حمو: "داعش" انتهى عسكرياً لكنه ما يزال موجوداً إيديولوجياً

منذ العام 2013 والمقاتلين الكرد يدافعون عن الإنسانية ضد إرهاب داعش،وحملة عاصفة الجزيرة هي نهاية داعش من الناحية العسكرية لكن لا احد يستطيع القول أن داعش انتهى من الناحية الإيديولوجية.

وجاء هذا في حوار مطول أجرته وكالة فرات للأنباء مع السياسي والباحث الكردي دوزدار حمو ، والذي تناول جوانب عدة حول المرحلة التي بدأت فيها محاربة داعش إلى النهاية في الباغوز، إصرار الدولة التركية على إنشاء المنطقة الأمنة و دور الكرد في الأزمة السورية والمشروع الكردي من اجل مستقبل سوريا.

وهنأ حمو في بداية حديثة المقاتلين الذين حققوا الانتصارات الكبيرة على إرهاب داعش إلى اليوم وقال: "منذ العام 2014 ظهر اسم تنظيم داعش في العالم على انه تنظيم وحشيوإرهابي ويشكل تهديداً للعالم. ومع استيلائها على مدينة الموصل في العراق اتضح أنها قوة كبيرة ولا يمكن حتى لاعتى الجيوش الوقوف في وجهه. ومن خلال المجازر التي ارتكبها التنظيم الإرهابي في شنكال ظهر الوجه الوحشي والإرهابي بشكل أوضح للعالم ، وذاع سيط التنظيم الإرهابي إلى حد اعلن من خلاله التوجه إلى مكان ما حتى تهرب القوات العسكرية من تلك المنطقة وبعد إعلان التوجه إلى دير الزور وهروب من فيها اطلق التنظيم الإرهابي على نفسه اسم دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام. وفي كل العالم القوة الوحيدة التي فكرت بشكل مخالف وحضرت نفسها للتصدي لإرهاب داعش وقالت: نحن قادرون على التصدي لداعش وحماية قيمنا وثقافتنا وتاريخنا هي القوات الكردية. وهذا انطلاقاً من فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية. هذا المشروع الذي يضم كل المكونات والشعوب وتضمن للجميع حقوقهم والذي بني على أساس حقيقة تاريخ الشرق الأوسط الذي يرفض الإرهاب والإبادة ، ويدعو إلى السلام ، الأخوة والعيش المشترك. هذه هي القوة الوحيدة التي تمكنت من مقارعة داعشوحمايةالإنسانية ،الكرد الإيزيدين ، ثقافة الشرق الأوسط وثقافة الشعب الكردي. في البداية كان الكثيرون يشككون في قدرة هذه القوات والتي لا يتجاوز عددهم 300 مقاتل في محاربة تنظيم إرهابي فشل 4 آلاف مقاتل في الجيش العراقي بكل عتاده في الصمود في وجهه وهزم خلال 24 ساعة مسلماً الموصل له. الجميع كان يتساءل كيف لهذا العدد من المقاتلين أن يقفوا في وجه داعش؟. والحقيقة أن 12 مقاتل كردي فقط هم من وقفوا في وجه إرهاب داعش في جبال شنكال ومنعوا إبادة الشعب الإيزيدي. 12 مقاتل من HPG/ YPGو YPJ فقط تمكنوا من إيقاف إرهاب داعش في شنكال. هذه القوة والإرادة منحت الشعب الأمل والثقة بهذه القوات. وشاهد كل العالم أن هناك قوة أعلنت التصدي ومقاومة إرهاب داعش. وتكرر المقاومة في كوباني حيث تمكن مقاتلو YPG/YPJ من إيقاف داعش وانضم إلى المقاومة كل مكونات روج آفا وشمال سوريا. ومنذ العام 2015 بدا الشعب الكردي ومكونات المنطقة بتحقيق الانتصارات على إرهاب داعش ، من كوباني ، مروراً بمدينة منبج ، الطبقة ، عاصمة الخلافة المزعومة الرقة وصولاً إلى دير الزور والتي يلفظ فيه التنظيم الإرهابي أنفاسه الأخيرة ونحن بانتظار اعلان الانتصار الكبير القادم من الباغوز.

