وفاء الشاذلي: تونس عادت كرأس حربة في مواجهة الاحتلال العثماني.. ونهاية أردوغان سيكتبها الكرد

كشفت السياسية التونسية البارزة وفاء الشاذلي عن تفاصيل التدخلات التركية والقطرية في تونس وشمال أفريقيا، بما في ذلك مشروع أردوغان للسيطرة على الجنوب التونسي كبوابة وجسر نحو تغلغله الاستخباراتي والعسكري المتواصل في القارة الأفريقية.

السياسية التونسية تحدثت عن أدوات الاختراق التركي الناعم لشمال أفريقيا والقارة ككل.. وقالت إن تحالف "الدوحة-أنقرة" تحالف من أجل النهب والتجسس والارهاب في أفريقيا.

وقالت المحامية والسياسية والمستشارة الإعلامية التونسية، وفاء الحزامي الشاذلي، في مقابلة صحفية مع وكالة فرات للأنباء ANF، إن بلادها عادت من جديد إلى دورها التاريخي كأول القوى التي ناضلت ضد الاحتلال العثماني للمنطقة وتحررت عنه نسبيا، قبل أن يسلم العثمانيون تونس والجزائر إلى الاحتلال الفرنسي وليبيا إلى الاحتلال الإيطالي. وأكدت السياسية التونسية أن بلادها شهدت ما كان يتصور أنه معجزة، بنجاح المجتمع المدني والقوى السياسية الوطنية في توجيه ضربات قوية إلى "ثنائي الشر" القطري-التركي الذي يسعى لاعادة الاستعمار إلى تونس والتواجد عسكريا على ترابها الوطني والسيطرة على مواردها التي ناضل التونسيون وحارب أباءه المؤسسون من اجل استقلالها عن المحتلين والغزاة.

وفيما يلي نص الحوار:

لقد اكتسب تونس خلال السنوات الماضية دورا ملهما في المنطقة، ولم تكن يوما بعيدة عما يدور في الاقليم، كيف ترون دور تونس وموقعها في مناهضة المشاريع التوسعية التي تستهدف المنطقة من جانب القوى الاقليمية غير العربية وعلى رأسها تركيا؟

طبعا تونس دورها مفصلي ومحوري باعتبارها تمتلك موقع استراتيجي في منطقة شمال افريقيا وهي تعتبر أرض ومقر عبور لكامل البلدان في افريقيا وهي عبارة التاريخ تونس معروفة باسم "تينيست" بمعني البوابة او المفتاح، ولذلك نري عديد من القوى تخطب ود تونس، ان هناك من يريد تركيعها وقد فعلوا ذلك منذ عام 2011 حينما تمكنوا من تركيع تونس اقتصاديًا وجعلوها رهينة الصناديق الدولية وذلك بتعيين وزراء ورؤساء حكومات رهنوا تونس للصناديق الدولية وهذا ما جعل القرار السياسي بتونس ضعيفا. وطبعا كلا نذكر ان تركيا تقوم بدور خطير منذ قبل 2011 بتونس.

تركيا تواجدت اقتصاديا باتفاقيتها التركية- التونسية منذ 25 سنة في عهد بن علي، هذه الاتفاقية التي تعطي لتركيا امتيازات ضريبية في دخول سلعها الي تونس وهذا ساهم بشكل كبير في تعزيز الميزانية، والحقيقة هذه الاتفاقية كانت تنفذ بتونس بصفة عادية لم تكن شرسة، ولكن بعد 2011 اصبحت هذه الاتفاقية شرسة، وعجزت الميزان التجاري لصالح أنقرة، ورأينا ان حركة النهضة الإخوانية التونسية ولائها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لتركيا.

  • هل حركة النهضة لها دور واضح في تحقيق الهيمنة التركية على الاقتصاد التونسي؟

كانت حركة النهضة حريصة علي تعيين وزير التجارة من حزبها حتي تسهل التجارة التركية وحتي تمكن تركيا من السوق وفتح لها سوق كبير بتونس وكنا نطلق اسم مندوب تركيا بتونس علي وزير التجارة، وكان الجميع من المجتمع المدني يتنقد هذا الوزير لتسهيل الاتفاقية التركيا التونسية، وفتح الباب علي مصراعيه مع تركيا تجاريًا نحن لا نصدر لتركيا لكن بالمقابل تركيا تقوم بتصدير كل سلعها إلينا، وحثالة السلع تصل الي تونس، وليست السلع ذات الجودة.

