وليد جولي: أجواء إيجابية في روج آفا لأجل الوحدة الوطنية

وصف المحلل السياسي وليد جولي الأجواء السياسية في روج آفا بالإيجابية في إشارة إلى اللقاءات التي تجري من أجل الوحدة الوطنية الكردية، واشار إلى أن دولة الاحتلال التركي تسعى لإيجاد بديل عن (ENKS) ضمن صفوف الائتلاف السوري التابع لتركيا.

في إطار المبادرة التي أطلقتها القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية من أجل وحدة الأطراف الكردية، تستمر اللقاءات بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكردي السوري (ENKS).

كما اجتمعت وفود أمريكية وفرنسية مع كافة الأطراف الكردية في روج آفا، تمهيداً للقاءات الجارية.

بحسب المعلومات المتوفرة، أن الوفود الأجنبية كانت قد أخبرت باقي الأحزاب الكردية التي هي الآن خارج إطار التفاهم الجاري بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني السوري، " أنه في البداية سيتم التركيز على إزالة العوائق وحل الخلافات ما بين الأطراف الأكثر خصومة والوصول إلى تفاهم مشترك، ومن ثم سيتم ضم جميع الأحزاب الكردية إلى اتفاق شامل."

وبناء على هذا الأساس، لا تزال اللقاءات والحوارات جارية بين الطرفين المذكورين؛ حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والمجلس الوطني الكردي السوري (ENKS).

وبالرغم من شح المعلومات المتعلقة بمضمون اللقاءات الجارية، إلا أن بعض المعلومات متوفرة بخطوطها العريضة، حيث ذَكَرَ عضو الهيئة الإدارية للرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، "أن اللقاءات مستمرة ولكن لم يتم التوصل إلى تفاهم مشترك إلى حد اللحظة"

وخلال حديث لوكالة فرات للأنباء، قَيَّمَ المحلل السياسي وليد جولي، اللقاءات الجارية بخصوص الوحدة الوطنية.

هناك أجواء إيجابية في روج آفا لأجل الوحدة الوطنية

أشار وليد جولي إلى الأجواء السياسية مناسبة جداً للتوصل إلى نتائج ايجابية في اللقاءات الجارية بين الأطراف الكردية، وقال " الظروف السياسية الحالية أفضل من تلك التي كانت سائدة في اللقاءات السابقة في هولير ودهوك".

وقال جولي " قبل عدة أعوام، انعقدت عدة لقاءات في هولير (1-2) وكذلك دهوك، وجميعنا نعلم أن الدولة التركية كانت السبب الرئيس في فشل تلك اللقاءات، لكن الظروف الحالية تختلف عن السابق، حيث أن سياسة الإبادة الجماعية التي تتبعها الدولة التركية، باتت مكشوفة لجميع الكرد، وبات الجميع يدرك أن هذه السياسة الشوفينية تشكل خطراً على الجميع، والسبب الآخر هو أن اللوحة السياسية أو الخارطة السياسية في سوريا، دخلت مرحلة جديدة مع العام 2019."

رياح التغيير تهب في سوريا

ونوه جولي إلى أن أجواء التغيير تسود سوريا بشكل عام، وقال " وصل الوضع في سوريا ما بين الولايات المتحدة وروسيا إلى مستوى أن يحددوا مناطق نفوذهم ويتوصلوا بناء على ذلك إلى توافق سياسي، بالطبع ستكون هناك تحولات وتغيرات قادمة، ولكل من الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية والامارات والاردن ومصرن دور في مرحلة التغيير هذه؛ وستطال التغييرات الحاصلة بنية المعارضة السورية، حيث أننا نشهد أن جماعات الإخوان المسلمين يسيطرون على المعارضة السورية وهذه الجماعات خاضعة بالمطلق لسلطة حكومة العدالة والتنمية."

هناك توافق أمريكي روسي على نقاط محددة

أكد وليد جولي على أهمية وحدة الصف والصوت الكردي خلال مرحلة التغيير هذه، وقال " يبدو أن كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية توصلا إلى توافق على عدة نقاط بخصوص الحل في سوريا، كما أن كلا القوتان العظمتان منرعجتان من الوجود الإيراني والاحتلال التركي في سوريا، لا شك أن هذا الوجود والاحتلال من قبل القوى الإقليمية لسوريا، يؤثر سلباً على الوصول إلى حل مستقبلي في سوريا؛ على سبيل المثال: أشارت كل من ماريا زاخاروفا وكذلك جيمس جيفري إلى هذه النقاط المذكورة أعلاه، وكلا التصريحان ليسا بعيدان عن بعضهما البعض.

الجماهير الكردية تطالب بالوحدة الوطنية

لفت جولي الانتباه إلى أن الشارع الكردي والجماهير الكردية تريد الوحدة الوطنية وتطالب بها، وقال " على جميع الأحزاب الكردية أن تراعي مطالب الجماهير الكردية وأن تتحلى بالجرأة في حراكها نحو الوحدة الوطنية؛ مثلاً: المجلس الوطني الكردي السوري (ENKS) كان يطالب بطرف ثالث مراقب في اللقاءات السابقة، وها هي الأطراف المراقبة موجودة في هذه اللقاءات، إذاً لا بد أن يكونوا أكثر جرأة من أجل إحداث الفرق."

الدولة التركية تبحث عن بديل ENKS

وفي إشارة إلى موقف دولة الاحتلال التركي من المجلس الوطني السوري (ENKS)، أوضح جولي أن الدولة التركية تعمل جهدها من أجل إفشال هذه اللقاءات، وقال " قبل عدة أيام تسربت معلومة إلى الإعلام، تفيد بأن المجلس الوطني الكردي السوري (ENKS) قد انسحب من ما يسمى بـ "الائتلاف السوري"، ولكن المجلس نفى تماماً هذا الخبر، ولكن الدولة التركية تستعد لمثل هذه الخطوة بأنها بدأت منذ الآن بالتحضير لبديل عن المجلس الكردي السوري في صفوف الائتلاف المعارض، أي تلك المجموعة المسماة بـ " رابطة المستقلين الكرد" بقيادة المرتزق عبد العزيز التمو."

العمل على بناء شكل جديد للمعارضة السورية

كما قال المحلل السياسي وليد جولي في معرض حديثه عن التحولات الجديدة التي من الممكن أن تشهدها الساحة السورية " علينا أن ندرك تماماً أن الشكل الحالي للمعارضة السورية، غير صالح على الإطلاق ليكون للكرد مكاناً فيه، الوضع في عفرين وسري كانيه وكري سبي دليل واضح على عداء الائتلاف للشعب الكردي؛ ولذلك علينا أن نعلم أن الوحدة الوطنية الكردية من شأنها أن تفرض تغييرات جدية على شكل وبينة المعارضة السورية، والتوجه نحو إعادة بناء المعارضة السورية وفق أجندات ووجوه جديدة."