هيفي سليمان: مشروع الإدارة الذاتية هو السلام لكافة الشعوب 

أكدت عضوة لجنة التدريب لمجلس عوائل الشهداء لإقليم عفرين بأن الدولة التركية تمارس سياسة الإنكار والإبادة بهدف إدامة نظامها الحاكم، وأن شعوب شمال وشرق سوريا تتصدى بقوة لتلك السياسة من خلال بناء نظام مجتمعي وتعايش مشترك.

أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF) لقاء مع عضوة لجنة التدريب لمجلس عوائل الشهداء في إقليم عفرين، هيفي سليمان حيث قالت: "بداية ندين ونستنكر هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا وخاصة الهجمات الفاشية على الجبال الحرة ومقاتلي حرية كردستان المستمرون بكفاحهم ونضالهم طوال الأعوام الـ 43 ضد ظلم وطغيان الدولة التركية الفاشية ذات العقلية العنصرية التي لا تقبل الآخر؛ نحن نشهد منذ عقود طويلة نضال الشعب الكردي وكفاحه وكذلك نضال وكفاح كل الشعوب المضطهدة في الشرق الأوسط لأجل تحقيق الحرية والوصول إلى حياة سودها الحرية والأمن والاستقرار وبناء النظام الاجتماعي الديمقراطي الذي يضمن حقوق جميع أطياف المجتمع.

و أضافت هيفي سليمان إلى حديثها: "إن حلف الناتو والنظام العالمي الجديد يمارس سياسة إزدواجية المعايير من خلال تقديم الدعم والمساندة للفاشية التركية المستمرة في سياسات الإنكار والإبادة ضد الشعب الكردي وبقية شعوب المنطقة، ساعية بذلك إلى تحقيق طموحها العثماني بهدف بسط هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط، والسيطرة على خيرات هذه الجغرافيا وتسخيرها لخدمة إدامة حكمها؛ ولكن حلمها العثماني باء بالفشل رغم كل محاولاتها الإجرامية وممارسة القتل والخطف والسجن والتعذيب والعزلة، لأن شعوب المنطقة وقفت بحزم في وجه هذه السياسات الوحشية وضاعفت جهودها في الكفاح والنضال لأجل توحيد قواتها لبناء نظام مجتمعي متجسد في الإدارة الذاتية.

وتابعت هيفي حديثها بالقول: "تسعى دولة الاحتلال التركي بكل ما أوتيت من قوة إلى إتمام سياسة الإنكار والإبادة بحق الشعب الكردي من خلال الهجمات الاحتلالية التي تشنها على مقاتلي حرية كردستان في الجبال الحرة وباقي أجزاء كردستان، مستخدمة كل صنوف الأسلحة الحربية والكيماوية المحرمة دولياً؛ كما شاهدنا جميعنا الهجمة الدنيئة للطيران المسير التركي الذي استهدف الرئيس المشترك للمجلس المدني في منطقة شنكال؛ وبهذه المناسبة ندين ونستنكر بأشد العبارات هذه الهجمة الدذيئة وكل الهجمات الاحتلالية التركية التي تستهدف أبناء شعبنا، وندين في الوقت نفسه الصمت الدولي والتكتم الإعلامي الذي نعتبره بمثابة دعم للاحتلال وتواطؤ مع هجماته التي تستهدف شعبنا.

وشددت هيفي سليمان في حديثها على أن شعوب شمال وشرق سوريا سوف تستمر في النضال لبناء نظامها المجتمعي الذي يضمن حقوق جميع المكونات المتواجدة ضمن مناطق الإدارة الذاتية وفق قيم أخوة الشعوب والتعايش المشترك، والمبني بكفاح وجهود وتضحية أبناء هذه الشعوب ،الذين أبدوا مقاومة منقطعة النظير وسطروا ملاحم بطولية، وقالت: "إن هذه الجهود الجبارة والمقاومة العظيمة التي تبديها كل من الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية وقوات الدفاع الشعبي على ذرى جبال كردستان والتي تستمد قوتها من فكر وفلسفة القائد عبدالله اوجلان الذي لا يزال يكافح في سجن جزيرة إمرالي منذ 23 عام من العزلة المشددة، ليست فقط لأجل القضية الكردية! بل لأجل قضية إنسانية جوهرها حرية جميع شعوب الشرق الأوسط والعالم وتأسيس نظام ديمقراطي يسوده الأمن والسلام وحرية الإنسان وروح الإخاء بين كافة الشعوب على مبدأ الأمة الديمقراطية.

وفي الختام قالت عضوة لجنة التدريب لمجلس عوائل الشهداء في إقليم، عفرين هيفي سليمان: " إن ترسيخ نموذج الأمة الديمقراطية في المنطقة، يخدم حل كل الأزمات الانسانية، وليس فقط الأزمة السورية، بل حتى الأزمن التركية التي تعيشها شعوب تركيا نتيجة سياسات الطغمة الحاكمة التي تتبع سياسة تصدير أزماتها الداخلية إلى الخارج عبر افتعال الصراعات والحروب والاستمرار في سياسات اللإنكار والإبادة بحق الشعب الكردي وباقي شعوب المنطقة وارتكاب المجازر وجرائم ضد الانسانية بشكل خاص في عفرين و سري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض).

إن هذه السياسة التي تتبعها دولة الاحتلال التركي باتت واضحة لجميع شعوب المنطقة وأصبحت عاراً على النظام العالمي المستمر في صمت القبور...نحن بدورنا ندين ونستنكر جرائم الاحتلال التركي والصمت الدولي المتواطئ مع الاحتلال، كما نوجه نداءنا إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي، بضرورة الضغط على الدولة التركية وإجبارها على الكف عن سياسة الإنكار والإبادة، وسحب يدها الملوثة من الأزمة السورية، لأننا مؤمنون بأن حل الأزمة السورية سيكون بالحوار والسبل الدبلوماسية وليس عن طرق التدخل العسكري، وخيارنا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا هو السلام والتآخي والتعايش لكل الشعوب لأجل نيل حقوقهم وحرياتهم، وأن الأمة الديمقراطية هي الحل.