ولذلك اطلقنا صيحة "فزع" منذ سنوات وانا شخصيا أول من اطلق صيحة فزع بالإعلام بتونس ورفضت الاتفاقية التركية في وقت لم يكن الإعلام مهتما بهذا الشأن، ثم بعدها تفجر هذا الموضوع واصبح الإعلام ضد هذا التواجد الإقتصادي التركي بتونس، وعملنا بشكل كبير علي تحجيم هذه العلاقات المفتوحة التي تسببت في غلق مصانعنا، وتسريح عمالنا وتعطيل عجلة اقتصادنا، وبطالة ابنائنا الذين يرتمون كل يوم في احضان البحر بسبب انغلاق الآفاق أمامهم.

لا يخفي علي أحد كيف كانت الدولة العثمانية تركع الدول قبل ان تحتلها عسكريا من لا يذكر سفينة الروزانا في لبنان التي اتت محملة بالبضائع بابخس الاثمان حتي تمنع التجار اللبنانين من بيع سلعهم بل ادت الي افلاسهم ولهذا جائت هذه الاغنية الشعبية "الروزانا- الروزانا" هذه نعتبرها قصة حتي لو انها من باب الاسطورة نعتبرها قصة حقيقة لاننا بتونس نعيش هذه المرحلة من تعجيز اقتصادنا بفعل هؤلاء الاتراك.

اتباع حركة النهضة ماذا فعلوا؟ كانوا يوصموننا "بفرنسا" ويقولون نحن أبناء فرنسا، في الحقيقة ظهر ان عملاء فرنسا هم ابناء حركة النهضة لان عندما اصدرت كتلة بالبرلمان اسمها ائتلاف الكرامة لائحة اعتذار من فرنسا اول من رفض التوصيت علي هذه اللائحة هي حركة النهضة يعني هذه الحركة لا يمكن لها ان تزايد علي وطنيتنا عندما نرفض الاتفاقيات الاقتصادية مع تركيا، وقد ظهر "بالمكشوف" انهم عملاء لكل الاجانب اي اجنبي يمكنه ان يساعدهم علي الانقضاض علي الكرسي بتونس هم عملاء له، ويعملون لصالحهم، ويبيعونهم السيادة التونسية، واقتصاد تونس، لاي كائن من كان، المهم ان هذا الأجنبي يساعد حركة النهضة علي التشبث بالكرسي.

  • هل توقفت تحركات تركيا وتعاونها مع الحركة الاخوانية على القطاع الاقتصادي فقط؟

حتي في وزارتي الدفاع والداخلية، بدأت بعد 2011 بالهبات ببعض المعدات العسكرية وبعض السيارات الأمنية في شكل هبة، ثم تغلغلت في مفاصل هاتين الوزارتين لنري صفقات أسلحة مع تركيا، وهذا لم نكن نستسغه وانتقده عدة خبراء عسكرين بتونس باعتبار هذه الاسلحة المصنوعة بتركيا هي غير ذات جودة، واثبتت عدم نجاعتها، ورغم هذا نجد تواصل عملية شراء اسلحة من تركيا وصل الأمر بوزارة الدفاع انها كانت تخير صفقات حتي في ملابس الجيش وأغطية من تركيا، وهذا انتقدته بشدة في الإعلام والحقيقة وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي سمع هذا النداء الإعلامي وأبطل هذه الصفقة، ورجع الامر علي شكل مناقصات مع مصانعنا التونسية التي عادت لتصنيع هذه الملابس.

