمي حقوق الإنسان", لكن الناس يقتلون وهم لا يقولون أي شيء, الدولة التركية تعزز الإرهاب باسم "محاربة الإرهاب", هذا لايجوز, يجب على كل دولة الآن أن تعلن بوضوح موقفها, الأمور لن تصل لمبتغاها بالخداع ".

نحن لا نعتمد على أي دولة

وبين نائب الرئاسة المشتركة في المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ، حسن كوجر ، بأنهم لا يعتمدون على أي دولة ، وقال: "نحن نؤمن بقوة مجتمعنا وقوتنا", لا نتوقع شيء من قوى أخرى, لدينا تجاربنا أمام العين,  رأينا كيف انسحبوا من عفرين وسري كانيه وكر سبي, ربما يغادرون غدا, نحن لا نثق بأي قوة أخرى, الخطرداهم ومستمر, لا ينبغي أن يقال إنه لم يخرج شيء عن الاجتماع في طهران ولن يكون هناك هجوم, لم تسفر هذه الاجتماعات عن أي نتائج ، لكن من المحتمل أن هناك اتفاقات حصلت على بعض القضايا, ومعلوم أن اللقاءات في أستانا تعني اجتماعات تقسيم الأراضي السورية. يتقاسمون  أرض سوريا فيما بينهم, وبدون مشاركة سوريا ، تجتمع ثلاثة دول وتعقد اجتماعًا بشأن سوريا, هذه ليست سياسة, كل لقاء في أستانا أصبح لقاء أزمات ومشاكل لسوريا, لهذا السبب علينا أن نثق بقوتنا الذاتية.

لقد أعلنت إدارتنا حالة الطوارئ, نحن نعلم أن هناك حرب كبيرة تنتظرنا, هذه الحرب لن تكون مثل الحروب الأخرى, يجب على مجتمعنا اتخاذ الإجراءات وبناء آلية الحماية الخاصة به, لدينا فرصة واحدة فقط ، وهي المقاومة الكبرى, هذه المرة ستكون المقاومة مظفرة, ستكون لدينا حملات كبيرة في هذه المقاومة, سواء كانت هناك حرب أم لا ، فإننا سنحرر الأراضي المحتلة, قوتنا عظيمة ، لدينا فلسفة وفكر,  يجب علينا نحن الشعب أن نعد أنفسنا بشكل جيد من حيث التنظيم والسياسة والجانب العسكري, لقد أغضبت مقاومة الكريلا في الجبال الدولة التركية, إنهم يستخدمون جميع أنواع الأسلحة ضد الكريلا ، لكن الدائرة تضيق يوماً بعد يوم على  الدولة التركية, وكونها هزمت هناك فأنها تهاجمنا اليوم,  ليس لدينا سوى هدف واحد ، وهو تصعيد الثورة, يوما بعد يوم تتطور ثورتنا ونحن على يقين من أنها ستكبر."