"ذا كونفرزيشن": أردوغان يسعى للاحتفاظ بحكمه من خلال تورطه في سوريا

استبعد مقال تحليلي منشور بموقع "ذا كونفرزيشن" الأسترالي إمكانية تحقيق أردوغان لأي نجاح عسكري ضد روسيا في سوريا، مؤكدا إن موسكو ستمضي قدما في إدلب بغض النظر عما تفعله تركيا.

ذكر تحليل منشور يوم الاحد بموقع "ذا كونفرزيشن" إن رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان سعى من خلال تورطه المتزايد في سوريا إلى 3 اهداف، كان أولها منع إنشاء منطقة حكم ذاتي كردي في شمال سوريا، وخوض حرب بالوكالة في سوريا من خلال الجماعات الارهابية للإطاحة بالنظام وتشكيل "حكومة من قوى الاسلام السياسي، حيث كان أردوغان يأمل في أن يمتد هذا التأثير السياسي في الشرق الأوسط وأن تتحقق طموحاته في جعل الإسلام السياسي مهيمناً."
والهدف الثالث هو الحفاظ على حكمه الذي دام 18 عامًا في تركيا وسط المشكلات السياسية والاقتصادية، فالحرب في سوريا تعمل على إسكات اصوات المعارضة. وحسب تفكير أردوغان، فأنه يمكن أن يحقق أهدافه إذا تمكن من أن يكون لديه قوات في سوريا، وعبر التعاون مع روسيا وإيران. لكن تكلفة ذلك كان ابعاد تركيا عن الكتلة الغربية وزيادة عزلتها الدولية.
وأعتبر الكاتب الدكتور محمد أوزالب الاكاديمي بجامعة جامعة تشارلز ستورت في استراليا، إنه مع دخول الحرب الأهلية السورية التي استمرت تسع سنوات جولتها الأخيرة، أصبحت تركيا وروسيا، الحليفان القديمان في سوريا، على شفا الحرب على محافظة إدلب السورية.
واشار إلى أن روسيا ألقت باللوم على تركيا لفشلها في الوفاء بالتزاماتها واستمرت في اتهامها لتركيا بتوفير الأسلحة للجماعات الإرهابية، موضحا إن إدلب ظلت تحت سيطرة هيئة تحرير الشام ، التي تشكلت من قبل فصيل جبهة النصرة الذي "انشق" عن الفرع السوري لتنظيم القاعدة في عام 2017.
واوضح المقال انه في مقابل الاهداف التركية في سوريا، كانت الاستراتيجية الروسية تعتمد على تقديم الدعم للنظام لهزيمة المعارضة، والسيطرة على تركيا لمنع التسبب في مواجهة مع النظام، ومؤكدا انه لا شيء يمكن ان يقف أمام رغبة موسكو في السيطرة على إدلب، حتى لو كان ذلك يعني صراعا مفتوحا مع تركيا.
وقع أردوغان في مأزق، إنه غير قادر على التأثير على مجموعات "المعارضة" السورية في إدلب، لكنه أيضًا غير مستعد للتخلي عنها. إذا سحب الدعم، فقد ينتقم هؤلاء منه من خلال هجمات إرهابية في تركيا.
وتابع المقال: "بوتين لا يتراجع ولن يتردد في مواجهة تركيا في سوريا. عند القيام بذلك، سوف يستمر بوتين في دعم قوات الأسد بالمعدات والاستخبارات العسكرية والقوات الجوية والخبرة العسكرية، بدلاً من الانخراط في صراع عسكري مفتوح (مع تركيا). تسمح هذه الاستراتيجية لروسيا بادعاء أن سوريا تمارس حقها المشروع في الدفاع عن أراضيها السيادية ضد الوجود العسكري التركي الأجنبي."
وتابع: "من المرجح أن يتجنب أردوغان خطر الحرب في اللحظة الأخيرة. لقد شارك الولايات المتحدة، التي أعربت عن دعمها لتركيا وتأمل أن يرى الأسد قد رحل. لقد استخدم بطاقة عضويته في الناتو والخوف الأوروبي من تدفق لاجئ سوري آخر لجلب القوى الأوروبية إلى طاولة المفاوضات."
مضيفا: "سيكون أردوغان سعيدًا ويزعم أنه حقق النصر إذا تمكن من توسيع ما يسميه منطقة آمنة مع استمرار الوجود التركي هناك. لكن لن تقبل روسيا هذا إلا بشرط أن تغادر كل جماعات المعارضة الجهادية إدلب. وبناءً على هذه الشروط، يمكن أن يدعي كلا الطرفين الفوز من موقف التوتر الخطير الحالي."
وأكد التحليل إن "الرد الروسي المحتمل هو المضي قدماً في إدلب، بغض النظر عما تفعله تركيا. فأي نجاح عسكري تركي في سوريا أمر مستبعد للغاية، حيث تسيطر روسيا بالكامل على المجال الجوي ويمكن أن تلحق أضرارا جسيمة بالقوات البرية التركية. ومن مصلحة روسيا إنهاء هذه الحرب الأهلية المُكلفة مرة واحدة وإلى الأبد. إنها مسألة وقت فقط قبل أن تسيطر حكومة الأسد على إدلب دبلوماسيا أو بالقوة."