 وكذلك شراء طائرات الدرون في صفقات مع تركيا يعني تركيا اصبحت تسيطر علي كل كبيرة وصغيرة في مفاصل الدولة وتدخل معنا من الباب العريض اقتصاديا، وهذا يخيف الشعب التونسي، ويسهل عليها حتي ان يمكن ان تنقلب علي نظامنا بتونس وهذا لا نطمئن اليه، كيف ان نجعل رقبة حكمنا في ايد هؤلاء الاتراك الذين لهم اهداف توسعية في شمال افريقيا واطماع بشرق المتوسط والمياه الاقليمية بالمتوسط، هم الان علي الحدود التونسية عسكريا ومتوجدين بالغرب الليبي يتنشرون علي الحدود مع تونس كيف لنا ان نجري معهم صفقات عسكرية مشتركة وهم يأتون بالمرتزقة والإرهابيين كيف لنا ان نترك لهم تنصيع ملابس جيشنا وهو من الممكن ان يقع نسخ منها تحت يد المرتزقة الإرهابيين، بجانب انه يتم الباسها للمرتزقة العائدون من سوريا، وقد تقع "لخبطة" علي اساس انهم من افراد الجيش التونسي هذه الفكرة اخافها شخصيا، هي لم تطرح في تونس ولكن لا بد علينا ان نطرح كل شئ. الاتراك يأتون بالمرتزقة كل يوم، تعلمون ان هناك 2500 داعشي تونسي وقع استقدامهم من سوريا إلي ليبيا ومصراته وتم توزيعهم علي 4 مناطق وهذا يعني اقترابهم مع حدود تونس بمنطقة الوطية وهي علي مرمي حجر من تونس، وما نخافه هو ان يكون هذا الاستقدام علي علاقة بالارتباكات الأمنية الواقعة بجنوب تونس تلك التحركات التي تمت من جماعة الكامور الذين وقع اتهامهم بتونس بوجود ارتباطت لهم بتركيا، حتي ان طارق الحداد قائد تحركات الكامور بتطاوين سافر في رحلة مريبة إلي تركيا بعد اعتصام الكامور الأول في 2017 ثم نراه يتحدث رماده وهو يلبس قميص "تيشرت" مدون عليه "Istanbul My City" هذا استفز الناشطين في المجتمع المدني أيما استفزاز، خاصة وان الجنوب التونسي هو حلم من احلام اردوغان.

  • كيف يرى أردوغان الجنوب التونسي، يتداول بقوة بوسائل الاعلام حديث حول طلب تركيا الحصول على شكل من اشكال الوجود العسكري في تونس، وكذلك لمح الأمريكان إلى ذلك عبر تصريحات لقيادة الأفريكوم، كيف يرى المجتمع المدني التونسي هذه المساعي؟

نعم الجنوب التونسي حلم توسعي أردوغاني عملنا على احباطه. باعتباره جاء في أواخر كانون الأول ديسمبر الماضي الى تونس وطلب قاعدة عسكرية من تونس، ولكن خرج الرئيس ونفي انه طلب ذلك، ولكن مؤخرًا خرج جنرال تركي بقناة روسية وقال طلبنا قاعدة عسكرية من تونس ولكنها رفضت، حيث ان اردوغان حضر إلي تونس ومعه وزير الدفاع ورئيس الاركان والمخابرات، وبالطبع هذه التركيبة لا يمكن ان تكون تركيبة اقتصادية، بل هي تركيبة عسكرية، وأتت لاستخدام اراضينا لغدر الشعب الليبي الشقيق، وهنا اطلق المجتمع المدني "صيحة فزع" وقال لا وألف لا لأي تواجد عسكري تركي بتونس وطردنا اردوغان وقلنا له لا أهلا ولا سهلا أيها العثماني، وقلنا له انسي احلامك بتونس ونحن نعي خطورة هذا الرجل بالذات وخطورة احلامه العثمانية.

في الحقيقة عندما اقول نحن بتونس علي وعي، استثني تلك الشرذمة من قطيع الاخوان الذين يعتبرون اردوغان خليفة المسلمين، ويعتبرونه سلطانهم وقائدا للسنة في العالم الاسلامي، هؤلاء طبعا القطيع المغفل، لكن طبعا حركة النهضة وقيادتها يعلمون جيدًا ارتباطات هذا الرجل وعملاته للغرب فهو عميل وينفذ في أجندة امريكية غربية لتفتيت المنطقة العربية، هو ليس بأمير المؤمنين، ولا بذلك الذي يحلم بدولة اسلامية لأجل الدين، هو أبعد ما يكون هذا الرجل عن الدين هو رجل اعتبره منافق، يستغل الدين للسيطرة علي عقول المساكين والأغبياء في العالم الاسلامي، وهو دخل إلي سوريا بهذا المنطق علي اساس ان من يحكم في سوريا هم "علويون شيعة وهم اعداء الله" وللاسف صدقوه، وذلك في بداية المؤامرة التي وقعت على سوريا صدقه العديد من المغفلين، ولكن الان هيهات، اصبح أغلب العرب لا يصدقون هذا الرجل، وعتبرونه يستغل الدين فقط للسيطرة علي ثرواتهم.

