أحمد شيخو: حتمية التحالف الكردي-العربي لمواجهة خطر العثمانية الجديدة وأدواتها واحتلالها

تحدث الكاتب والباحث السياسي أحمد شيخو في مقال له عن حتمية التحالف العربي ـ الكردي لمواجهة خطر وتهديد العثمانية الجديدة على المنطقة، وإدراك حقيقة الدولة التركية التي تمارس القتل والإرهاب والتضليل والكذب في إلصاق التهمة بالآخرين.

بعد ارتكاب تركيا وأردوغان المجزرة الشنيعة في منتجع برخ  في قضاء زاخو بمحافظة دهوك في باشور كردستان(إقليم كردستان العراق) في يوم 20 الشهر تموز\يوليو الجاري، ونتيجة استشهاد 9 مدنيين منهم الطفلة زهراء ذات السنة الواحدة، ظهرت ردود أفعال ومواقف عراقية وكردية وإقليمية ودولية بينت وأظهرت مع انعقاد  جلسة مجلس الأمن الدولي حول الاعتداءات التركية بناء على رغبة وطلب الطرف العراقي بعض من الذهنية الفاشية للدولة والسلطات التركية وحقائق الفعل والسلوك التركي العدواني تجاه الشعب الكردي والعربي وشعوب المنطقة كخصائص للعثمانية الجديدة التي يسعى التحالف الحاكم في تركيا من حزب العدالة والتنمية  وحزب الحركة القومية التركية  إلى تطبيقها على المنطقة ودولها وشعوبها.

ومن هذه الحقائق التي علينا تداركها أن تركيا تمارس القتل و الإرهاب وتقوم بالتضليل والكذب ومحاولة إلصاق التهمة بالأخرين فهي التي قتلت المدنيين وفق كافة المؤشرات والدلائل والبحث والجمع الذي أجراه الحكومة والجيش العراقي في موقع الحادث، فالمدفع التركي ذات العيار 155 ملم مع الرصد والمشاهدة والتصويب والتوجيه والإحداثيات التي كان عبر الطائرات المسيرة التركية التي تستطيع تحديد حتى شخص واحد وقتله إذا كان يجلس تحت شجرة، فكيف بمنتجع سياحي وكان فيه حوالي 100 سائح وما يقارب 400-500 مركبة متوقفة في المنتجع، علاوة على جواسيسها وعملائها ودعم ومشاركة الحزب الديمقراطي الكردستاني لها. وعليه فإن هذه الحقيقة تنطبق على أعمال وممارسات الدولة التركية وحربها ضد الشعب الكردي وحركة حرية كردستان وكذلك على سلوك الدولة التركية تجاه المنطقة وشعوبها، فهي التي تمارس الإرهاب وتقوم باتهام الأخريين وهي التي تمارس الإبادة الجماعية الفريدة والتطهير العرقي والثقافي بحق الكرد في تركيا وسوريا والعراق وتقوم في الوقت نفسه باتهام الشعب الكردي وقوته الرئيسية حزب العمال الكردستاني بالإرهاب كذباً ونفاقاً، ولمصالح بعض دول المنطقة والعالم معها يقومون بمسايرة تركيا والتوافق معها في هذه الأوصاف ودعم ومساندة ممارساتها الإرهابية الإجرامية.

فقط في السنوات السبعة الأخيرة قتلت تركيا في إقليم كردستان العراق وفي شنكال ومخمور أكثر من 150 مدني بينهم الكثير من الأطفال والنساء وكبار السن، وذلك بالتعاون مع حزب الديمقراطي الكردستاني الذي كان يرفض مستشفياته إعطاء أهالي الشهداء المدنيين وثائق والاثباتات اللازمة لرفع دعاوي ضد تركيا في المحاكم والمحافل الدولية  وما تم في منتجع برخ هو في إطار سلسلة من المجازر التي ترتكبها الدولة التركية وجيشها ضد شعوب المنطقة لإفراغ المناطق الكردية وتهجير سكانها وإرهابهم لفرض الاحتلال والخضوع وتتريك تلك المناطق وتوسيع القومية التركياتية الدولتية الفاشية تحت الغطاء الديني كما هي العثمانية الجديدة التي يلهث حركات الإخوان في المنطقة لتطبيقها وتمكينها لإرجاع الإمبراطورية العثمانية ولو بشكل مختلف مع سلطانهم المعتوه أردوغان.

