د.جلال زناتي: وسائل التواصل الاجتماعي تقود حروب الجيل الرابع ونحتاج إلى آلية لمواجهة الإرهاب والتطرف

قال الدكتور جلال زناتي الفائز بجائزة مسابقة الشباب العربي الأولى إن التقارير أكدت أن 80٪ من المنتسبين لداعش جاءوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإن الأخيرة هي أبرز مظاهر حروب الجيل الرابع.

عبر الدكتور جلال زناتي، الأستاذ مساعد بقسم العلوم الاجتماعية بكلية التربية بجامعة الإسكندرية عن سعادته بالفوز بالمركزلأول لجائزة الشباب العربي التي يقدمها معهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، مقدمًا الشكر لإدارة الجائزة العربية على اختيار بحث الذي جاء بعنوان " تواصل بلا تواصل... وسائل التواصل الاجتماعي كجيل رابع من الحروب وأثرها على المنطقة العربية: الأزمة والحل".

وأوضح د. زناتي في تصريح لوكالة فرات للأنباء ANF أنه تناول في دراسته التجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي كأزمة تمر بها المنطقة العربية والحلول المقترحة في هذا الصدد.

وتركز الدراسة على أثر حروب الجيل الرابع ومنها التواصل الاجتماعي على الأمن القومي العربي ، ويُجيب فيها د.زناتي على التساؤل: كيف وظف تنظيم داعش الإعلام الجديد في عمليات تجنيد المقاتلين بما يهدد أمن المنطقة.

ويلفت دكتور زناتي في دراسته إلى أنه ورغم ترجيحات الخبراء بأن حروب الجيل الرابع ظهرت بعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١، إلا أنها باتت واضحة في المنطقة العربية بقوة مع ما يسمى بثورات الربيع العربي، والتي نتج عنها الإطاحة بالأنظمة السياسية في بعض الدول كتونس ومصر، فيما يحولت الأمور في أخرى إلى صراعات مسلحة وحروب أهلية كحالة سوريا، والتي انتشرت معها الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي استغلت حالة عدم الاستقرار والفوضى والتي تعتبر بذلك مثال لحروب الجيل الرابع.

ويشير د. زناتي في دراسته الفائزة إلى أن أخطر التنظيمات التي شهدتها المنطقة كان تنظيم داعش الإرهابي، الذي تعود جذوره إلى أبومصعب الزرقاوي الذي أسس جماعة التوحيد والجهاد في ٢٠٠٤، لافتًا إلى أن التنظيم الإرهابي الأخطر عالميا جاءت خطورته نظرا لأنه استطاع في سنوات قليله أن يحتل أقاليم عراقية كاملة دون أي مقاومة تذكر، كما تحول تأثير تهديده إلى ما هو أوسع من ذلك، خاصة أنه استخدم وسائل حديثه باتت تشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي العربي، كونه مثّل التظور النوعي في جيل الجماعات الإرهابية عامة، وبعد انضمام مقاتلين له من مختلف الدول العربية والأجنبية، واعتماده على التكنولوجيا بشكل هائل.

وتطرق دكتور زناتي في دراسته إلى أثر شبكات التواصل الاجتماعي كجيل رابع من الحروب على الهوية الوطنية العربية، مشيرا إلى التواصل اللامحدود التي تتيحه تلك الوسائط والتي معها تتسع رقعة مشاركة الأفكار.

ويحلل زناتي الأدوار التي تلعبها مواقع التواصل الاجتماعي والتأثيرات الواسعة التي تحددها بما لم يكن يتوقعه الخبراء، حتى وصلت إلى درجة تحريك الجماهير بالشكل التي عايشته دول المنطقة في العقد الأخير، وبما ينعكس على كافة النواحي لا سيما الهوية الوطنية التي تأثرت بما أدى إلى ظهور ما أسماه بالمواطنة الإفتراضية في ذلك الفضاء الافتراضي بغض النظر عن حواجز الدين واللغة والعرق.

ويتطرق دكتور زناتي في دراسته إلى أدوار تجنيد الشباب والنساء من قبل تنظيم داعش، كما يحلل فيها آليات التجنيد عن طريق الشبكة العنكبوتية وكيفية الوصول إلى هؤلاء الذين أصبحوا مقاتلين في صفوف التنظيم عبر الدعاية ووسائل التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن التقارير تحدد أن ٨٠٪ من المنتسبين إلى التنظيم الإرهابي تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وخلص د. زناتي في دراسته إلى الدعوة إلى آلية لمواجهة التطرف والإرهاب في الوطن العربي، مشددا على أن التطرف هو عرض لمرض هو الإرهاب بكافه صوره وأشكاله، داعيا إلى عدد من الأطر والخطوات للمواجهة من بينها حماية الأبناء وتعزيز دور المجتمع المدني في المواجهة، تشجيع أنشطة الحوار والتسامح وثقافة الاختلاف والإبداع الفكري، تجفيف منابع الإرهاب، وتعزيز دور الإعلام في المواجهة وغيرها من الخطوات الهامة.

يذكر أن دكتور جلال زناتي يعمل حاليا مستشار التخطيط الاستراتيجي للنائب العام بالمملكة العربية السعودية، وقد نال الجائزة مناصفة مع الباحثة الكويتية "فضة نايف الدويش" عن دراستها بعنوان (مستقبل مؤسسات العمل العربي المشترك)، وفاز بالمركز الثاني الباحث المصري "محمد العربي" باحث أول بمركز الدراسات الإستراتيجية بمكتبة الإسكندرية عن دراسته بعنوان (مستقبل الوطن العربي).