قريلان: مقاتلو الكريلا على أتمّ الاستعداد والجهوزيّة لدحر هجمات الدولة التركيّة

أوضح عضو اللجنة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) والقيادي في حزب العمّال الكردستاني, مراد قريلان أن مقاتلي الكريلا "كريلا حرية كردستان" سيواصلون المقاومة ضدّ محاولات الاحتلال التركي التوغل في أراضي جنوب كردستان.

وأجرت وكالة فرات للأبناء ANF حواراً مع عضو اللجنة المركزية لقوات الدفاع الشعبي (HPG) وعضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قريلان تحدث خلاله عن حملة الإضراب المفتوحة والإضراب حتى الموت, رسالة القائد أوجلان والمرحلة القادمة.

قريلان وفي بداية حديثة هنأ الشعب الكردي والعالم الإسلامي بمناسبة عيد الفطر متمنياً أن يكون هذا العيد مناسبة لتحقيق الوحدة والتضامن مع الشعب الكردي.

وأشار قريلان إلى هجمات الدولة التركية على منطقة خاكورك ومحاولات السيطرة عليها وقال: "الحكومة الفاشية ومنذ عام تهدد مناطق روج آفا والى اليوم تواصل هذا التهديد, وعلى ما يبدو أنها والى اليوم لم تتمكن من نيل الضوء الأخضر. لهذا اتجهت نحو خاكورك لأنها غير قادرة على مواصلة حكمها دون خلق الصراعات على أساس معادات الكرد. وما لا شك فيه أن هذه الذهنية الفاشية لها مخطط لاحتلال جنوب كردستان, وبعد الفشل في تنفيذ مخطط احتلال مناطق روج آفا اتجهت نحو خاكورك".

واكد قريلان أن ما يحصل في خاكورك ليست مجرد حملة عسكرية بل هي حملة توسعية هدفها الاحتلال, أي انها ليست عملية مؤقته يتلوها انسحاب بل "احتلال دائم.. هذه هي الحقيقة وعلى الجميع أن يدركها".

وأوضح قريلان أن الدولة التركية دائماً ما تقول أنها ستنسحب من جنوب كردستان بعد القضاء على الـ PKK, "لكن هل من الممكن أن تستطيع القضاء علينا؟ لا هذا غير ممكن, حركة كحزبنا استطاعت كسب القوة في ظل اصعب الظروف, من غير الممكن أن يتم القضاء عليها, وكل التصريحات التركية ضدنا, هدفها جنوب كردستان, احتلال أراضي الإقليم والبقاء فيها".

وأضاف قريلان: "الحركة السياسية في جنوب كردستان وبشكل خاص الأحزاب الحاكمة والدولة العراقية يلتزمون الصمت حيال الهجمات التركية على جنوب كردستان. في المقابل هناك اطراف تعلن موقفها المناهض من الهجمات, لكن بصورة عامة هناك موقف ضبابي وصمت حيال هجمات الاحتلال. واذا ما التزمت حكومة الإقليم حيال الهجمات فهذا يدل على وجود اتفاق ضمني أو هي موافقة على الهجمات وعلى علم بها. وعليه نؤكد أن تركيا لها حسابات بشأن جنوب كردستان والموافقة على الاحتلال يعني ضياع كركوك. أحد أهداف تركيا هو ضمان البقاء في جنوب كردستان وبالتالي زيادة قوتها وفرض الهيمنة و فصل كركوك عن جنوب كردستان.

من جهتنا ندعو الحكومة في جنوب كردستان إلى عدم السماح لتركيا بتعزيز مخططاتها التوسعية وندعوها إلى العمل في مجال دعم المصالح الوطنية. تركيا عدو لمصالح الشعب الكردي  الوطنية وتريد القضاء على مكتسبات الشعب الكردي. لهذا نؤكد أن الخطأ الأكبر هو عدم مناهضة الاحتلال التركي ويجب تصحيح هذا الخطأ في اسرع وقت".

وتابع بالقول: "شعبنا في جنوب كردستان شعب مناضل, مقاوم ووطني وقدم تضحيات كبيرة في سبيل نيل الحرية, تجاوز الأنفال وحلبجة ونحن نحترم هذا النضال وكل التضحيات الكبيرة. شعبنا في جنوب كردستان وتحديداً في "شيلاديزي" اعلن موقفه الرافض لوجود الاحتلال التركي في جنوب كردستان, لهذا على الحركة السياسية وخاصة الأحزاب الحاكمة أن تقف إلى جانب مطالب وتطلعات شعبه. وعليه ندعو جميع القوى السياسية إلى إعلان موقفها من الاحتلال التركي لجنوب كردستان تحت مسمى "محاربة حزب العمال الكردستاني".

