شرفان درويش يطالب بمنطقة آمنة بضمانة قوات دولية في مقال ب"نيويورك تايمز"

طالب شرفان درويش الناطق الرسمي لمجلس منبج العسكري، الولايات المتحدة وبقية أعضاء التحالف الدولي لهزيمة داعش بضمان وجود منطقة آمنة في الشمال السوري تتولاها قوات دولية.

وخلال مقاله بالصحيفة الأمريكية طالب درويش بتجنيب منبج مصير عفرين وما تتعرض له نتيجة للاحتلال التركي وانتهاكات أعوانه، مؤكدا انه بعد نجاح تجربة الادارة الذاتية فيها، اصبحت منبج والمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا، أمام مستقبل مجهول، يمثل اختبارا مهم لمصداقية الولايات المتحدة والتحالف الدولي.

وقال في مقاله: "أكتب من منبج، وهي مدينة يسكنها 700 ألف نسمة في شمال سوريا تحكمها إدارة مدنية تتكون من العرب الكرد والتركمان والشركس. وبفضل المقاتلين الكرد الذين حرروا منبج في عام 2016، تمكنا من التمتع بالحريات التي لا يمكن تصورها في ظل داعش أو الحكومة السورية. في منبج، حيث تم بيع النساء والاتجار بهن كرقيق من قبل إرهابي "دولة داعش"، أصبحن يقمن بإدارة تعاونيات اقتصادية الآن، ويعملن في مجلس منبج العسكري ولديهن تمثيل متساو في المجالس المنتخبة".

وأكد شرفان درويش أهمية المساندة الدولية لاستمرار التجربة الديمقراطية هناك بقوله: "بدون الدعم الدولي، لم يكن أي من ذلك ليتحقق، حيث قاتلت قوات التحالف جنباً إلى جنب مع نساء ورجال قوات سوريا الديمقراطية، وهاجمت طائرات التحالف داعش بينما كنا نخوض المعركة على الأرض. معاً، حررنا المزيد من الأراضي السورية من المجموعة الإرهابية أكثر من أي قوة أخرى. وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الأشخاص حول العالم الذين ماتوا في هجمات إرهابية سنويا منذ عام 2015 قد تراجع بشكل ملحوظ، وهو أمر يعزى جزئياً إلى التضحيات التي قدمتها قواتنا للقضاء على داعش".

وأكد درويش أنه "رغم هزيمة داعش، إلا أننا نواجه تهديدات كل يوم من عدو جديد: رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان. لقد أعلن السيد أردوغان مراراً وتكراراً عن خططه لغزو منطقتنا، مدعياً ​​أن وحدات حماية الشعب، أو Y.P.G، لها وجود هنا".

وأكد المتحدث باسم مجلس منبج العسكري أنه لا يمكن لأردوغان استغلال هذا التعايش القائم في منبج. "فهو يخطط لاستخدام المعارضة الإسلامية المدعومة من تركيا في سوريا لغزو منبج، تماماً كما استخدمها في مناطق اعزاز وجرابلس وعفرين القريبة...ففي حين تدعي تركيا أنها تعيد هذه الأراضي إلى "أصحابها الحقيقيين"، فإن أردوغان بدلاً من ذلك يحكم على السوريين من خلال الاحتلال الأجنبي وحكم الميليشيات، مما يجعل احتمال السلام بعد ثماني سنوات من الحرب الوحشية صعبة المنال بصورة أكبر".

إذا سمحت الولايات المتحدة لتركيا بمهاجمة منبج، فسيكون ذلك مصير سكانها كمصير الاحتلال التركي لعفرين

وأكد درويش في هذا الصدد قبول فكرة المنطقة الآمنة، ولكن على ألا تكون في نهاية المطاف منطقة خاضعة لتركيا، قائلا: "نحن لا نعارض مفهوم المنطقة الآمنة. نعتقد أنه من الممكن أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من منطقتنا دون التخلي عن شعبنا. ومع ذلك، لن نقبل أي توغل تركي في المناطق التي قمنا بتحريرها، بغض النظر عن الكلمات المستخدمة لوصفها".

وتابع: "يجب ضمان أن أي "منطقة آمنة" في شمال شرق سوريا ستضمن من خلال القوات الدولية وليس من قبل القوات التركية والميليشيات الجهادية التي تحشد على حدودنا. ستضمن المنطقة الآمنة الدولية حماية حدود تركيا دون إخضاع سكان شمال شرق سوريا إلى رحمة وكلاء السيد أردوغان. كما أنه من شأن ذلك أن ييسر مواصلة جهود التعمير في منطقتنا، التي هي مفتاح السلام والاستقرار".

وشدد على ضرورة دعم الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين للجهود المبذولة للتوصل إلى تسوية تفاوضية للنزاع السوري وضمان تمثيل حكومتنا في تلك المحادثات. منذ بداية الحرب، ناضلنا هدفه بناء مستقبل مستقر ومتساوٍ لجميع السوريين.