تورهال: القرآن يدعو إلى رفع الظلم فلا تقفوا مع "العدالة والتنمية"

قال رئيس مؤسسة المجتمع الإسلامي الكردستاني "حافظ أحمد تورهال" إن شهر رمضان هو العدالة و النزاهة، داعياً جميع المسلمين إلى مناهضة نظام حكومة العدالة والتنمية، المستبد الذي ابتعد عن جميع القيم الإسلامية.

عتبر شهر رمضان، من الأشهر المقدسة للأمة الإسلامية، وبهذه المناسبة أجرت وكالة فرات للأنباء ANF حواراً مع رئيس مؤسسة المجتمع الإسلامي الكردستاني "حافظ أحمد تورهال".

واستهل تورهال اللقاء بالحديث عن معنى و أهمية شهر رمضان الكريم بالنسبة للأمة الإسلامية، قائلا: "نحن اليوم مليار و 700 مليون مسلم، نقف على عتبة شهر رمضان الفضيل، هذا الشهر بالنسبة للأمة الإسلامية مقدساً، لأن القرآن الكريم نزل في هذا الشهر الفضيل، وهذا الكتاب المقدس، الذي أنزل من السماء هو الحد الفاصل بين الخير و الشر".

وأضاف "نبينا محمد(ص) يقول: شهر رمضان أوله رحمة و أوسطه مغفرة و آخرة عتق من النار..، ومن المهم أن نقتدي بهذا الحديث ونمنح هذا الشهر الفضيل قيمته على هذا الأساس و نراعي القيم الإنسانية التي يفرضها على ديننا المبارك. الدول و الأنظمة المستبدة أفقدت شهر رمضان معناه الحقيقي وأشار حافظ تورهال في حديثه إلى المتسلطين على البلاد والعباد والمتحكمين في الدولة، الذين أفقدوا شهر رمضان معناه الحقيقي؛ قائلا: "هؤلاء فرضوا على الناس الصمت والسكوت عن الحق، في حين أن دين الإسلام جاء للقضاء على الظلم والاستبداد، وشهر رمضان هو أكثر الشهور للدعوة إلى التمسك بقيم الإسلام. بهذا الشكل المسلمون بمقدورهم منح شهر رمضان قيمته، وعليهم أن ينتفضوا ضد الظلم و الظلام".

وأوضح تورهال: "شهر رمضان فقط ليس فقط شهر للصوم، بل أن تطبقه كما فرض، رسولنا محمد (ص) قال "من صام رمضان دون أن يفهم معناه هو فقط يجوع و يعطش دون أجر". وأضاف "اليوم يضعون شهر رمضان في أطر ضيقة جداً، وفتاوى لا معنى لها ومثال هذا يخطبون في المساجد ويحدثون عن «المضمضة في رمضان و حكمها في الإسلام»، «هل استطيع غسيل أسناني بالفرشاة في رمضان»، بينما يتناسون الخداع، الكذب و الانتهاكات التي لا تنسى بحق الشعوب".

وتابع رئيس مؤسسة المجتمع الإسلامي الكردستاني: "الدولة تجمع حولها بعض مشايخ ورجال الدين وترشدهم إلى هذا الطريق حتى ينسى الناس هول المصيبة التي هم فيها؛ شهر رمضان وصومه هو شهر كسر النفس والتكبر والعودة للتواضع. هؤلاء وفي قلب الأمة السلامية هم الذين يمثلون التكبر والتجبر وهم سبب قتل عشرات الآلاف من المسلمين بغض النظر عن عرق وقومية لهذا صيامهم وقيامهم لا يتطابق مع الصيام المذكور في القرآن الكريم". أردوغان يستغل الدين ويفسره وفق ما يريد.

وتطرق تورهال إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي تحدث عن ما وصفه بـ "تحديث الإسلام" قائلا: "أردوغان يحاول تسخير الدين وفق ما يشتهي وما يخدم مصالحه، التحديث يعني التفسير وفق ما يروق للمفسر، الدين واضح و صريح ولا يحتاج إلى هذا التحديث؛ الإسلام يقول: لا تكذب. لكن هؤلاء يخدعون الناس و يكذبون عليهم؛ الدين يقول: لا تسرفوا: لكنهم مسرفون وبالنظر إلى موائدهم ترها عامرة بينما الفقراء لا يجدون ما يفطرون عليه".

وأوضح تورهال: "من ناحية يصومون، ومن أخرى ينهبون أملاك و أموال الشعب". وتابع: "نحن نؤكد أن الصيام بهذا الشكل بعيد كل البعد عن الصيام المفروض و المنزل في القرآن الكريم؛ لهذا يتوجب علينا نبتعد عن هذا الأسلوب و هذه الطرق وألا نعبد الله وفق ما يقوله لنا رجال الدولة، علينا أن نعود إلى كتابنا وما جاء فيه من عند الله ونطبق تعاليمه". إجراء الانتخابات في شهر رمضان لخداع الشعب تحدث تورهال أيضاً عن الانتخابات الرئاسية والنيابية التي ستجرى في شهر رمضان في 24 حزيران القادم وقال: "من أجل خداع الشعب و توجيههم إلى مكان آخر، أقروا أن تكون هذه الانتخابات خلال شهر رمضان، وعلى هذا فالواجب علينا أن نتعرف على حقيقة هذه الانتخابات والغاية منها في شهر رمضان ونبتعد عن هؤلاء الذي يتمادون على قيم شهرنا الفضيل".

ونوّه رئيس مؤسسة المجتمع الإسلامي الكردستاني "لهذا نقول: إذا كنتم إلى جانب نظام يقتل مؤمناً و ينهب ماله و ينتهك حرماته؛ فهذا وفق تعاليم ديننا وكتاب الله المنزل على نبينا أنكم شركاء في الذنب الذي اقترفه هذا النظام، لهذا يجب أن نبتعد كل البعد عن هذه الطغمة الفاسدة المفسدة". ابتعدوا عن الظالمين.

واختتم تورهال حديثه قائلاً: "مع بداية شهر رمضان الفضيل، شهر الخير، العطاء والعودة إلى القيم الإسلامية نريد أن نوصل رسالتنا التالية إلى أمتنا الإسلامية ومفادها: الوقوف إلى جانب الظالمين يعني أنك شريك في الظلم، وسيكون الذنب في رقابكم أيضاً؛ لا معنى لعبادتكم إذا كنتم إلى جانب الظالمين؛ فالعبادة تدعو للوقوف إلى جانب المظلوم وتدعو العباد إلى الحقيقة ورفع الظلم. وإذا لم نطبق هذا فلا معنى للعبادة في الظاهر. لهذا فكل من يقول عن نفسه مؤمن و مسلم و إنسان يتوجب عليه الإمتثال لكتاب الله الذي يدعو إلى رفع الظلم و محاربة الظالمين".