معهد دراسات أمريكي يحذر من عودة قوية لـ "داعش"

قال معهد دراسات الحرب الأمريكي في تقرير حديث له إن احتمالات عودة تنظيم "داعش" الإرهابي في كل من العراق وسوريا تظهر بشكل متزايد في الآونة الأخيرة.

"على الرغم من خسارته لمساحات جغرافية كبيرة في سوريا والعراق إلا أن داعش يعتبر أكثر قوة من سلفه تنظيم القاعدة خلال عام 2011" بهذه الكلمات افتتح معهد بحوث أمريكي مختص بدراسات الحرب تقريره الجديد عن تنظيم "داعش" في سوريا والعراق بعد أشهر من الهزيمة العسكرية التي تعرض لها "داعش" على يد قوات سوريا الديمقراطية في آخر نقاطه بمحافظة دير الزور السورية.

وحذر التقرير من عودة أكثر خطورة لتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا أنه "يحضر لاستعادة أراض في سوريا والعراق، وبشكل أسرع".

وبيّن التقرير الذي أعده معهد دراسات الحرب بواشنطن، أن "داعش" لا يزال يحتفظ بشبكة مالية عالمية تمول عودته، وتمكنه من إعادة هيكلة عملياته للعودة، مضيفاً أن زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، كان "يعمل بشكل ممنهج على إعادة تشكيل التنظيم، للتحضير لموجة جديدة من العنف في المنطقة".

واستطاع التنظيم الإرهابي من المحافظة على عدد كاف من الأسلحة والتجهيزات في شبكة من الأنفاق ومناطق دعم أخرى، بهدف تجهيز قوات جديدة.

وقال التقرير إن "داعش"، فرض ضرائب على السكان، مما أدى إلى نزوح عدد كبير منهم، وبذلك سيطر على جيب صغيرة من الأراضي في العراق بحكم الواقع.

أما في سوريا، فالوضع أصعب بسبب وجود قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن، وكذلك وجود الجيش السوري، فضلا عن جماعات مسلحة أخرى ليس من مصلحتها عودة التنظيم الإرهابي.

وأكد التقرير أن التباطؤ في مكافحة "داعش"، منحه فرصة للتخطيط للمرحلة الثانية من الحرب، مؤكدا أن هذا التباطؤ قد يساعد على تمدد التنظيم في كل من سوريا والعراق مرة أخرى.

ووجه التقرير تحذيرات من إمكانية أن يقوم "داعش" بإعادة تشكيل قدراته الأساسية نهاية العام الماضي، مما قد يمكنه من شن هجمات أكبر في الأشهر المقبلة.

ونوه التقرير أيضا إلى إمكانية "داعش" شن سلسلة من الهجمات في أوروبا، معتبرا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخطأ بالإعلان عن القضاء على التنظيم، ومغادرة القوات الأميركية لسوريا.

ودعا التقرير الولايات المتحدة لاتخاذ تدابير عاجلة لتقويض إعادة ظهور "داعش" في العراق وسوريا، ولتوسيع عمليات المساعدات الإنسانية للتخفيف من جاذبية التنظيم الإرهابي الذي يستغل هذه النقطة.

جدير بالذكر أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت في بداية العام الجاري من احتواء تنظيم "داعش" الإرهابي وإنهاء وجوه العسكري في محافظة دير الزور السورية التي كانت تعتبر آخر معاقله بعد انحسار مناطق سيطرته بشكل تدريجي نتيجة للمعارك المتواصلة منذ خمسة أعوام.

وتواصل قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بملاحقة فلول عناصر التنظيم في كافة المناطق المحررة للقضاء عليه بشكل نهائي.