بين الكيميائي و التفجيرات.. السلطة التركية تسعى للبقاء في الحكم

مع قرب الاستحقاق الانتخابي في تركيا، تشعر السلطة التركية بجدية الموقف والاحتمال الكبير لهزيمتها وبالتالي محاكمتها على سلوكها وأفعالها الإجرامية الانتقامية وحروبها وعلاقاتها بداعش والقاعدة.

الاحتمال المتزايد لانتهاء عقد أردوغان وحزب العدالة والتنمية والسلطة التركية الحالية يأتي من عدة جوانب:

1-   فشل السياسات الداخلية لهذه السلطة، ومنها ماهو متعلق بالقضية الكردية واعتمادها فقط على التصفية العسكرية والأمنية أينما وجد الكرد الأحرار وعدم قبولها لأية تسوية سياسية أو حل ديمقرطي سلمي، وأيضاً الفشل الاقتصادي الناجم  بالدرجة الأولى عن ممارسة الإبادة و حروب السلطة التركية ضد الشعب الكردي وحركة حرية كردستان وضد شعوب المنطقة وتدخلها في شؤون الدول العربية ودول المنطقة والعالم.

2-   علاقة السلطة المتزايدة مع روسيا وإيران والصين في السنوات الأخيرة، وهذه تزعج المعسكر الغربي وحلف الناتو بشكل كبير، لأن دور تركيا في الناتو كان بالأساس لوقف تمدد هؤلاء وبالأخص روسيا  ولكن مع أحداث الربيع العربي والانقلاب المزعوم في تركيا عام ٢٠١٦ و الحرب الأوكرانية تزايدت تلك العلاقات إلى مستويات مرتفعة.

3-   علاقة السلطات التركية الحالية بداعش والقاعدة والتنظميات الإسلاموية الرديكالية وذهاب السلطات التركية والأجنحة التابعة لأردوغان إلى أبعد ماهو مسموح في حماية قادة داعش والقاعدة داخل تركيا وفي مناطق احتلالها في شمالي سوريا.

4-   الأحادية والتفرد في السلطة والهيمنة على مؤسسات الدولة التركية بشكل مطلق ورؤية كل المعارضين والمخالفين إرهابيين يجب سجنهم أو قتلهم حسب الظروف المتوفرة داخلياً وإقليمياً وعالمياً.

5-   خروج أردوغان عن المسارات المرسومة والمحددة له من قبل من جلبوه للحكم من قوى الهيمنة العالمية وذهابه لمشاريعه الخاصة كالعثمانية الجديدة والميثاق الملي وبحثه عن دور إٍقليمي كبير يتجاوز تركيا وينافس إسرائيل عند تنفيذه ماهو مطلوب منه وبالتالي أصبح عالة وحالة غير مرغوبة يجب التخلص منها عند أقرب فرصة.

لكن ماذا يفعل أردوغان وشريكه بهجلي للبقاء السلطة الحالية وماهي خطتهم ووسائلهم، هنا يمكن أن نجد عدة وسائل للنفاذ من الانتخابات والحفاظ على الحكم تعكس الذهنية والعقلية السلطوية-الدولتية والسلوك الفاشي ومنها:

1-   استعمال الجيش التركي الأسلحة المحظورة ومنها الأسلحة الكيميائية وخاصة في السبعة الأشهر الأخيرة وبشكل متزايد بشكل  لتحقيق منجز أو انتصار عسكري وفق عقلية السلطات التركية ليتم تقديمه للداخل التركي وتعبئة الفاشية على أثرها وذلك بعد فشكل الجيش التركي في احتلال مناطق الدفاع المشروع التي يتواجد فيها قوات الدفاع الشعبي(الكريلا) بسبب المقاومة الكبيرة تبديها قوات الكريلا رغم الفارق الكبير بين الطرفين من حيث الأدوات والأسلحة العسكرية والتقنيات الحديثة.

وقد أظهرت قوات الكريلا الكثير من الدلائل ومقاطع الفيديو التي تثبت استعمال تركيا الأسلحة المحظورة، وبعد ذلك حدث تركيز وتغطية إعلامية إلى حد ما لهذه الجرائم التركية فربما تفكر وتريد السلطات التركية التغطية على الحدث ومحاولة تغير الأحداث والتركيز داخل تركيا وخارجها.

2-    خلق حالة عدم استقرار أو فوضى منظمة وخلاقة تخدم أجندات السلطات التركية في بقائها في الحكم إما  بزيادة التوتر والقلق ضمن تركيا عبر قتل المدنيين والنشطاء والسياسيين وإحداث تفجيرات كتفجير أسطنبول في ١٣ الشهر الحالي ومحاولة إلصاق التهم بالأخريين وإرسال رسائل عبرها للقوى الدولية وخاصة لأمريكا والاتحاد الأوربي وبريطانيا والناتو بأن فيي حال عدم موافقتهم على استمرار السلطة الحالية فإن الأوضاع ستكون خارج السيطرة، والكل يعلم علاقة أردوغان بداعش وقدرته على استغلال الللاجئين وأرسال الدواعش عبرهم وبينهم إلى بعض الدول الأوربية إن لم يكن بالأساس قد أرسل وعمل عليهم سابقاً. وعليه إما أن لا تذهب هذه السلطة للانتخابات إن شعرت بدنو إجلها أو أنها ستوفر شروط وظروف للفوز بعد إرهاب المجتمعات والأحزاب السياسية والناخبين في تركيا.

 أما محاولات أردوغان واستداراته باتجاه الدول العربية وبعض دول المنطقة وتكراره الكلام عن تطبيع العلاقات وتحسينها ماهو إلا مناورات واستدرات تكتيكية مع عدم قيامه بأية خطوات فعلية تعكس تغير حقيقي في سياساتها واستراتيجياته. و لعل الأمور في ليبيا والعراق وسوريا والعديد من الدول وعلاقته المستمرة من الإخوان ومشتقاتها الإرهابية تؤكد بأن المقاربة التركية آنية ومصلحية سلطوية بحتة لأجل الانتخابات والتحسن النسبي في الاقتصاد التركي المنهار حتى الخلاص من الانتخابات والفوز فيها والكلام الذي قاله أردوغان عن أنه بعد الانتخابات سوف يحسن العلاقات مع بعض الدول العربية ماهي إلا تبيان لحقيقة العثمانية الجديدة التي تحاول اخفاء نفسها والقيام بتمويه إلا بعد الانتخابات. ولكن الغالبية من شعوب ودول المنطقة عرفت في السنوات والعقد الأخير على الأقل حجم المخاطر والتهديد الذي تشكله السلطات التركية الحالية التي حاولت وتحاول استغلال الدين بأبشع صورة إضافة إلى استغلالها بعض قضايا المنطقة العادلة كقضية الشعب الفلسطيني. وهنا على شعوب ودول المنطقة وكذلك المجتمع الدولي الحذر والانتباه إلى مايفعله ويرتكبه هذه السلطات التي تستخدم وستستخدم كل الوسائل والأدوات للبقاء في الحكم ومن المرحج أنها في حالة الخسارة في الانتخابات إن جرت أن لا يسلم السلطة ويدخل البلاد في حرب أهلية وذلك كأي حزب إخواني وتيار قوموي فاشي لايقبل أن يكون خارج السلطة بعد وجوده في الحكم نتيجة ظروف وشروط معينة.