كرم سعيد: تركيا وظفت هجوم إسطنبول لتوجيه ضربات إلى شمال سوريا وهذه أهدافها من العملية

قال د. كرم سعيد، الباحث في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن تركيا استخدمت هجوم إسطنبول من أجل توجيه ضربات للشمال السوري وإن لديها جملة أسباب تستخدمها الآن.

بينما تواصل تركيا هجماتها في على مناطق في شمال سوريا من عفرين والشهباء وكوباني وصولاً إلى الدرباسية والمالكية (ديرك)، وهو الهجوم الذي سقط في إثره جرحى وعدد من الشهداء.. قال كرم سعيد، الباحث في الشؤون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، إن تركيا تستخدم هجوم إسطنبول لتمرير عدد من التصرفات أبرزها العمليات العسكرية على الشمال السوري والتي كانت مرفوضة إقليميا ودوليا.

 وقال سعيد في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء ANF: "أتصور أن هجوم إسطنبول وإلقاء الاتهام على مواطنة سورية، واتهمها بالانتماء إلى حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديموقراطية، وأنها تلقت تدريب في الشمال السوري وفر بيئة محفزة لتركيا لتبرير تدخلها العسكري في الشمال السوري، وكان هناك فيما قبل ممانعة شديدة من الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في المشهد السوري، سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو إيران أو حتى روسيا، لكن وبعد هجوم إسطنبول رأينا كيف اتجهت تركيا لتوظيف هذا الهجوم لتعزيز ضغوطها على القوى الإقليمية والدولية في سوريا".

وأوضح: "هذا ما ظهر في رفض وزير الداخلية التركي لتعزية السفارة الأمريكية في تركيا. كان الهدف الحقيقي من وراء هذا بالطبع إيصال رسالة للمتحدة الأمريكية بأنها تدعم قوات سوريا الديموقراطية، وهذا هدفه محاولة توظيف الهجوم للضغط على على الولايات المتحدة الأمريكية لتمرير عملية عسكرية جديدة في الشمال السوري". 

وأكد كرم سعيد هدف هذه العملية لدى تركيا متعدد، وأن أول هذه الأهداف مرتبط بقوات سوريا الديموقراطية ونزع ما تسميه تركيا ب(الطموحات الانفصالية)، فهي ترى أن قوات سوريا الديموقراطية بعد النجاحات التي حققتها في مكافحة داعش وقدرتها على بناء روابط مع قوى إقليمية ودولية، بات لديها أحلام أكبر في الانفصال.

وأضاف "والحق أن التيار الكردي في سوريا أو في العراق لا يسعى إلى الانفصال بقدر ما يسعى إلى الاندماج والحصول على حقوقه سواء الاجتماعية أو الثقافية او السياسية، لكن لدى تركيا قناعة بأن هذا التيار يسعى بشكل أساسي للانفصا،. وبالتالي هذه العملية العسكرية تستهدف القضاء على هذا الطموح".

ولفت سعيد إلى أن ثاني الأهداف التركية مرتبط بتشريع وتيرة عودة اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية، خاصة وقد أصبح اللاجئين السوريين ورقة ضاغطة على النظام التركي المقبل على انتخابات مفصلية في منتصف العام المقبل.

وأشار في هذا السياق إلى أن المعارضة التركية نجحت في توظيف هذه الورقة (ورقة اللاجئين) بشكل كبير واستطاعت من خلالها أن تحصل على تأييد قطاعات واسعة في الشارع التركي وبالتالي هناك مخاوف للنظام التركي الحاكم من استمرار توظيف المعارضة لهذه الورقة خاصة أن هناك تزمر وسخط شعب كبير من الحضور الضخم للاجئين السوريين على الأراضي التركية. 

وكما أوضح أيضا أن ثالث الأهداف التركية من العملية أيضا تعزيز فرص التقارب مع النظام السوري، قائلًا: "صحيح أن النظام السوري أعلن رفضه لأي عملية عسكرية تركية في سوريا، لكني أتصور أن نظام دمشق يسعى بشكل أو بآخر اتصور إلى محاصرة تنامي نفوذ قوات سوريا ديمقراطية، وبالتالي ربما من وراء ستار ترى تركيا أن هذا قد يكون مدخلًا مهمًا لتعزيز تقاربها مع دمشق". 

ولفت إلى أن الهدف الرابع لدى تركيا من وراء هذه الحملة العسكرية هو قطع الاتصال ما بين الجيوب الكردية سواء في شمال العراق أو في شمال سوريا، لذلك تشن تركيا هجماتها هنا وهناك بالشكل الذي نتابعه الآن.