وأوضح دوزدار أن تنظيم داعش قد انتهى من الناحية العسكرية لكنه لا يزال موجوداً عقائدياً وإيديولوجياً وقال:

"منذ العام 2013 والمقاتلين الكرد يدافعون عن الإنسانية ضد تنظيم داعش الإرهابي. منذ أربعة سنوات المعارك مستمرة واليوم الجميع يراقب اللحظات الأخيرة لموت داعش. من الناحية العسكرية نستطيع القول أن التنظيم انتهى على الأراضي السورية ، ومع انتهاء الحملة العسكرية في الباغوز لن تكون هناك حملات عسكرية من هذا النوع ضده ، لكننا لا نستطيع القول أن فكره انتهى. وتأكيداً لهذا منذ نحو عام تم إعلان انتهاء داعش في العراق والى اليوم لا يزال التنظيم الإرهابي متواجد في محافظة كركوك وديالا في العراق ، كذلك في الصومال ، صحراء السين ،وفي  ليبيا لا يزال موجود. في سوريا داعش انتهى لكن يجب القضاء على فكره أيضاً ،عقيدة وفكر داعش لا يزالان موجودين في سوريا ،داعش لقي حاضنة اجتماعية له في سوريا لهذا استطاع التمدد إليها كذلك استطاع أن يغرس فكرة في عقل المجتمع وهذه العقلية لا تزال موجودة وتؤمن به. لهذا اليوم نحن بحاجة إلى مواصلة المقاومة للقضاء عليه وعلى جبهتين الأولى ضد الخلايا النائمة والسرية للتنظيم والثانية ضد فكره وعقيدته. عدد كبير تأثر بفكره الإرهابي ويجب القضاء على هذا الإرهاب".

وتطرق حمو في حديثه الى محاولات إنشاء تركيا للمنطقة الأمنة في شمال سوريا معرفاً إياها بمحاولة الاحتلال لكن بشكل علني وتأييد دولي وقال:

"قبل كل شيء يجب أن لا نستخدم هذه المصطلحات ،السؤال هو لماذا الإصرار على تشكيل هذه المنطقة ولصالح من ومن الذي هو بحاجة إلى الأمن؟ الواقع هو أن مناطق شمال وشرق سوريا مناطق أمنة وهذا منذ العام 2011 ، ومنذ ذلك التاريخ الألاف من المهجرين من كافة المناطق السورية لجئوا إلى شمال سوريا ويعيشون إلى جانب كل المكونات الأخرى في المنطقة في أمن وسلام. والحديث عن إنشاء منطقة أمنة لا يرتكز على أي أسس قانونية تمهد لتشكيل هذه المنطقة. الهدف من تشكيل هذه المنطقة هو زعزعة الأمن واستقرار هذه المناطق واحتلالها بشكل شرعي تحت مسمى المنطقة الأمنة. كما تم احتلال عفرين على مرأى ومسمع العالم بالدبابات والطائرات التركية اليوم تحاول احتلال باقي مناطق شمال سوريا لكن بشكل وأسلوب مختلف ،وهذا بعد ظهور حقيقة الاحتلال التركي لعفرين وردة الفعل العالمية حيال محاولات تركيا للتمدد واحتلال المنطقة. شمال سوريا لها نظام وإدارة وتدير نفسها بنفسها من الناحية الاجتماعية ، السياسية والاقتصادية كما أنها قادرة على الدفاع عن نفسها انطلاقاً من حق الدفاع عن النفس وتملك القوة العسكرية الكافية لفعل هذا ومهمة هذه القوات هي الدفاع عن هذه الإدارة.