طبعا بالنسبة لقدوم اردوغان إلي تونس هو طمعا واضحا في امكانية استغلال التراب التونسي لعملياته العسكرية في الغرب الليبي وبالنسبة للامريكان فعلا هناك تلميح لم يكن بالتصريح وقد اجاب رئيس الجمهورية خلال مكالمته مع ماكرون انه لا يمكن لأحد ان يتجرأ علي طلب قاعدة عسكرية في تونس، وهذا اثلج الصدور، وغير العديد من الأراء تجاه شخص رئيس الجمهورية باعتباره كان يعتبر غامضا ولم نعرف ما هي انتمائته في بداية انتخابه، ولكن بعد تصريحاته حول امكانية استغلال التراب التونسي من تركيا كان حاسما في الموضوع.

وبالنسبة للامريكان هذا الامور تمس السيادة والعقيدة الوطنية التونسية، لان اجدادنا لماذا خاضوا الحروب، حاربوا لأجل استقلال الوطن ثم يأتي في رمشة عين حكام عملاء ليفرطوا في السيادة، طبعا كلا.. لا يرضي الشعب التونسي بهذا ورئيس الجمهورية كذلك لم يرضي بهذا وراشد الغنوشي تبخرت احلامه باعتباره لم يقدر ان ينفذ أوامر اسياده.

  • ما موقفكم من التحركات المصرية في ليبيا واعلان القاهرة الداعي إلى وقف إطلاق النار في ليبيا وبدء مسار الحل السياسي وفقا لمخرجات برلين وجهود الأمم المتحدة محل التوافق بين المجتمع الدولي؟

وبالنسبة لإعلان القاهرة هو طبعا محاولة مصرية لحقن الدماء الليبية هي محاولة لمصالحة ليبية وابعاد الاجنبي عن الشأن الليبي، لكن للأسف قطر تحفظت عليه وتونس فاجأتنا بالتحفظ عليه في البداية رغم مواقف قيس سعيد، ولكننا شجبناه وقولنا كيف لرئيس الجمهورية ان يكون موقفه مع حل أزمة ليبيا، ثم يقع التحفظ مع اعلان القاهرة الذي يتماشي مع مخرجات مؤتمر برلين، ولكن للاسف رأينا ان منذ اتفاق الصخيرات هذه المبادرات السياسية، لم تأتي ثمارها بليبيا وجدنا ان للسلاح قوته، لان هناك اناس معتدية ورأينا مليشيات مسلحة وكتائب ثوار يجب ردعها عسكريا، وبالحقيقة يعني من دول الجوار بشأن الصخيرات بالمغرب في 2015 ارادوا ان يكون الحل ليبيا-ليبيا وفعلا هذا الاتفاق الذي تم علي اساس ان لا يكون هناك صراع بليبيا وان يكون هناك حكومة.

ولكن الحقيقة هذا الاتفاق لو نرجع للتاريخ هذا الاتفاق انقلابي باعتبار ان الصندوق انقلب عليه الاخوان باعتبار ان الاخوان لم يربحوا الانتخابات بليبيا، ولذلك انقلبوا وحملوا السلاح ووقتها اصبحت هناك حكومة في الشرق الليبي، ونري أن البرلمان الليبي انتصب في طبرق وليس بطرابلس كما هو من الواجب ان يكون باعتبار عندما نقول انتخابات هي انتخابات علي كامل ليبيا، وعندما انقلب الاخوان واحتكموا الي السلاح وقتها جاء اتفاق الصخيرات علي اساس تكوين حكومة هذه الحكومة التي انبثقت علي اتفاق الصخيرات، وباركته الامم المتحدة ووقع تعيين فايز السراج الذي لم كان لا يعرفه احد، بين ليلة وضحاها هذا الرجل يصعد ويصبح علي رأس المجلس الرأسي، "بمعني الخبر مخبوز والزيت في الكوز" بالمثل الشعبي التونسي بمعنى أن كل شئ "مبرمج".

فايز السراج من أزمير ووالده تركي، وهناك مؤامرة وقعت على ليبيا وتركيا تم استغلالها من جانب الغرب، باستغلال الاطماع العثمانية من أجل تفتيت الوطن العربي، وهم ايضا لا ينفذون اجندتهم الخاصة، بل الغرب استغلهم كما يستغلهم ويساومهم بالملف الكردي، يتحكمون بأردوغان بهذا الملف، وهو نقطة ضعفهم، هذه القومية المضطهدة من الجميع، ويجب ان تطفو من جديدة على السطح قضية الكرد، واليوم اصبح هناك مزيد من المتعاطفين مع الكرد وقضيتهم، أكثر من ذي قبل، وخاصة مع هذا الاعتداء التركي على المنطقة العربية وشمال أفريقيا.