من الهام والضروري فهم الخلفية والأهداف التركية من هذا السلوك الإجرامي ولماذا أرادت تركيا وأردوغان تنفيذ هذا القتل العمد عن سابق الإصرار والتعمد بحق المدنيين السياح العرب القادمين من الوسط والجنوب إلى المناطق الكردية وقبلها بحق الكرد وكذلك علينا فهم المواقف المحلية والإقليمية والدولية الذي يستند إليه أردوغان في هذه الأفعال في إطار إدراكنا لمشروع العثمانية الجديدة الاحتلالي و الذي يستهدف المناطق ذات الغالبية الكردية والدول العربية وكذلك قبرص و الجزر اليونانية والكثير من الأراضي التي فقدتها الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى.

تعاني تركيا ونتيجة سياسات واستراتيجيات السلطة الحالية من الكثير من الأزمات في الداخل والخارج نتيجة حروبها وتدخلاتها التي ترى فيها السلطة أنها السبيل الوحيد التي تمكنها  من البقاء والاستمرارية في سدة الحكم، وكما أن مشروع السلطة التركية "العثمانية الجديدة" الذي يجمع بين الإسلام السياسي والفاشية القومية التركياتية في هيئة تضخم سلطوي نازي و صهيوني يرى إبادة الأخريين وقتلهم  وتتريكهم  وإلحاقهم وعلى رأسهم الشعبين الكردي والعربي سبيلاً للأمة القومية التركياتية خاصة مع كمية الحقد و التكبر والاستعلاء الذي يمتلكونه تجاه الشعبين رغم التصريحات الإعلامية المضللة والمخادعة عن الأخوة الإسلامية بين الشعوب الإسلامية فواقع وسلوك تركيا هو عداء صارخ وفي أعلى المستويات.

منذ عام  1925م، ورفض الدولة التركية لحق الشعب الكردي في إدارة مناطقه أو الحكم الذاتي داخل الدولة الواحدة للشعبين التركي والكردي الذي كان متواجدة حينها في الاتفاقيات الدولية وأيضاً في الاتفاقات التركية-الكردية في مايسمى حرب الاستقلال 1919- 1921 وفي الدستور التركي الأول الذي تم اقراره في البرلمان الكبير كأول برلمان للدولة الحديثة،  بدأت الدولة التركية  حرب إبادة جماعية فريدة بحق الشعب الكردي ومازالت مستمرة إلى اللحظة وهنا يمكن القول أن الدولة التركية تمثل حالة ودولة الخيانة الفظيعة لكل الذين ساهموا في بنائها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية وأولهم هي خيانة للتاريخ المشترك لشعوب المنطقة وللتقاليد الديمقراطية المجتمعية وللقيم الإسلامية والديمقراطية.

ومقابل هذه الإبادة خاض ويخوض الشعب الكردي مقاومة مشروعة ضد دولة الاحتلال والخيانة وبكافة السبل لحماية وجوده وهويته و حصوله و تمتعه بحريته وثقافته على أرضه التاريخية كردستان التي عاش فيها على الأقل منذ ما يقارب 12 ألف سنة قبل الميلاد بشهادة الأوابد الأثرية والأكتشافات والأبحاث الأركولوجية التي تؤكد ذلك في الوقت الذي لم يكن في المنطقة وكردستان والأناضول ولو تركي واحد فهم ليسوا من الشعوب الأصلية في المنطقة بل توافدوا كمرتزقة ومماليك وجنود تحت الطلب لخلفاء الدولة العباسية وسلاطين الدولة الأيوبية وغيرهم.

