بعد التجاوزات والتعديات على يد "الإرهاب".. الإدارة الذاتية تحافظ على المواقع الأثرية

عاثت التنظيمات الإرهابية خلال الأزمة السورية، فساداً في المواقع الأثرية، من خلال العبث والتعدي، وتصديرها للخارج، فيما حملت هيئة الثقافة والأثار على عاتقها تأهيل المواقع الأثرية وحمايتها والحفاظ عليها رغم الإمكانيات المتاحة.

يطلق على سوريا مهد الحضارات ومتحف التاريخ، حيث تحتوي على آلاف المواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة في أنحائها من الجزيرة وحوض الفرات امتداد إلى الساحل وربوع البادية السورية، حيث تنتشر المباني والقلاع والمواقع الأثرية السورية التي بنيت منذ بدايات التاريخ وحتى الحضارة العربية والإسلامية، وقد تم تقدير عدد المواقع المكتشفة والمعروفة حتــى الآن بحوالي/3/ آلاف موقع ومركز أثري يرجع بعضها إلى عمق التاريخ بأكثر من /8/ آلاف عام.

وتعرضت الأثار والمتاحف إلى انتهاكات وتجاوزات في سوريا عموماً من قبل الفصائل والمسلحة والتنظيمات الإرهابية التي عاثت فساداً في المواقع الأُثرية، من خلال التعدي عليها، فضلاً عن سرقتها وتدميرها، وذلك أمام مرى ومسمع العالم.

وبعد تحرير مناطق شمال وشرق سوريا من الإرهاب على يد قوات سوريا الديمقراطية، بدأت هيئة الثقافة والأثار واللجان في الإدارات الذاتية السبعة، على تأهيل والحفاظ على المواقع الأثرية من خلال برامج تم وضعه من قبل مختصين في المجال الأثري.

ولمعرفة تفاصيل أوسع عن المواقع الأثرية، وكيف استطاعت هيئة الثقافة واللجان الحفاظ عليها، اجرت وكالة فرات للأنباء (  (ANF  لقاءات مع مختصين في مجال الأثار والمتاحف.

وقال نائب هيئة الثقافة والأثار في الإدارة الذاتية، زردشت عيسو، "الجميع يعلم غنى سوريا بمواقع الأثرية والتراثية، وبسبب تعدد العصور التي مرات على المنطقة، والأزمة السورية التي فتحت المجال للعبث في تراث وإرث المنطقة، تعرضت المواقع الأثرية إلى انتهاكات وتعديات من جميع الجهات المعادية  والفصائل المسلحة".

وبيّن، زردشت عيسو، "منذ بداية تأسيس الإدارة الذاتية تم تشكيل هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى تأسيس مديرية الأثار، وذلك بهدف حماية وصيانة المواقع الأثرية، وبدورنا قمنا بإحصاء المواقع الأثرية، وتم وضع أرشيف يشمل كافة التعديات والتجاوزات على المواقع الأثرية".

وأكد، العيسو "جميع الجهات كانت مسؤولة عن هذه التعديات، بداً من الفصائل المسلحة وانتهاءً ب "داعش" الذي قام بتدمير ممنهج للإرث الحضاري للمناطق التي سيطرة عليها، وبعض ضعاف النفس الذين  تاجروا بهذه الإرث، و رصد متاحف العالم بهذه القطع".

وشدد، زردشت عيسو، في ختام حديثه "على جميع المنظمات الدولية والمعنية الحفاظ على التراث الثقافي، ومد يد العون لمساعدة الإدارة على صيانة وحماية المواقع الأثرية في المنطقة".

 

وبدوره قال المختص في الآثار والمتاحف، والمستشار الثقافي والأثري في مجلس الرقة المدني، محمد العزو، "يأخذ جانب الأثار والمتاحف واجهة أي بلد في العالم، ومتحف الرقة الوطني يعتبر من أجمل المتاحف، كونه يحتوي لغة ومكتشفات أثرية، بداً من فترة بداية التاريخ وصولاً إلى الفترة الإسلامية، وبدورنا  نقوم  بترميم المواقع الأثرية تحت برنامج "الحفاظ على الآثار ولغة الأثرية"، والحفاظ على الأثار سوءً كانت فسيفساء أو فخار".

وتابع، محمد عزو، "نأمل أن تكون الأثار والمواقع الأثرية في شمال وشرق سوريا مصانة جيداً، لوجود اعتداءات على المواقع الأثرية التي بدأت من المرحلة السوداء المتمثلة "داعش"، والمجموعات المسلحة والتي أساءت وعبثت بالمواقع الأثرية".

واختتم، محمد غزو، "الآثار نتاج قومي لكل أرض تحوي مجموعات من المكونات القومية، ليس خاصة بعرق أو قومية معينة، إنما تخص كافة المكونات، لذلك هي التاريخ الناطق لكل البشر والمتواجدين على هذه الأرض".