صحف روسية: تركيا تزاحم موسكو في مناطق نفوذها لإستعادة الاحتلال العثماني

ذكرت صحيفة "إزفستيا" الروسية اليوم الاثنين، أن تركيا تسعى للسيطرة على العالم الناطق بالتركية في الساحة السوفيتية السابقة، حتى لو كان ذلك على حساب موسكو.

وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن آسيا الوسطى والقوقاز شكلتا على مدى قرون منطقة لصراع المصالح الجيوسياسية بين إيران وروسيا وتركيا، موضحة أنه في القرن العشرين تقوى هذا الصراع لأسباب كثيرة، منها انهيار الإمبراطوريتين الروسية والعثمانية، وظهور تركيا العلمانية، والحربان العالميتان الأولى والثانية، وانهيار الاتحاد السوفيتي.

وتقول الصحيفة :" إن موسكو تغاضت حتى وقت قريب عما يحدث، لكنها توقفت عند خطورة العمليات الجارية؛ بعد تصريح وزير العلاقات التركية مع جمهوريات رابطة الدول المستقلة الناطقة بالتركية الذي أكد فيها أن الجمهورية التركية- خليفة الإمبراطورية العثمانية العظيمة-عليها أن تنشئ تحالفًا مع أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان وقرغيزستان وتركمانستان حتى لو أدى ذلك إلى مواجهة حادة مع روسيا".

وتسوق الصحيفة الروسية رأي الخبير الروسي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية فلاديمير أفاتكوف، الذي يقول فيه :" إن أنقرة تريد أن تصبح سيدة العالم التركي، حتى أن أكثر القوميين الأتراك تطرفاً واثقون من أن جميع الأتراك يتعين أن يتوحدوا تحت الراية التركية ويعيشوا وفقا للقواعد التركية".

ويضيف: "أن تركيا نشطة للغاية في الساحة السوفيتية السابقة وتتوسع بشكل كبير من خلال العلم والتعليم كجزء من أيديولوجية أنقرة لنشر نفوذها".

وتختم الصحيفة الروسية بالقول :"إن روسيا مازالت لاعبا هاما في المنطقة السوفيتية الناطقة بالتركية ولا يزال مستوى التكامل مع دولها مرتفعا ولا يزال يعيش هناك مواطنون روس، كما لا تزال النخبة التي نشأت في الاتحاد السوفيتي تؤثر في العمليات السياسية هناك"، مشيرة إلى أنه من غير المعلوم كم يستمر ذلك لأن الشباب الذين تلقوا تعليمهم في تركيا يحلون محل السياسيين الموالين لروسيا.

وتحت عنوان: "النزعة الثأرية التركية.. أردوغان يبني إمبراطورية عثمانية جديدة"، كتب يفغيني فيدوروف، في "فوينيه أوبزرينيه، حول حاجة تركيا إلى التوسع وحشد الموارد لإعادة  بناء الامبراطورية العثمانية. يقوم أساس "العثمانية الجديدة" على أربعة مبادئ: الدم، والعقلية العثمانية، والأرض، واللغة. الدم واللغة، في صلب الاهتمام والتوجه، أولاً وقبل كل شيء، إلى الشعوب التركية، بحسب الصحيفة.

وذكرت المقالة المنشورة اليوم على موقع قناة "روسيا اليوم" أن "تركيا الحديثة في ظل أردوغان، تسير على طريق الامبراطورية المرتبطة بالتوسع العسكري والسياسي النشط، والذي يُذكّر في بعض الحالات بالنزعة الثأرية. الأمر وما فيه، أن التحديث على طول المسار الإمبراطوري يتطلب موارد كبيرة لا تملكها تركيا. ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى برود العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (خاصة بعد محاولة العام 2016 الانقلابية)، وإلى سياسة أردوغان الاقتصادية المحلية غير الفعالة. جميع الإمكانات مكرسة للسياسة الخارجية، وتوسيع النفوذ الإقليمي (بل والعالمي) والوصول إلى موارد الطاقة. هناك حلقة مهمة في هذا العمل هي إفهام الأتراك بوضوح أنهم من دون التوسع الخارجي، لن ينعموا بحياة جيدة".