مظلوم عبدي للجارديان: "الهول" قنبلة موقوتة توشك على الانفجار

جدد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، التأكيد على خطورة الوضع في مخيم الهول، مؤكداً أنه بمثابة قنبلة موقوتة توشك على الانفجار.

حذر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في تصريحات لصحيفة الجارديان البريطانية، من خطورة الأوضاع المتعلقة بمخيم الهول، داعياً إلى ضرورة العمل على إيجاد حلول للوضع الراهن.

وقال عبدي في تصريحاته للصحيفة البريطانية: "إنه قنبلة موقوتة توشك على الانفجار. ليس هناك حل سهل".

وأوضح عبدي أنه "وحتى لو أُرسل الأجانب إلى بلدانهم، فإن معظمهم من المحتجزين السوريين والعراقيين، وإذا لم يتم إعادة تأهيلهم فإن ذلك سيشكل مشكلة لسنوات عديدة مقبلة".

وتقول الكاتبة البريطانية بيثان ماكيرنان، التي زارت المخيم وتجولت بين جنباته إن هناك مشكلة كبيرة فعلاً في الهول، الذي يمكن رؤية المساحة الشاسعة منه من على بعد أميال على الطريق المؤدي إلى المخيم من الغرب، حيث تمتد الخيام البيضاء التي تأوي النساء المشردات وأطفال تنظيم داعش، مُشيرة إلى أنه وداخل المخيم وفي عمق القسم المخصص للأجانب والخارج عن سيطرة الحرس في المعسكر، أصبح جبل باغوز (كما تطلق عليه زوجات الدواعش في المخيم) مكاناً تُزرع فيه بذور عودة داعش.

وتؤكد الكاتبة أن هؤلاء النساء (الداعشيات) وحوش يزرعن بذور خلافة جديدة في مخيم من الجحيم.

ويلفت التقرير إلى التقارير التي صدرت مؤخراً عن البنتاغون والأمم المتحدة والتي ترجح أن التنظيم يستعيد عافيته، كما يصف مسؤولون أمريكيون التنظيم بالنشيط جدا داخل المعتقلات، وأنه يتخذها كحاضنات مؤقته لتفريخ جيل جديد من المتشددين.

ويُشيى التقرير إلى أن مدينة الهول كانت منذ عام 2016 موطناً لحوالي عشرة آلاف عراقي وسوري فروا من داعش. ولكن خلال المعركة التي دامت أسبوعا في باغوز، غمر المخيم بـ ٦٤ ألف امرأة وطفل غير متوقَّعين، معظمهم على علاقة بالتنظيم الإرهابي.

ويلفت التقرير إلى أنه ومقابل ذلك لا يوجد سوى 400 حارس لحفظ النظام على آلاف النساء، ومن بينهن حاقدات عازمات على مهاجمة الجنود الكرد والعاملين في مجال المعونة، فضلاً عن أي شخص في المخيم لا يطيع القواعد الصارمة لتنظيم داعش أو يشتبه في أنه يتجسس لصالح قوات سوريا الديمقراطية.

وقال مسؤلو المعسكر إن امرأتين على الأقل في الداخل قُتلتا على يد أكثر المحتجزين تطرفاً. وفي الشهر الماضي، خنقت امرأة أذربيجانية حفيدتها البالغة من العمر 14 عاماً حتى الموت لرفضها ارتداء النقاب خارج خيمتها. كما أبلغت منظمة يزدا، وهي منظمة إيزيدية، عن اختفاء امرأة يزيدية قُتلت مؤخراً في الهول.

ورغم عدم السماح لأي من النساء بالحصول على هواتف محمولة، فقد ظهر في الأسابيع الأخيرة شريطا دعاية من المخيم يتعهد فيه الأطفال بالولاء لتنظيم الدولة الإسلامية أمام العلم الأسود للجماعة. وقد أصبح احتجازهما في ظروف ساخنة ومكتظة وغير صحية صرخة حشد لمؤيدي داعش عبر شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لتنظيم داعش.

وقال أحد سكان الهول: "كما لو أن الحياة في هذا المكان لم تكن سيئة بما فيه الكفاية لأن هؤلاء النساء وحوش".