يعني الحقيقة ان لا اثق كثيرا بالاتفاقيات والمبادرات، كما رأينا سابقا في اتفاق الصخيرات، على انه الحل النهائي لليبيا، ولكن هناك شيطان يكمن في تفاصيل الاتفاق، وهذا الاتفاق اوصل ليبيا الي الاحتلال التركي، لأن اليوم ما يقع في طرابلس هو احتلال والقانون الدولي يسمي هذا التواجد احتلال، واردوغان حاول تشريعه باتفاقية عسكرية واتفاقية علي الحدود البحرية ولكن رغم ذلك لا يمكن ان نغطي عين الشمس بالغربال.

  • هل توقفت التحركات التركية والقطرية في تونس نتيجة للانتفاضة الوطنية التي تقودونها ضد اطماعهما؟

بتونس منذ شهرين تقريبا حاول رئيس مجلس النواب الاخواني راشد الغنوشي، تمرير اتفاقيتين احدهم مع تركيا واخرى مع قطر بانشاء صندوق للتنمية قطري، واتفاقية جديدة تركية انا اسميها "الاتفاقية الاستعمارية" وهي اتفاقية مهانة وذلة للتونسين ورفضناها بكل قوة وهددنا بحصار البرلمان وكان الشعب التونسي على أهبة حصار البرلمان، ولذلك قام راشد الغنوشي بتأجيلها لعله يجمع مناصرين لها بالبرلمان، ولكن هيهات لأن المجتمع المدني التونسي والاحزاب الوطنية هي واعية بخطورة هذه الاتفاقيتين التي تمس من سلة الغذاء التونسي وتمكن الاتراك من امتلاك الارضي الفلاحية ونحن الذين تحصلنا على الجلاء الزراعي من فرنسا بصعوبة بورقيبة جاهد وناضل مع احرار تونس من أجل الجلاء الزراعي، هل يعقل ان يعطي راشد الغنوشي وزمرته من الفاسدين الاراضي الفلاحية للأتراك على طبق من فضة؟

هل يعقل ان يصدق ان الاتفاقية التركية التي اراد حزب الاخوان بتونس هدفها تمكين اردوغان من الاستثمار وتمكينهم ضمن جملة بنود الاتفاقية من حماية استثمارتهم عسكريا مثل اتفاقية المذلة والخذي والعار بليبيا، وتعاد لنا بثوب جديد في تونس، كذلك صندوق التنمية القطري الذي من ضمن بنوده يمكن قطر ان تستثمر في كل ما تراه هي صالح، ولكن ليس للدولة التونسية ان ترفضها او تعارضها في اي مشروع يعني بشكل آخر قطر المعروفة بتمويل حركة شباب الصومال والارهابيين والثوار والفصائل والكتائب، هذه الدويلة قطر تستثمر في تونس ولا يمكن لاحد ان يقول لها لا ولا حتى حكومتنا، يعني مثلا قطر بامكانها ان تستثمر في مدارس كمدرسة الرقاب التي اكتشفناها، ومدرسة "اغتصاب الاطفال" يعني علي اساس انها مدرسة تدرس القرأن ولكن هي مدارس اغتصب فيها الاطفال، يعني بامكانها ان تعلم اطفالنا الارهاب ويتم ادلجتهم، وتونس لا يمكنها ان تقول لا يعني استعمار قطري تركي واضح لتونس نحن دولة مستهدفة من هذا الثنائي.. ثنائي الشر منذ 2011، ومن قبل هذا العام، يمكن كانت تتم ضمن ظروف شد وجذب مع نظام بن علي، ولكن بعد 2011 اتونا بالوجه المكشوف، على ظهر حركة اخوانية جاءت لتمكينهم من مفاصل الدولة التونسية.