وأكد قريلان أن قوات الكريلا على استعداد تام لمواجهة الاحتلال والرد بالشكل والوقت المناسبين. وقال: "من اجل منع الاحتلال التركي سنسخر بكل قوتنا وإمكانياتنا في المواجهة, إلى الأن أظهرنا حجم المقومة في الجانب العملي أيضاً وسنواصل المقاومة التاريخية".

وتابع: "منذ العام وتركيا تحتل منطقة ليلكان, في المقابل مقاتلونا نفذوا هجمات كثيرة ضد العدو, قتل خلالها المئات من جنو الاحتلال وتكبوا خسائر كبيرة. لكن تركيا تخفي حقيقة خسائرها عن الشعب التركي. من يقود هذه الحرب الخاصة هو خلوصي اكار وهو شركسي الأصل وليس تركي وهو من اشد أعداء الكرد. هذا الشخص يخدع الشعب التركي ويكذب عليهم ويخفي حقيقة الخسائر.

الشعب التركي يفقد أبنائه في ليلكان, لم نكن نرغب بهذا, لكن سياسات التركية الاحتلالية دفعتنا إلى المواجهة. اليوم مرة أخرى تحاول احتلال خاكورك ونحن سنرد بشكل قوي على هذا التحرك. هذه الرد لن يكون في مكان واحد وستكون خسائر الاحتلال التركية كبيرة للغاية نتيجة هذه السياسات الاحتلالية والمعادية للشعب الكردي. هذا قرارنا ونحن نصر على المقاومة.

ولفت قرايلان إلى أن تركيا لا تخوض هذه الجمات بمفردها بالقول: "نحن نعلم أن تركيا غير قادرة على شن هذه الهجمات بمفردها, لكنها مدعومة من قبل الـ "ناتو" والولايات المتحدة الأمريكية. جميع المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الكردي كانت ولاتزال بدعم من قبل الناتو ودون هذا الدعم هي غير قادرة على فعل أي شيء. اليوم مرة أخرى ومن خلال الدعم ذاته تشن هجماتها ضد شعبنا.  

وبخصوص تصريحات مسؤولين أتراك, من بينهم الرئيس أردوغان, حول عمليّة عسكريّة مشتركة مع إيران ضدّ حزب العمّال الكردستاني, أكّد قرايلان أنّهم لا يعتقدون أن "تنجرّ" خلف إرادة الدولة التركيّة في خوض مثل هذه "المغامرة", معتبراً تلك التصريحات أنّها "كمائن" أمام النظام الإيراني الذي "يملك خبرة وتجربة تكفيانه أن لا يقع رهينة مصالح تركيا".

واعتبر قرايلان أن أردوغان يهدف من تصريحاته تلك إلى "توتير الأجواء في هذه المنطقة الحسّاسة.. ليضع إيران في قلب هذا التوتّر الذي يسعى إليه بشتّى السبل والوسائل", مؤكّداً أن لا عمليّات مشتركة بين الدولة التركيّة وإيران على الحدود حتّى الآن.

ولفت القيادي في حزب العمّال الكردستاني إلى حملات الإضراب المفتوح عن الطعام التي دخلها المئات من الناشطين, المعتقلين, البرلمانيّين والسياسيّين الكرد بهدف رفع العزلة عن القائد أوجلان قائلاً: "في تاريخ نضالنا, حملات الإضراب عن الطعام كانت ولا تزال وسيلة نضال سلمي". وتابع قائلاً "أحيّي أولئك المناضلين, في المعتقلات, في تركيا, كردستان وفي أوروبا, وفي مقدّمتهم المناضلة العنيدة ليلى كوفن. لقد نجحوا في حملاتهم تلك, بعد أن حملوا عبئاً تقيلاً على كاهلهم ووضعوا الموت نصب أعينهم في سبيل تحقيق أهدافهم من حملاتهم. كما تمكّنوا من تسليط الضوء على العزلة والتعذيب والظلم الممنهج الذي تقوم به الدولة التركية بحقّ شعبنا, وبات العالم كلّه حقيقة كلّ تلك الممارسات اللاأخلاقيّة لسلطات العدالة والتنمية. وما السماح لمحامي القائد أوجلان بزيارته إلّا خير دليل على اعتراف تركيا بانتهاكاتها".