لا شك أن هناك تهديد للمنطقة لكن التهديد الوحيد لأمن واستقرار المنطقة هي تركيا. واذا كان هناك شك من أن مناطق شمال وشرق سوريا غير أمنة فليكن لجنة دولية تقرر هذا. بسبب الشكوك والتهديدات التركية لا مشكلة في تشكيل منطقة أمنة لكن يجب أن لا تكون تركيا جزء من هذه القوات التي تشرف على هذه المنطقة ، أي مشاركة لتركيا في المنطقة الأمنة فهذا يعني محاولة من قبل تركيا للقضاء على نظام الإدارة الذاتية المشكلة منذ ثمانية سنوات في شمال وشرق سوريا. تركيا تثير هذه القضية بشكل كبير وخاصة بعد قرار الانسحاب الأمريكي وتحاول أن تقنع العالم على أن المنطقة غير أمنة وانها تشكل تهديد لأمن تركيا وان انسحاب القوات الأمريكية سيشكل فراغاً في المنطقة ويجب أن تتدخل تركيا لملئ هذا الفراغ. لكن الحقيقة هي أنه لا فراغ المنطقة وكل المكونات في مناطق شمال وشرق سوريا من ارضهم والتي تعيش في أمان  في ظل الإدارة الذاتية ولا توجد أي مشاكل من حيث الأمن والاستقرار. و هدف تركيا هو القضاء على النظام القائم ويجب أن يدرك الجميع معنى المنطقة الأمنة التي تسعى تركيا إلى إنشائها وتوليها.

ولفت دوزدار حمو إلى الاستراتيجية التي يتبعها الكرد في سوريا وموقف النظام السوري من التطورات في المنطقة وأضاف: "لا شك أن الشعب الكردي جزء من المجتمع السوري ، ويعتبر ثاني اكبر قومية في سوريا بعد القومية العربية. لا احد يستطيع أن ينكر الثقافة واللغة و المجتمع التاريخ والوجود الكردي في هذه المنطقة تاريخياً. بعد أيام تدخل الأزمة السورية عامها التاسع ونستطيع أن نؤكد أن الشعب الكردي لم يغير استراتيجيته في سوريا منذ اليوم الأول لإعلان الثورة في روج آفا. نستطيع القول أن الاستراتيجية الكردية ثابتة وليس تكتيك مرحلي ، وما تعهد ت به حركة المجتمع الديمقراطي TEV-DEM في العقد الاجتماعي الذي كتب في العام 2011 لا يزال يتمسك به إلى اليوم. الكرد يطالبون بسوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية ، لتحصل كل المكونات السورية على حقها في التمثيل ضمن البرلمان السوري وتطالب بالحقوق الثقافية لجميع المكونات والاعتراف بهويتهم ، لغتهم وتاريخهم والإدارة الذاتية التي تمثلهم.

اذا قلنا أنها فدرالية فهذا وارد للنقاش ، واذا قلنا أنهاإدارة ذاتية ديمقراطية فهذا أيضاً قابل للنقاش ، اقتصاد البلاد له مرجعية وهي العاصمة ، حماية حدود البلاد أيضاً مسؤولية العاصمة. لكن من حق الإدارة الذاتية أن تمارس سياساتها في المنطقة العائدة لها وان تديرها كما تتفق مع مصالحها وعلى أن تراعي مصلحة الدولة السورية وفي نفس الوقت يكون المواطن في ظل أي إدارة وكل مواطن سوري يحصل على كامل حقوقه مع الحفاظ على هويته القومية. هذه ما دعا إليه الشعب الكردي قبل ، وأثناء الثورة والى اليوم.

على الرغم من أن الكرد ومكونات شمال وشرق سوريا يسيطرون على منطقة غنية جداً بالموارد وعلى الرغم من انهم قدموا الكثير في سبيل حمايتها والدفاع عنها ويملكون القوة الكبيرة للدفاع عنها ، إلا انهم لم يغيروا استراتيجيتهم ولايزالون يطالبون النظام الحاكم في سوريا بنفس المطالب التي طالبوا بها منذ بادية الثورة ويؤكدون على الاعتراف بهم كجزء من المجتمع السوري ،و من الدولة السورية ويرفضون تقسيم سوريا. من اجل وحدة سوريا الإدارة الذاتية تؤكد أنها مستعدة للحوار ، والحوار بدأ بشكل فعلي لكن ولان النظام لا يزال متعنتاً لفكره الشوفيني والعنصري ولم يبدي حسن النوايا ولا يزال متمسكاً بالمركزية والدكتاتورية لا يزال الحوار يراوح في مكانه.