  • ما هي أبرز أدوات قطر وتركيا في التدخل بالشؤون التونسية؟ وكيف تعمل الثنائية التركية-القطرية في تونس وشمال أفريقيا، كما هو الحال في دول ومناطق أخرى على امتداد الاقليم، بل والعالم؟

قطر وتركيا هما خراب اقتصادي وسياسي لمنطقة شمال أفريقية لكامل افريقيا، دخلوا إلى أفريقيا لها تحت لافتة المساعدات والجمعيات الخيرية، وهناك قطر-الخيرية تبني المساكن والمشاريع الكبري تدخل بالعمق بمنطقة شمال افريقيا وكامل القارة، ولكن في الحقيقة هي مساعدات تخريبية والهدف منها تفتيت افريقيا واعادة تشكيل خريطتها من جديد، تحالف قطر وتركيا هو تحالف الشر.. تحالف النهب والتجسس والارهاب، وهذا التحالف هو سم اخترق جسدنا وجسد القارة الافريقية بجميعاتهم ومنظماتهم ومسلسلاتهم تمكنوا منا حتى ثقافيا، حتى اللغة التركية متواجدة جدا الآن على لافتات المحلات الكبرى، واكاد لا اعرف وطني، لقد جائوا على حين غرة، صحيح اننا نطلق صيحات الفزع ولكنهم تمكنوا بفضل عملائهم وخلاياهم النائمة والناعمة الاخوانية بمعني يمررون لنا استعمارا تركيا ناعما، ليس علي الطريقة الليبية عن طريق الحرب والدم، هم تمكنوا منا بنعومة بمراكزهم الثقافية والاستراتيجية وبمنظامتهم وجمعياتهم الخيرية التي تأتي إلى هنا مثل "تيكا" التي تعطي الأموال والمواد الغذائية المعلبة والمساعدات الاجتماعية برمضان وكل المناسبات، موجودة في ليبيا، والشعوب أصبحت محتاجة لهذا النوع من المساعدات، لأنه وصل الافقار والتهميش إلى حد شرس ببلادنا.

الان اردوغان تحدث عن اتفاقيات جديدة مع فايز السراج اتفاقيات اقتصادية حول التنقيب عن الغاز والنفط واقتصاديا يعني أرى وكأن اردوغان يسابق الزمن لاجل ان يستبق الجميع، ويقول لهم انا هنا انا فرضت الأمر الواقع انا لي اتفاقيات مع ليبيا، هو يستبق ما يمكن ان يأتي من اتفاقيات تلغي تواجده، وهو لا يضمن مستقبلا تواجده العسكري في لبيبا، لأن هناك تغيرات عالمية كل يوم، وهو بهذا الجشع والطمع وصل الامر ان خارطة الثروات الليبية هي موجودة بمكتبه، هو ذكرنا بسلاطين العثمانين حين كانوا يرسمون في بلاطهم خارطة ثروات العالم والغنائم وخريطة العالم لانهم كانوا يخرجون للنهب والسلب وليس لأسباب دينية، هم يكذبون وهو ورث الكذب عن اجداده العثمانيين، حينما كان يأتي الجيش الانكشاري ليس للفتح ولكن للسيطرة على ثروات العالم، وحين أتوا إلى تونس لم يكونوا فاتحين بل غاصبين وغزاة محتلين.

  • وأخيرا، في تقديركم.. لماذا أختار النظام التركي هذا التوقيت لقرار آيا صوفيا.. فضلا دلالات عن ما شهدناه خلال صلاة الجمعة الأولى بعد "التحويل" بحضور رئيس النظام التركي وبرفع السيوف فوق المنابر، وصولا إلى "تحويل" كنيسة أخرى مؤخرا؟

الأن يريد أن يظهر من جديد في ثوب خليفة المسلمين وحامي الحكي والدين هذآ الرجل المنافق الكاذب الأفاق هذا الرجل الذي ليس له لا عهد ولا ميثاق هذا الرجل اليوم الذي حول كنيسة أيا صوفيا إلي مسجد كذبا وبهتانا، حتي الرسوم الموجودة  اليوم داخل الكنيس هي رسوم مسيحية لا تمت إلي الإسلام بأي صله، كيف حولها إلي مسجد هذا يدل علي النفاق، هو عرف أن الأغلبية من العرب تفطنوا وأصبحوا علي وعي شديد يكون هذا الرجل تحركه الأطماع ولا يحركه الواعظ الديني، هو منافق كاذب فهمه الأغلبية حتى من قطيع الإخوان لم يعد يعني تنطلي عليهم هؤلاء الأغبياء المخدرين، هم صحيح مخدرين ولكن بفعل ما يقع اليوم من حملات فيس بوك توعويه توضح للجميع من هو اردوغان، وما هي علاقته بالغرب وعمالته والايديولوجية التي تحركه، وحتى قيادته للإخوان المسلمين هي لهدف تركيع الدول لهدف نهب الدول ليس أكثر.

