مجلة أمريكية: لا يمكن الوثوق بتركيا للتحقيق في قتل خاشقجي وهي "سجّان الصحفيين"

قالت مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو» الأمريكية في تحليل لها إن الطريقة الراهنة التي تدير بها تركيا التحقيقات في مقتل خاشقجي لا يمكن أن تؤدي إلى العدالة.

كشف مقال تحليلي في مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو» الأمريكية عن الأسباب التي تجعل من غير الممكن الوثوق في تركيا للتحقيق في جريمة خاشقجي، وقال الكاتب جيول سايمون إن معظم ما نعرفه على قضية قتل الصحفي السعودي جاء من جانب السلطات التركية، وتم تسريب التفاصيل الأساسية حول الجريمة إلى وسائل الاعلام الموالية للحكومة، من أجل جذب الاستياء العالمي حول القصة، لكن مع ظهور الطرود المتفجرة في الولايات المتحدة وتفجير الكنيس اليهودي على يد متعاطف مع النازية، اختفت قصة خاشقجي من الصفحات الأولى للصحف، على الأقل في الولايات المتحدة.

ويجادل الكاتب بأن تغير التركيز الاعلامي لصالح قضايا أخرى في الولايات المتحدة، يعني ان العدالة في قضية قتل خاشقجي سوف تعتمد بصورة أكبر عن التحقيق المنهجي والنظامي وبدجرة أقل على الاستياء العالمي، وفي حين ان السلطات التركية قامت بعمل موثوق به إلى حد ما حتى الأن، إلا أن نتائج تحقيقاتها متضاربة جدا وبعيدة عن الوصول إلى خلاصة ناجحة في نهاية المطاف، بينما العدالة في مثل هذه الظروف تعتمد على تحقيق دولي نزيه تقوده الأمم المتحدة.

تحقيقات متضاربة

ولفت الكاتب إلى اعلان النائب العام التركي عرفان فيدان، الأربعاء، عن التطورات الجديدة في التحقيق في جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي، وذلك في ختام زيارة النائب العام السعودي سعود المعجب إلى تركيا، مشيرا إلى تضارب التصريحات بين المسؤولين الأتراك حول جثة خاشقجي بين من يدعي تقطيعها أو تحللها في الحمض.

تركيا.. أكبر سجن للصحفيين

وأكد الكاتب أن السلطات التركية استغلت التسريبات ببراعة لدفع التغطية الاعلامية العالمية للتعاطف وزيادة الضغط على السعوديين، وحتى على الرئيس الأمريكي الذي تغير موقفه تدريجيا، مشددا على أن لدى الأتراك دوافعهم الخاصة للدفع نحو التحقيق، ولكن لأسباب أبعد ما تكون عن الرغبة في تحقيق الشفافية، مضيفا: "يمكننا أن نراهن بأمان على أنه لا علاقة لهم بمصلحة حرية الصحافة أو حقوق الصحفيين. في الواقع ، تركيا هي سجّان الصحفيين الرائدين في العالم ، وفقاً لمعلومات أعدتها لجنة حماية الصحفيين، وأشرف أردوغان على حملة قمع لا تعرف الرحمة على وسائل الإعلام التركية التي استمرت لسنوات".

تركيا تبحث عن صفقة

أعتبر الكاتب أن تحقيقات تركيا العنيفة في مقتل خاشقجي مدفوعة في جزء منها بلعبة قوة ضد منافس إقليمي، على الرغم من أن البعض قد تكهن بأن أردوغان لديه عداء شخصي تجاه ولي العهد، الذي يعتبره متهوراً. و"هو ما يعني أنه قد يكون الهدف النهائي لتركيا هو إجبار السعوديين على التوصل إلى نوع من الاتفاق، والذي قد يتضمن اعترافاً بالمسؤولية والالتزام بالاستثمار في الاقتصاد التركي، الذي يشهد انتكاسات بعد تراجع قيمة الليرة التركية. إحدى العلامات التي تشير إلى أن الأتراك قد يبحثون عن صفقة هي أنهم كانوا يخفون أدلتهم الأكثر إلحاحًا، وهو شريط صوتي يُدعى أنه تم تسجيله في القنصلية السعودية. لم يتم الإعلان عن هذا التسجيل، على الرغم من أن الأتراك سمحوا لمدير وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل بالاستماع".

وأعتبر الكاتب إن إحدى الطرق التي يمكن للحكومة التركية من خلالها أن تستغل بشكل قانوني ومقبول الاهتمام الدولي بالتحقيق في مقتل خاشقجي من أجل تعزيز مكانتها الدولية وتصنيفها السيء في مجال حرية الصحافة، هو أن "ترفع قدمها عن رقبة وسائل الإعلام التركية، مما يخفف من القمع ويطلق سراح عشرات الصحفيين الأتراك الذين سجنوا ظلماً"، لكن الكاتب اعتبر ان هذا الامر غير وارد، بينما الشيء الوحيد المؤكد هو أن التحقيق الراهن في قضية خاشقجي لا يمكن ان تؤدي إلى العدالة.