مستشار الجيش الليبي: تركيا وقطر مسؤولتان عن الإرهاب في ليبيا و"السحر" سينقلب عليهما

كشف الدكتور عبدالله عثامنه كبير المستشارين والمبعوث الخاص لرئيس الاركان العامة للجيش الليبي، المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب الليبي، كواليس استمرار التدخل التركي والقطري لاستدامة الفوضى في بلاده.

وقال "عثامنه" وهو أيضا رئيس اللجنة السياسية والاعلام الخارجي والعلاقات بالمؤتمر الوطني العام والجامع الليبي-الليبي، في حوار خاص لوكالة فرات للأنباء ANF خلال زيارته هذا الاسبوع للقاهرة، ان مبادرة فرنسا لحل الازمة تمثل محاولة للانفراد بالمشهد الليبي ولذا لم تجد دعما دوليا بل معارضة وخاصة من ايطاليا، مشددا على اهمية الدور المصري في توحيد المؤسسات الليبية، وحذر من استغلال الميليشيات والقوى المحسوبة على الاسلام السياسي المدعوم من قطر وتركيا لبعض الاحداث للوقيعة بين البلدين، فإلى نص الحوار.

  • كيف تابعتم الصراع المعلن بين فرنسا وايطاليا مؤخرا حول التدخل في الشأن الليبي؟

هناك تغير في المزاج الدولي، وهذه الدول تلعب بشكل مكشوف، ولكنها لم تقدم لليبيين شيء ايجابي، وتريد ان تصبح بديلا لإرادة المجتمع الدولي ممثلة في مجلس الأمن والامم المتحدة. وحتى المبعوث الأممي غسان سلامة قدم مغالطات وتناقضات في احاطته الاخيرة بمجلس الأمن وتجاهل الدور العربي وتعامل من خلال احكام مسبقة وازدواجية معايير، كما انه اسند الحوار وجمع المعلومات الى مركز الحوار الانساني في جنيف وكأنه بديلا عن الأمم المتحدة، ولم يكن هناك التزام بالاطار الزمني لمبادرته ولا بالمبادئ التي طرحها.

وفرنسا تستميت على انجاح مبادرتها، وهي تحاول تعويض التخبط الذي قامت به ايطاليا، وهدفها هو ايجاد موطئ قدم لها في الجنوب الليبي، والمبادرة الفرنسية لم تلقى دعما من الدول الكبرى لأن الجميع يراها محاولة للانفراد بالملف الليبي.

  • اذاً.. ما هي رؤيتكم للحل في ليبيا؟ اذا كانت المبادرة الفرنسية القائمة على التعجيل بالانتخابات نهاية 2018، لا تلقى دعمكم؟

هناك سيناريوهات عديدة وواضحة وجلية، اما ان يتم اصلاح اتفاق الصخيرات ونعمل به بعد اصلاحه، او ان تحدث الانتخابات قبل نهاية هذا العام، او ان نشكل مجلس رئاسي مصغر، أو ان يتم انتخاب رئيس للبلاد يشكل حكومة فعالة من التكنوقراط وتشرف على المرحلة الانتقالية التي يصدر فيها الدستور وتجرى فيها الانتخابات البرلمانية والرئاسية. ويرى رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح ضرورة اختيار رئيس الدولة الذي يتحمل الامانة الوطنية ويقود الفترة الانتقالية، وتلغى كل الكيانات الاخرى، الى ان يقوم هو وحكومته بتشكيل المؤسسات الشرعية الدائمة والموحدة.

  • كيف يقوم الاخوان والميليشيات الاسلامية بالإساءة علاقات البلدين ومحاولة الوقيعة بينهما؟ وخاصة بعد اثارة قضية واحة جغبوب؟

يختلقون الشائعات في علاقات البلدين من خلال استغلال اي تطور يحدث، وموضوع واحة جغبوب او اثارة الملف الحدودي ليس أول مرة يقومون بها، ورغم ان هذا الامر منتهي منذ ترسيم الحدود عام 1925، وانا لا اريد ان اخوض في هذا الامر، ولا اهتم به، ولكني قرأت خلال زيارتي للقاهرة في الصحف المصرية ان هناك محكمة في هذا الموضوع او دعوى قضائية من جانب محامي، ولذلك واحتراما للقضاء المصري دعنا ننتظر ونسمع حكم هذه المحكمة، وبعد ذلك لكل حادث حديث، ولكن الشق الذي يتعلق بجغبوب والقضية هذه متروكة للتحكيم سواء محلي او دولي والى اخره، ونحن نشترك مع شقيقتنا مصر في حدود مرسومة ومعروفة، وان كانت هي حدود استعمارية تنظيمية للعالم، ونتمنى ان تزال هذه الحدود كلها، كما اشار الزعيم الليبي السابق الذي كان يتمنى الا توجد بوابات وحدود بين الدول العربية، وفعلا لا حدود بيننا، اما استغلالها فهو بلا شك توظيف كبير لمثل هذه الهفوات والقضايا لأنها تحقق للطرف المغرض الارهابي اغراضه، لأنه لا يريد ان يوجد اي وئام بين مصر وليبيا.