هذا الرجل الذي يتاجر في الجنس في تركيا ويسمح بتجارة الجنس، أكثر قنوات إباحية هي موجودة داخل تركيا، هو الذي يسمح بزواج المثليين، هو الذي يسمح بترويج وبيع الخمور برمضان وشربها بالنهار، هذا الرجل الذي يفتح أبواب القمار يعني هل هذا يمكن أن يكون خليفة للمسلمين، لا يمكن. عليه ان ينزع جبة الدين لأنها اصحبت مضحكه هذه الجبة هو إنسان يحاول أن يستغفل ويستهتر بالعقل والذكاء العربي، ولكن المسلم والعربي أصبح يعلم من هو هذا الرجل لم تعد تنطلي هذه الحيل، حتي يعني محاولته استرجاع شعبيته في بالداخل والخارج بتحويل ايا صوفيا الى مسجد هي في الحقيقة رجعت عليه باللعنة أكثر من رسائل الشكر، الأغلبية نراها الأن تشتمه، لماذا تحول هذه الكنيسة؟ انت مساجدك فارغة بداخل تركيا، ماذا تفعل بكنيسة جديدة؟، ما هي الرسالة التي ترسلها؟ هل انت ترسل رسالة للغرب وتقول لهم من حقكم أن تحولوا المساجد إلى كنائس أيضا في المقابل، أردوغان عميلهم طبعا ويعطيهم الذرائع.

بالنسبة لمسؤول الشؤون الدينية حين نراه حامل لسيف محمد الفاتح طبعا لا نستغرب هؤلاء من نفس الطينة من نفس حزب العدالة والتنمية الإخواني، هؤلاء ديدنهم ما هو الكذب والنفاق وتخدير الأتراك بالداخل بالدولة العثمانية وبالأرث العثماني وبالوهم العثماني وبمحمد الفاتح، وعلي أساس ما يفعله اردوغان لتكوين امبراطورية تركية قوية تعيد "أمجاد" الماضي، تعيد أمجاد محمد الفاتح تعيد أمجاد ال عثمان هو تلبسه روح ال عثمان هذا الرجل، ولكن لن يبلغ الجبال طولا، لأننا علي وعي من هو هذا الرجل.

كيف يسعى النظام التركي إلى احياء شكل من اشكال العداء بين دول شمال أفريقيا وفرنسا من اجل تحقيق مطامعه.. وسيما بحديثه المستمر عن الحقبة الاستعمارية في الجزائر على سبيل المثال؟ واستغلاله للنزعة الدينية؟

القلة القليلة فقط من الانتهازيين واصحاب المصالح الآن  يصدقونه  ويمجدونه ولكن الأغلبية هي تقف ضد تغلل هذآ الرجل ببلداننا حتى لو تمكن علي حين غره من أوطاننا اقتصاديا، ولكنه لن يقدر ان يتقدم كثيرا الى الأمام سيصطدم بالصخرة الصماء وأسمها شعوب شمال إفريقيا ارجعوا الي تاريخ تونس ارجعوا الي ثورة علي بن غذاهم، من لا يعرف التاريخ، لا يعرف شيئا عن تونس وعن الإصرار التونسي.

نحن من رفضنا ارسال الجباية الى الاستانة.. الى الباب العالي، لتلك الثورة العظمية من تاريخ تونس ثورة علي بن غذاهم الذي رفض وأجبر القبائل علي العصيان والتمرد علي الأتراك، وعلى البيات العثمانيين، والحقيقة تونس تحصلت علي نسبيا  استقلالها مبكرا مقارنة بكامل الدول العربية، وأصبحت صورة العملة عليها تونسيون، وليس أتراك، أصبحنا مستقلين نسبيا بين أوائل الدول المستقلة عنهم، وتحصلنا على استقلاليتنا النسبية منهم لكن ضعف الاقتصاد التونسي في القرن التاسع عشر هو ما أوصل الى انتصاب الحماية الفرنسية، لأننا.. يعني كنا مستضعفون بفعل هذا الاحتلال التركي لتونس رغم اننا شعب له تاريخ نضالي ضدهم، لكنهم سلمونا الى الفرنسيين، ماذا نتذكر لهؤلاء؟ نتذكر لهم أنهم سلموا تونس والجزائر الفرنسيين وسلموا ليبيا إلى الإيطاليين.. هؤلاء هم الأتراك.