وأكد حمو أن الأوضاع في سوريا لن تكون كما كانت في السابق وهناك حاجة إلى بناء سوريا جديدة تعتمد على أسس الديمقراطية والتعددية وتابع:

"على النظام السوري الموجود حالياً أو القيادة السياسية التي تمثله أن يدركوا جيداً أن سوريا لن تكون كما كانت في السابق قبل العام 2011 ، وهناك حاجة إلى بناء سوريا جديدة. سوريا لن تعود إلى النظام المركزي كما كانت في السابق ولن تعود إلى أيدي مجموعة من رجال العصابات التي تتحكم في كل شيء في البلاد. هذا واقع سواء قبلوا به ام لا. نحن على مشارف بناء سوريا جديدة ومن اجل هذا يجب أن يكون هناك حوار بين جميع القوة الوطنية السورية للانتقال إلى مرحلة البناء بشكل يضمن للجميع حقوقهم وبشكل يضمن توزيع خيرات البلاد على الجميع لا أن يكون في ايدي مجموعة وعصابة تتحكم في كل البلاد. اذا كان النظام مستعداً لقول هذا فالكرد أكثر استعداداً. والخريطة التي قدمها مجلس سوريا الديمقراطي الذي يمثل كل مكونات شمال وشرق سوريا إلى النظام السوري هي الخريطة التي يطالب به الشعب الكردي وكل مكونات المنطقة.

وأضاف حمو:

"من اجل ضمان الأمن والاستقرار والوصول إلى حل للازمة السورية فيجب على القوات التركية أن تنسحب من سوريا. وجود هذا القوات التركية في سوريا يعني محاولة التدخل في بناء مستقبل سوريا والاستيلاء على القرار السوري. كذلك باقي القوات الروسية ، الإيرانية و دول الغرب جميعها لها أجندات خاصة تؤثر على مستقبل سوريا والواجب على جميع القوى الخروج من سوريا والكف عن التدخل في الشأن السوري ، وخاصة الدول الإقليمية التي تتدخل في سوريا بشكل كبير كالدولة التركية ، التي اجتاحت الحدود السورية وتحتل مناطق في سوريا ، ومن ناحية سيطرتها على الجماعات المرتزقة التي تدمر سوريا بدعم تركي وتعمل على خلق الأزمات لمنع الوصل إلى حل سياسي للازمة. ما لم تسحب تركيا يدها من سوريا او لم تضع حد لتدخلاتها المباشرة والغير مباشرة في سوريا فمصير سوريا سيبقى هكذا دون الوصول إلى حل. مكونات الشعب السوري قادرة على حل الأزمة دون تدخل خارجي كما أن شمال وشرق سوريا مستعدة لحل مشاكلها وخلافاتها بنفسها وليس هناك حاجة إلى تدخل خارجي.

من الضروري جداً أن يوضع حد للتدخلات الإقليمية وخاص التدخل التركي في سوريا وإذا لم يحصل هذا فمؤكد أن الأزمة في سوريا لن تنتهي بل وستتفاقم. قد لا تكون الحروب بالمستوى في السنوات السابقة لكن الأزمة ستستمر ولن يعم الأمن والاستقرار في سوريا كما أن المهجرين لن يكون بمقدورهم العودة إلى ديارهم. الهجرة ستستمر و معاناة النازحين ستبقي ،الخوف والإرهاب وسيدوم ، ويبقى مصير مستقبل سوريا معلقاً والى المجهول.

وأوضح حمو أن دول العالم والمجتمع الدولي لن يسمحوا بمحاكم دولية لمرتزقة داعش المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية وقال: "على كل القوى السياسية ، المثقفين وفئات المجتمع السوري أن تدرك أن دول العالم لن تسمح بمحاكمة مرتزقة داعش في محاكم دولية أو تشكيل محاكم دولية لأجلهم. بل على العكس تماماً هي تتجاهل محاكمة هؤلاء لماذا؟ لان داعش هو من صنع الاستخبارات الدولية وجميع الدول متورطة في دعمها وتنظيمها وتشكيلها. كل الدول متورطة مع داعش وخاصة تركيا ،إذاً كيف لها أن تقوم بتشكيل محاكم دولية بهذا الصدد ، فهي بهذا ستكشف نفسها. الجميع يتجاهل هذا الموضوع ويرفض بشكل قاطع محاكمة هؤلاء المرتزقة وما مواقف دول العالم اليوم إلا تأكيد لما أقول.