منذ 1983  تتدخل  وتهدد وتتجاوز تركيا السيادة وسلامة ووحدة الأراضي العراقية وبالمثل فإن الدولة التركية دخلت إلى سوريا كقوة احتلال مباشرة في 2016 في ذكرى معركة مرج دابق عام 1516 التي وعلى نتيجتها احتل العثمانيون البلاد العربية والديار المقدسة الإسلامية واحتلت عندها مدينة جرابلس بالتوافق مع داعش في غضون ساعتين وثم تمدد واحتلت لما يقارب(18.518كم مربع = 10% )من مساحة سوريا أي ما يعادل تقريباً مرتين لمساحة لبنان، إضافة لتهديداتها المتكررة لاحتلال المزيد إن استطاع وسمحت الظروف والأجواء.مستندة إلى وجودها وتوافقها مع روسيا وإيران في مسار استانة  وكذلك على الصمت و التواطؤ الأمريكي والأوربي معها لمصالحهم الدولتية واستغلالهم الجغرافية السياسية التركية في الهيمنة العالمية وصراعاتها المركزية كما هي الآن في أوكرانيا وغيرها.

 يرى عقل وذهنية العثمانية الجديدة التي يمتاز بها السلطة الحالية بأن الشعب الكردي وأرضه بالإضافة إلى الدول العربية وشعوبها مجالاً حيوياً لها ومنبعاً للمواد الأولية والغاز والنفط وسوقاً اقتصادياً وتجارياً تحق لها وتستطيع أن تفرض عليها تبعية ونفوذ و سيطرة واحتلال في ظل حالة الأزمة والضعف التي أصابت دول المنطقة مع حالة الربيع العربي ودفئها الذي تحول لخريف ذات برد قارس مع تدخل الدول العالمية و الإقليمية وسيطرة أدواتهم كالأخوان وأخواتها وأولادها ومشتقاتها من القاعدة والدواعش وتشكيلات ما يسمى الجيش الوطني السوري الإنكشاري  ومختلف الأسماء والتشكيلات الإرهابية العثمانوية.

وعليه نستطيع القول أن الدولة التركية وسلطاتها الحاكمة وأدواتها الإرهابية أو بالمختصر  العثمانية الجديدة بأنها تهديد وتحدي مشترك للشعبين العربي والكردي والدول العربية، لا يقل عن التهديدات الأخرى وربما يزيد عليها خطورة في كون تركيا تستهدف الشعبين ودول المنطقة عبر مختلف أنواع التدخلات السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية والتجارية،  مستغلة وجودها ضمن الناتو والمنظومة الغربية ولكونها مسلمة ذات غالبية سنية ولو شكلياً  وظاهرياً ولكن حقيقية سلطتها الفاشية هي صهيونية أناضولية تريد منافسة ومزاحمة الصهيونية الإسرائيلية رغم صعوبة تحقيق ذلك إن لم يكن مستحيلاً.

تتزرع تركيا بمصطلحات الأمن القومي والتهديدات القادمة عبر الحدود متشدقة بالمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والإرهاب، كذباً ونفاقاً كما حالتها الأخيرة في منتجع السياحي في دهوك وبأنها تحارب الإرهابين ولكنها من أكثر الدول والكيانات التي مارست الإرهاب والمجازر و تمارسه ، فالتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي في عفرين ومناطق شمالي سوريا المحتلة، علاوة على استخدامها الأسلحة الكيميائية والنووية التكتيكية ضد المقاتلين والمدنيين الكرد والعرب وقتلها المتعمد للسياح العراقيين وقبلها للمدنيين في العراق وسوريا وجنوب شرق تركيا ورمي المدنيين من طائرات الهليكوبتر في باكور كردستان(جنوب شرق تركيا) كما حصل في وان قبل سنة  و قصفها للمستشفيات كما في شنكال  وغيرها والسلسلة تطول من الأعمال الإرهابية التركية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ربما لا تكفي كتب ومجلدات لذكرها وسردها.