ما رأيكم في مساعي تقليم اظافر حركة النهضة سياسيا في تونس، وهل تعتبرون أنها مساعي كافية حتى الأن لإزالة التمكين أو ما يمكن تسميته أخونة الدولة، وهل تعتبرون انه يمكن ان يتم مواجهة الأخونة بصورة شرعية ديمقراطية؟

بالنسبة إلى "أخونة الدولة" فعلا لقد تمت أخونة تونس منذ 2011، والتوافق بين الرئيس السابق المرحوم القائد سبسي وحركة النهضة بعد فوز حركة نداء تونس التي ترشحت ضد حركة الاخوان ووعدت الناخب التونسي بمراجعة التعيينات وقطع دابر تعيناتهم داخل الادارة التونسية والوزرات، ولكن للأسف تراجع المرحوم باجي قائد السبسي وتحالف معهم هذا التحالف مكنهم من التغلغل الآن.. رأينا حكومة تصريف الأعمال بقياده الياس الفخفاخ بدأت بإقالة ستة وزراء من النهضة، وبإقالة عدة مستشارين وتراجع في تعيينات لعدة مديرين، يعني نري أنه عندما تتوفر الإرادة السياسية في تونس، تقع المعجزات وليس اعجازنا ان يقع قطع الطريق على تمكين الاخوان من تونس هذا ليس صعبا، ولكن للأسف شرائهم للذمم، وتواجد عملائهم والانتهازيين الذين للأسف، لا يؤمنون بالدولة الوطنية، وليس لهم عقيدة وطنية قوية، هذا ما يجعلهم ضعاف أنفس، ويعني تركوا تونس لقمة سائغة، لهذا التنظيم السرطاني الخبيث.

في ظل خطورة مشروع العثمانية الجديدة واستهدافه لكامل المنطقة بل واتخاذها بوابة نحو التمدد في أفريقيا، وبحثا عما يسميه إرثا عثمانيا..نجد أن الاحتلال العثماني ارتكب ظلما تاريخيا ليس فقط بحق العرب الذين استعمرهم لمئات السنين، ولكن بحق مكونات قومية أخرى بالمنطقة كالكرد والأرمن وغيرهم.. كيف ترين ضرورة العمل المشترك بين تلك القوميات حاليا لمواجهة العثمانية الجديدة التي لا تتورع عن ارتكاب نفس الفظائع التي ارتكتب ضد مختلف شعوب المنطقة في الماضي؟

الكرد هم من سيضعون النهاية لمشروع أردوغان التوسعي والمسألة الكردية هي نقطة ضعف دولة الاحتلال التركية. ونرى أنهم شعب مضطهد ويدفع ثمن احلام أردوغان التوسعية وممارسات طغمته الحاكمة. وتركيا لا تتورع في استخدام كل سلاح ضدهم حتى في ظل الوباء.

هل مصادفة أنه بينما اثيوبيا تعمل بجدية على محاصرة مصر مائيا بسد النهضة، وتقوم تركيا بخنق السوريين في الحسكة وبالذات في شمال شرق سوريا بقطع المياه والكهرباء بشكل يرتقي إلى جريمة حرب، ونفس الجرم تقترفه تركيا بالغرب الليبي في حق المواطنين الليبيين، من يقف وراء كل هذا الجرم؟ فالمخطط واحد وهدفه اغتيال المنطقة العربية باستعمال البيادق، هذا الإجرام في حق الشعب الليبي وفي حق تراب ليبيا الذي اغرقه أردوغان بالارهابيين يقبض ثمنه بما يناهز 35 مليار دولار من فايز السراج، وبعد اختناق الحكومة بفعل غلق النفط وإحتضار الإخوان والغضب الشعبي الذي اندلعت شرارته في مناطق متفرقة وبالذات في مدينة الزاوية، يأتي اتفاق جديد لتكون سرت عاصمة المجلس الرئاسي الجديد! فهل يكون هذا الاتفاق هو بداية الحل والتوافق بين الفرقاء ام هو إجهاض لبداية تحرر الشعب الليبي، وقطع الطريق أمام تشكل دولة وطنية بجيش وطني؟؟! وتمديد لأنفاس الإخوان والسطوة الغربية على ليبيا؟ لست من أنصار الانظمة السابقة بالمنطقة، لكنني أقولها واتحمل المسؤولية في الليلة الظلماء يفتقد البدر، فالقذافي مهما احترزنا او تحفظنا على ممارساته او اختلفنا حول شخصه كان وطنيا ومنع كل يد مستعمرة من العبث بليبيا!.