عثمان شيخ عيسى: مشفى واحد فقط لمئات الآلاف من الناس

أوضح الدكتور عثمان شيخ عيسى أن الحصار المفروض على منطقة الشهباء يمنعهم من تقديم الرعاية الصحية المطلوبة ومعالجة المرضى، وتتسبب في فقدان العديد من المرضى لحياتهم.

 مئات الآلاف من الناس اضطرت إلى النزوح من عفرين إلى منطقة الشهباء، بعد أن احتلت الدولة التركية والمرتزقة التابعين لها منطقة عفرين، وهم يعيشون ظروفاً معيشية صعبة للغاية، حيث كانت منطقة الشهباء ذاتها ساحة حرب وتعاني هي ايضاً من المشاكل الصحية والعديد من الأمراض مثل السرطان والسكري والأمراض الجلدية الناتجة من مخلفات الحرب وآثارها.

الحصار المطبق على منطق الشهباء الآن من قبل المرتزقة، يتسبب في عدم توفر الإمكانيات الصحية اللازمة، حيث أن هناك مشفى واحد فقط  وهو مشفي عفرين الذي أنشئ بعد نزوح أهالي عفرين إلى هذه المنطقة، إضافة إلى 11 نقطة طبية أخرى تابعة لمنظمة الهلال الأحمر الكردي، ولكن بسبب قلة عدد الأطباء والأجهزة الطبية والأدوية، لا تتمكن المشفى والنقاط الطبية من تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى

أشار الدكتور عثمان شيخ عيسى إلى أنهم من أجل تلبية الحاجات الضرورية وتقديم الرعاية الصحية العاجلة والضرورية للنازحين من عفرين، تم إنشاء مشفى عفرين في منطق الشهباء، وقال " كون هذه المنطقة كانت في السابق ساحة حرب، لم تتوفر فيها أية مراكز صحية حيث كانت في حصار خانق، ولم تكن الناس قادرة على الذهاب إلى حلب لتلقي العلاج، لذلك بادرت اللجنة الصحية والإدارة الذاتية على وجه السرعة للبحث عن حلول عاجلة، في البداية أنشأ الهلال الأحمر الكردي نقاط طبية بحسب الحاجة ولكنها لم تكن كافية، لأن المعاينة وصرف الدواء لم تكن كافية لمعالجة الأمراض، حيث كانت الحاجة ملحة إلى بعض العمليات والمعالجة المباشرة والطويلة، وبناءً على ذلك باشرنا ببناء مشفى عفرين، حيث كانت إمكانياتنا ضئيلة جداً في بداية بناء المشفى، لم يكن هناك أطباء مختصون أو كميات وأنواع كافية من الأدوية، ولم تكن إمكانية إجراء العمليات متوفرة أيضاً، ولهذا السبب مع كل الأسف فقد العديد من أهالينا حياتهم ممن كانوا يعانون من أمراض القلب والسكر، تلك الأمراض التي تتطلب رعاية مباشرة ومعالجة دائمة، وبدأت الإدارة الذاتية بمعالجة هذه الحالة واستطاعت بالتعاون مع العديد من الأصدقاء الوصول بالمشفى إلى مستوى يلبي الاحتياجات الضروري للمرضى."

وأوضح الدكتور عثمان شيخ عيسى أن مشفى عفرين لا تقدم الخدمة الطبية والرعاية الصحية  لمواطني عفرين والشهباء فقط، وقال " تحولت مشفى عفرين خلال فترة قصيرة إلى مركز خدمة طبية ورعاية صحية للمنطقة كلها، حيث هناك مرضى قادمون من حلب ويتلقون العلاج في المشفى، حيث لا يوجد أي قرار من قبل الإدارة الذاتية بحصر المعالجة لمواطني عفرين والشهباء، نحن نقدم الرعاية والخدمة اللازمة للمرضى من القادمين من حلب ونبل والزهراء وكذلك العديد من الناس القادمين من مناطق أخرى، ولكون اسعار إجراء العمليات في حلب غالية وأيضاً مصاريف البقاء في مشافيها، لذلك يلجأ العديد من الناس إلى مشفى عفرين لتلقي العلاج بالمجان."

وأكد شيخ عيسى أنهم لا يعودون بأحد أدراجهم، بل يستقبلون جميع المراجعين، وقال " نستقبل جميع المرضى ونقدم الخدمة اللازمة من  ( التحليل، العملية) جميعها مجاناً، وهدفنا في ذلك فقط تقديم الخدمة الطبية للناس، بالطبع هناك بعض المرضى ذوو الحالات المستعصية وقد فقد العديد منهم حياتهم، كونه لم يكن بالإمكان إرسالهم إلى مشافي أخرى للعلاج، ولكن الإمكانيات متوفرة الآن ولكنها قليلة، حيث أننا لا نستطيع إرسال المرضى وقتما نشاء، لدينا سيارة إسعاف واحدة فقط وهناك مشاكل الطريق، حيث لا يمكن إرسال الحالات الطارئة والإسعافية وهذا يشكل خطراً على حياتهم."

واشار شيخ عيسى إلى وجود مشفى عفرين إلى جانب 11 نقطة طبية تابعة للهلال الأحمر الكردي، وقال " نحن دائماً نعمل بشكل منسق مع الهلال الأحمر الكردي، ولكن الأعداد كبيرة، حيث راجع المشفى 23 ألف و256 حالة مرضية خلال الشهر الماضي، يومياً هناك حوالي 800-900  مريض يراجع المشفى، وقد تم إجراء 3 آلاف و700 عملية حتى الآن منذ تأسيس مشفى عفرين، بلا شك الأعداد كبيرة وتسبب ضغطاً كبيراً أيضاً، ونحن على وجه الخصوص بحاجة إلى أدوية لمرض السكر، القلب، ومضادات حيوية للدغات العقرب والأفعى، وهذه الأدوية لا تتوفر لدينا، كما نفتقر أيضاً إلى قسم الأطفال في المشفى، بسبب عدم وجود أطباء أطفال في المشفى، كما أننا بحاجة إلى حليب الأطفال وغذاء الرضع."

ووجه الدكتور عثمان شيخ عيسى في ختام حديثه، انتقادات للمنظمات الدولية لعدم تقديمهم المساعدة ولو بأي شكل من الأشكال، مشيراً إلى اللامبالاة التي يعيشها المجتمع الدولي تجاه أبناء المنطقة، وقال " نحن نطلب منهم شيئاً واحداً فقط، عليهم العمل من أجل رفع الحصار المفروض على منطقة الشهباء ودعم القطاع الصحي في منطقة الشهباء."