ولاشك أن المفهوم التركي أو الأردوغاني للإرهاب مفهوم خاص وليس له علاقة بالمفاهيم والمصطلحات الدولية والعلمية ومعاييرها هو كل كردي  لا يتخلى عن كرديته وهويته وحقوقه الطبيعية ويقاوم الإبادة والموت وكذلك هو كل عربي يتوافق مع الكرد و كذلك كل تركي معارض ومختلف مع سياسات السلطات التركية وكل فرد أو حركة أو شعب لا يقبل ولا يقول نعم وحاضر أفندم  لتركيا وقد وسعت السلطات التركية القوانين التي تنشأها وفق هواها ورغبة أردوغان في البرلمان المزور الذي يخضع للسلطة الحالية، فأصبحت وبحكم قانونها الخاص ترى كل مخالف لها إرهابي وتضعه في السجن أو تقتله أو تحاربه على كافة الصعد ونفس الأمر بالنسبة إلى دول المنطقة التي لا تؤيد سياسات تركيا وتدخلاتها التي تهدد الاستقرار والأمن والسلام . فحتى قوات سوريا الديمقراطية الذين حاربوا إرهاب داعش ببسالة وشجاعة منقطعة النظير وانتصروا عليه بالتعاون والتشارك مع التحالف الدولي في سوريا، تقوم تركيا يومياً بقصفهم  المدافع والطائرات المسيرة وقتلهم انتقاماً لهزيمة داعش وإضعافاً للمشروع الوطني الديمقراطي الذي يحمله هذه القوات السورية الوطنية التي حمت وتحمي الشعب السوري من الإرهاب وكذلك دافعت وتدافع عن السيادة وسلامة ووحدة الاراضي السورية من الاحتلال التركي وتهديداته وأدواته الأخوانية الإرهابية وكل محتل غاصب للتراب السوري.

من المهم الإشارة إلى المواقف المحلية والداخلية وكذلك الإقليمية والعالمية تجاه تركيا، حيث أن الخلل والمصيبة يكمن في مواقف هذه الأطراف والجهات، فالمعارضة التركية ماعدا حزب الشعوب الديمقراطي وبأحزابها الستة الرئيسية لا تعارض السلطة الحالية إلا في الأمور البسيطة والشكلية في حين توافق على كل سياسات السلطة وحروبها وتدخلاتها في دول وشعوب المنطقة وليس لها مواقف جدية ومختلفة في  القضايا الرئيسية كالقضية الكردية وحلها والتدخل واحتلال الدول العربية ، إضافة إلى موقف بعض الأطراف الكردية المتواطئة كحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ليس من المستبعد أن يكون كان على علم بمجزرة برخ لمساعدة تركيا في تحقيق بعض أجندتها في العراق الذي ربما لم تتوقع تركيا هذه الردود العراقية والكردية والعالمية لكون المجازر السابقة في باشور(إقليم كردستان العراق) لم يذكرها ويلتفت لها أحد. كما أن مواقف دول المنطقة ليست بالمستوى الكافي حتى الآن لردع تركيا عن جرائمها وتدخلاتها، حيث مازال التعويل على المؤسسات الدولية والأطر الرسمية والمواقف المترددة فقط التي تحاول تجنب تركيا و تراعي رضى تركيا والخوف الغير مبرر منها ومن أدواتها الإرهابية والمصالح الاقتصادية معها والتعويل أن السلطة الحالية يمكن أن تغير سلوكها ومقارباتها وتتراجع أو أنها ستذهب في أول انتخابات، مع العلم العثمانية الجديدة الحالية في تركيا لا تفهم سوى بلغة واحدة وهي اللغة التي تمارسها وهي القوى الصلبة كالعسكرية والاقتصادية. كما أن المواقف الدولية وهنا الطامنة الكبري، حيث أن الدول المركزية في المجتمع الدولي أو نظام الهيمنة العالمية بالتسمية الصحيحة، ترى الموقع الاستراتيجية لتركيا وجغرافيتها ودورها الوظيفي الأداتي والتبادل والمنفعة الاقتصادية  معها قبل سلوك سلطاتها وتجاوزاتها في الداخل والخارج على القانون الوطني والدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. إضافة إلى أن تركيا الدولة والسلطة مازالت تشكل أحد الأدوات الوظيفية في المنطقة لخلق الفوضى والتوتر وعدم الاستقرار المطلوب رغم أنها ليست بالأهمية السابقة ولن تكون في قادم السنوات مع تشكيل الهياكل الأمنية والسياسية والأقتصادية والعسكرية الجديدة، واستهدافات تركيا المستمرة بالطائرات المسيرة لمجتمع شمال شرق سوريا وضرب الاستقرار والأمن فيها عبر استهداف القوى العاملة على الأمن والاستقرار كقوات الأمن الداخلي والقيادات التي هزمت داعش و تقود جهود محاربة داعش و خلاياه كجيان عفرين  وروج خابور وبارين بوطان أحد هذه الدلائل.