وأشار قرايلان إلى أنّ تصريحات المسؤولين الأتراك أمام الرأي العام فيما يخصّ رفع العزلة عن سجن إمرالي وضعت الدولة التركيّة أمام حقيقة "لا قانونيّة العزلة نفسها.. سواء لو سمحوا بلقاء القائد أم لم يسمحوا في المستقبل, هذا لن يغيّر شيئاً من حقيقة اعترافهم إلى جانب هزيمتهم أمام إرادة شعبنا الذي قاوم بالسبل السلميّة لكسر تلك العزلة. لقد ضحّى 8 من المضربين عن الطعام بحياتهم, وكان الآخرون مستعدّون للتضحية أيضاً, الأمر الذي أجبر الدولة التركيّة على التراجع عن قرار استمرار العزلة".

ونوّه إلى أهمّية الرسالة التي أرسلها القائد أوجلان بعد لقائه بمحاميه بالنسبة لهم كحركة حرّية كردستان, تركيا ولعموم شعوب المنطقة "سنحاول أن نفهم الرسالة التي تتركّز في 7 نقاط أساسيّة جيّداً, وسنناقشها مطوّلاً لأنّنا سنكون سنداً له في معتقله ومع محاولاته لتحقيق السلام في المنطقة" واصفاً القائد أوجلان بأنّه "مفتاح" حلّ مشاكل تركيا والقضيّة الكرديّة".

وشدّد قرايلان على ضرورة النضال, في الوقت الراهن, لأجل تحقيق حرّية القائد أوجلان "وهذا واجب يترتّب على عاتقنا جميعاً, مقاتلين, شباب, نساء, مثقّفين... تعلمون جيّداً كيف كان حملات 14 تمّوز داخل السجون أساساَ لثورة 15 آب, وهكذا ستكون حملات المناضلين الذين أضربوا عن الطعام أساساً لحرّية القائد, وأساساً في القضاء على الفاشية وتحقيق الديمقراطيّة. نحن على عهدنا بمواصلة كفاحنا حتّى تحقيق أهداف شعبنا في الحرّية والعيش بكرامة, ونطالب شعبنا وأصدقاءنا بالوقوف صفّاً واحداً لتحقيق هذا الهدف".

وختم القيادي في حزب العمّال الكردستاني بالتأكيد مجدّداً على ضرورة تحقيق وحدة الصف الكردي, وأردف بالقول: "في هذه المرحلة من تاريخنا, نحن بحاجة ماسّة لتوحيد جهودنا استراتيجيّاً. المنطقة بالعموم تشهد صراعات على مستويات عدّة, وكلّ طرف من هذه الصراعات له حساباته لأجل مناطقه. وهذا ما يفرض تحالفات وتوازنات جديدة. هذه هي السياسة التي يجب علينا نحن أيضاً أن نتعامل بها, لذا علينا أن نتخلّى عن المصالح الحزبيّة الضيّقة ونلتفت إلى تشكيل جبهة موحّدة لمواجهة السياسات العدائيّة تجاهنا. فمن خلال هذه الجبهة يمكننا تحقيق أهدافنا الاستراتيجيّة. المصالح الضيّقة قصيرة الأمد لا يمكنها أن توصلنا لأهداف شعبنا. ومن هنا, أوجّه دعوة لكافة الأحزاب, المنظّمات والأطر الكردستانيّة أن تجلس على طاولة الحوار وتترك خلافاتها وتناقش الأهداف الاستراتيجيّة لشعبنا الكردي. ونحن كحزب العمّال الكردستاني مستعدّون للدخول في هذا الحوار مع كافة الأطراف الكردستانيّة, كما أنّنا مستعدّون للقيام بواجباتنا وتحمّل مسؤوليّاتنا إزاء قضيّة شعبنا. وفي الختام, أهنّئ شعبنا وجميع الشعوب الإسلاميّة بحلول عيد الفطر, على أمل أن يكون العيد مناسبة سعيدة لتحقيق حرّية شعبنا وتأسيس أرضيّة متينة للديمقراطيّة في منطقتنا".