ودعني اقول لك ان مصر لن تسمح لهؤلاء بالقيام باستغلال هذه الامور، وخاصة ان هناك ارادة سياسية قوية للاضطلاع بدور فاعل في تسوية المشكلات في ليبيا.

واذا بحثت ستجد ان وسائل الاعلام المحسوبة على تركيا وقطر والتي تبث من هاتين الدولتين هما اكثر الاطراف استغلالا لكل لإحداث ومنها واقعة جغبوب من اجل الوقيعة بين القاهرة وطرابلس، فضلا عن الدعم اللامتناهي للتنظيمات الارهابية ومساعيها للسيطرة على مقدرات الليبيين.

  • ماذا عن مشاركة تركيا وقطر في استدامة الفوضى في ليبيا؟

محاولاتهم في ليبيا استمرارا لمحاولاتهم التي فشلت في مصر، ومن ثم كانت مشاركتهما في الاطاحة بالنظام السابق، ثم جاءت سياستهم تحت مظلة دعم ليبيا ولكن لم يأتنا منها سوى البلاء، وذلك من خلال تمويلهما للإرهاب في ليبيا، ولكن انخراط الاطراف الدولية والاقليمية في الوضع في ليبيا وادراكهم لمدى خطورة الدعم القطري والتركي للإرهاب، فضلا عن دور الوطنيين الليبيين، قد ادى الى انحسار نفوذ المجموعات الارهابية التي يدعمونها في ليبيا، وقد ظهر دعم قطر مؤخرا للميليشيات التي حاولت السيطرة على منطقة الهلال النفطي، فضلا عن الادلة الموثقة على شحنات السلاح التركي للميليشيات الارهابية.

  •  هناك اطراف ليبية تقول ان تركيا وقطر شاركتا مثل الدول التي شاركت في الاطاحة بالنظام الذي ثار عليه الليبيون، فهل هذا واقعي؟

منذ 2011 هناك مشاركة قطرية تركية ومشروع محدد لم يستهدف فقط الاطاحة بمعمر القذافي كشخصية وطنية ليبية بدوية اصيلة، ولكن هدفهم كان ضرب ليبيا ودول المنطقة، وتمالكت مصر نفسها وتونس نوعا ما، وفي الجزائر حدث صراع عنيف بين الاسلام السياسي وجنرالات الجيش، ولكن الضحية في المنطقة كان الشعب الليبي، لفقر المفهوم المواطنة والوطنية وعدم وجود قدرات للقيادات السياسية لكي تستوعب المؤامرة، وتوظف كل المتغيرات لتحقيق الثوابت والاسس الوطنية، واعترف انه حدث نوع من الضعف في فهم السياسة بعد ثورة فبراير، وسرعان ما تمت قيادتنا للميكنة الاعلامية الجزيرية والتركية (نسبة لقناة الجزيرة القطرية)، ونحن نحاول قدر الامكان تدارك نفسنا.. ولكن تركيا وقطر لديهما تدخل واضح ومستمر، ومازالوا يقومون بدعم هذه الجماعات الارهابية بالأموال والاسلحة وايجاد اوعية مكانية لهم في هذه البلاد، ولكن السحر سينقلب عليهم قريبا، وبدأ بالفعل.

  •  لكن البعض يقول ان اتهاماتكم لتركيا وقطر مجرد اتهامات مرسلة ولم يحدث تحرك ملموس في هذا الصدد؟

هناك ادلة موثقة وشخصيات كثيرة تم القبض عليها وهناك اعترافات مسجلة لهم، بل وشحنات اسلحة كاملة ومخازن تم العثور عليها في عمليات الجيش ضد الميليشيات الارهابية، وهناك معدات واجهزة تجسس واسلحة تثبت تورط تركيا وقطر في دعم الجماعات الارهابية وحتى الاسلامية التي تمارس العنف بالسلاح والقوة للوصول للسلطة، ففي منطقة برقة بالكامل هناك وئام اجتماعي كامل ولكن أنظر ماذا صنعوا فيها، اسسوا انصار الشريعة واوجدوا داعش فيها وهذه التيارات وجعلوها على صفيح ساخن، بينما المنطقة الغربية في ليبيا ذهبوا الى تنمية الصراعات الاثنية والعرقية والقبائلية والمناطقية لأن المنطقة متفككة اجتماعيا، وفي الجنوب خلقوا نوع اخر وهو بديل للمكون الثقافي والشخصيات والمطامع التشادية والنيجيرية سواء من خلال التبو والطوارق الموجودين هناك او المحاميد ومن لديهم تواجد في هذه الدول المحيطة بليبيا. والطمع التركي والقطري يريد ان يصل الى خيراتنا واراضينا وثرواتنا، ولكن نحن لهم بالمرصاد ولن نسمح لهم باستغلال الفوضى لإيجاد موطئ قدم لهم.