وأضاف "لا أستطيع الحصول على الدواء الذي أحتاجه لابني عندما يكون مريضاً، المراحيض تفيض. وحينئذ تحرق هؤلاء النساء خيمتك وتضرب أولادك لمجرد أنهن تستطعن ذلك".

وتُشير الكاتبة في تقريرها إلى أن "المُخيم مُحاط بسياج ويراقبه قسد وقوة شرطة محلية تعرف باسم الأسايش، ولكن رغم أسلحتهم الهجومية من طراز AK-47، فإن كلاً من الحراس وسكان المخيم على حد سواء يعرفون من يحتفظ بميزان القوى في الداخل".

وتلفت إلى أن مجموعة أساسية من النساء التونسيات والصوماليات والناطقات بالروسية تصدرن أوامراً إلى النساء الأخريات في المخيم، حتى أنهن استخدمن السكاكين الموجودة داخل أطقم المطبخ التي وزعتها منظمات المعونة في مهاجمة القوات القائمة على المخيم، التي يفوق عددها. وفي حادث وقع الشهر الماضي، توفي جندي متأثراً بجراحه في المستشفى وأصيب جنديان آخران بجروح خطيرة في هجمات بالسكاكين.

ونقلت الصحفية البريطانية عن رئيسة الأمن في المعسكر، كيف أن كدمة كبيرة باللون الأصفر والأرجواني غطت ذراعها العلوي، تسبب بها أحدهم في المخيم عندما عضها، لافتة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك، لافتة إلى أن "أسوأ شيء هو عندما تشجع النساء الأطفال على رمي الحجارة. يخبرونهم أننا قتلنا آبائهم ودمرنا منازلهم فالتعامل مع آلاف الاولاد العنيفين صعب جداً".

وبعد استعراض طويل للوضع في المخيم نقلت الصحيفة عن العديد من المسؤولين المحليين قولهم: إن الجهود جارية لتفكيك المخيم لجعله بحجم يسهل السيطرة عليه.

وقال العراق إن مواطنيه البالغ عددهم 31 ألفاً سينقلون إلى المخيمات العراقية، ولكن جماعات الحقوق قلقة من استمرار المشاكل نفسها عبر الحدود، وقد تأخر النقل عدة مرات.

فقد أعادت قلة من الحكومات الأخرى مواطنيها إلى أوطانهم، ولكن بعضهم ــ بما في ذلك بريطانيا ــ متردد في إعادة هذه الأسر إلى أوطانها.

وقالت إليزابيث تسوركوف، زميلة في معهد بحوث السياسة الخارجية الكائن في فيلادلفيا: "إن الديناميات داخل المخيم غير صحية إلى حد لا يصدق. يحتاج كل سكان المخيم إلى حل مختلف، ينبغي على لبلدان أن تستعيد أسر المقاتلين الأجانب التابعين لتنظيم داعش وأن تستثمر الموارد في جمع الأدلة المتعلقة بجرائم النساء المحتملة".

ولفتت إلى أن التقدم على جميع الجبهات بطيء جداً، ومع ذلك فإن كل يوم يقضيه "الأشبال السابقون" للخلافة في الهول هو يوم آخر من طفولتهم، الأمر الذي يزيد من صعوبة كسر حلقتي التطرف والحرمان.

 

ونقلت تجربة صبي من ترينيدادي (جنوبي الكاريبي) يبلغ من العمر 15 عاماً، أخذه والده إلى سوريا في عام 2014. وفي الأيام الأخيرة من معركة باغوز، أجبره داعش على القتال وكان محظوظاً لأنه هرب إلى الحول حياً. والده وأشقاؤه موتى وهو الآن يمضي أيامه في تعليم نفسه الرياضيات من كتاب مدرسي معذب في أحد بنايتي الأيتام الصغيرتين في الهول.

ويقول: "أمي تعرف أنني هنا فأفتقدها كثيراً.. اسأل باستمرار: لماذا لا استطيع العودة إلى البيت؟ لكن لا أحد لديه إجابة حقيقية".

وأخيراً فإن الأوضاع الراهنة في المخيم تستدعي تحركاً كبيراً من أجل تدارك الوضع الراهن والذي يحذر بانفجار كبير، كما أنه على المنظمات الدولية لشؤون اللاجئين والأمن أن تبحث في إيجاد حلولو لهذا المخيم وأوضاعه الخطيرة.