أمام هذه الدولة الفاشية ومشروع العثمانية الجديدة وأدواتها الإرهابية وممارساتهم الإجرامية ، كخطر محدق وتهديد وتحدي لشعوب المنطقة ودولها وخاصة الشعبين العربي والكردي وغيرهم، لابد من ضرورة وحتمية وجود وبناء علاقات راسخة ومتينة و تحالف استراتيجي بين الشعبين العربي والكردي وكل شعوب المنطقة ، كجبهة داخلية متينة للتصدي وردع هذه الأخطار القادمة من العثمانية الجديدة وغيرها من المشاريع الإقليمية والعالمية التي تستهدف مجتمعاتنا وشعوبنا ودول المنطقة وقيمها التكاملية وثقافتها الديمقراطية ومقدساتها وأديانها، وهنا لا بد أن يكون التحالف العربي-الكردي أو تحالف الشعوب قائم على بنى فكرية ومادية متينة تؤمن مصالح مجتمعاتنا وشعوبنا ودول المنطقة  وتحقق الأمن والاستقرار والسلام والتنمية المستند إلى الدفاع الذاتي والسياسة الديمقراطية التي تأخذ التنوع والتعدد الموجود في منطقتنا كقوة استراتيجية للمقاومة والبناء والعمل وفق كل الظروف والإمكانيات. ومن الممكن أن يكون مشروع الأمة الديمقراطية كنظرية والإدارات الذاتية كفعل وتطبيق قادر على أن يكون المشروع الذاتي للمنطقة وشعوبها مع حالة التعدد والتنوع الغني فيها من القوميات والأديان والمذاهب. مع أن الكونفدرالية الديمقراطية للأمم الديمقراطية في الشرق الأوسط كطرح شامل للمنطقة وشعوبها يمكن أيضاً أن يكون المعبر عن حالة التكامل والكلياتية الديمقراطية للمنطقة وشعوبها كبديل عن التدخلات الإقليمية والخارجية والمشاريع الدولتية السلطوية المتواطئة مع القوى العالمية وبالتالي مع أدواتهم من القوى الإقليمية. وهكذا ستكون مجتمعات وشعوب ودول المنطقة قادرة على مواجهة مختلف التحديات بقوتهم الذاتية مضافة إليها منظومة علاقاتهم مع المحيط والعالم وكما أنه وعبر البناء الصحيح والسليم والمعتمد على أسس ديمقراطية للتحالفات والعلاقات سنكون قد قمنا بحل مختلف قضايانا الوطنية عبر التحول الوطني الديمقراطي والبناء الديمقراطي وتطبيق الديمقراطية كنموذج للحياة والإدارة الناجحة والقادرة على حل مختلف القضايا ومواجهة مختلف التحديات الداخلية والخارجية وكل مشاريع التمدد والاحتلال والتقسيم كالعثمانية الجديدة وغيرها. وبالفعل هناك أحد هذه النماذج في مشروع ومنظومة الإدارة الذاتية الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية كحالة تحالف حقيقة ومثمرة للشعبين الكردي والعربي ومعهم مختلف المكونات والشعوب الأخرى، ولذلك على كافة أبناء المنطقة وأولهم أبناء سوريا والعراق حماية والدفاع عن هذه التجربة الوليدة للشعبين والتحالف الاستراتيجي، حيث أن تركيا ومعها مختلف الأنظمة السلطوية والتيارات الأحادية والفاشية في المنطقة والعالم تحاول إفشال هذه التجربة وتخريب علاقة الشعبين الكردي والعربي وضربهم ببعضهم كما فعلتها تركيا في قتلها للمدنيين العراقيين من السياح العرب حيث أرادت قتلهم وإلصاق التهمة بالحركة الكردية الديمقراطية ، علاوة على رغبتها في احتلال المناطق الجبلية الاستراتيجية كخطوة أولى وثم إكمالها بالعمل لتصفية الحركة والمقاتلين الكرد وبذلك الانتهاء من السد والمانع  الوحيد الحالي أمامها لاحتلال الموصل وكركوك وكل شمالي العراق مع شمالي سوريا وبالتالي تطبيق الميثاق الملي كخطوة متقدمة لتطبيق العثمانية الجديدة وإخضاع المنطقة وشعوبها.