فهي تدلي بتصريحات مختلفة تقول: لا توجد لنا سفارات وممثليات رسمية هناك لهذا لا نستطيع أن نؤكد أن هؤلاء هم مواطنونا لهذا لن نستلمهم ، هذا يعني أن دول العالم لن تقوم بتشكيل هذه المحكمة الدولية. نتمنى أن تشكل مثل هذه المحاكم حتى تظهر حقيقة من الذي أسس وشكل داعش ، ما الهدف من تشكيل هذا التنظيم الإرهابي. بل على العكس دول العالم يتمنون موتهم ويرفضون الاعتراف بهم.

حمو أضاف: "لا شك أن تنظيم داعش الإرهابي في سوريا انتهى بشكله العسكري ، الكثيرون من المرتزقة سلموا انفسهم لقوات سوريا الديمقراطية. هؤلاء يجب محاكمتهم لانهم قدموا من تركيا ، باكستان ، تركمانستان ، ألمانيا ، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية وغيرهم من الدول وارتكبوا المجازر بحق الشعب السوري ، وخاصة الإبادة التي ارتكبت بحق الإيزيدين.

ومن حق كل المكونات أن تحضر جلسات محاكمات هؤلاء المرتزقة ، لنسمع منهم لماذا قاموا بارتكاب هذه المجازر ومن طلب منهم فعل هذا. مثل هذه المحاكمات تكلف كثيراً ، كما يحق لهم الدفاع عن انفسهم ، أطفالهم وعائلاتهم بحاجة إلى من يصرف عليهم. كذلك هناك الكثير منهم لايزالون متعلقين بفكر داعش بحاجة إلى إعادة تأهيل وتخليصهم من الفكر الإرهابي وإعادة دمجهم في المجتمعات. كل هذه الأمور ستكلف الإدارة الذاتية الكثير من الناحية المادية والمعنوية ، لهذا فهناك حاجة كبيرة إلى دعم خارجي. استبعد أن تقدم الأمم المتحدة المحاكم والمنظمات الدولية أي دعم للإدارة الذاتية في هذا الخصوص. وسيبقى عبء هؤلاء ملقياً على كاهل الإدارة الذاتية فقط ،لذا علينا أن نوصل هذه الحقيقة إلى العالم بشكل واضح وصريح ، ونوصل الحقيقة إلى أبناء شعبنا والرأي العام ونؤكد على أننا سنلجئ إلى القضاء من اجل معاقبة هؤلاء المرتزقة على جرائمهم بحق أبناء شعبنا في محاكم عادلة.

هؤلاء ارتكبوا المجازر بحق أبناء الكرد في كوباني ، بحق الإيزيدين في شنكال ، في محيط نهر الخابور وقرى تل تمر بحق الأخوة المسيحيين ، في رأس العين بحق أخوتنا العرب ويجب محاسبة هؤلاء على جرائمهم. عثر على عشرات المقابر الجماعية في تل حميس ، الهول ، الرقة والطبقة جميعهم أبرياء قتلوا على يد هؤلاء المرتزقة. وهذا من خلال محاكم نزيهة وأمامأنظار كل العالم ونحن قادرون على تشكيل مثل هذه المحاكم رغم الظروف الصعبة. فقط نحن بحاجة إلى أرضية لهذا. لا شك أنها ستكلف الكثير. الدول الأوروبية لن تكلف نفسها ملايين اليورهات من اجل محاكمة هؤلاء المرتزقة وستقول الأولى صرف هذه المبالغ المالية في مكان أخر عوضاً على صرفها على محاكمة المرتزقة.

لهذا ندعو كل الإنسانية إلى تحمل مسؤولياتها إلى جانب القوات التي حاربت الإرهاب وقدمت الكثير من التضحيات للقضاء على داعش. ما لم يقدم الدعم للإدارة الذاتية فهي مجبرة على تشكيل محاكم بنفسها وإظهار الحقيقة لكل العالم في الفترة القادمة.