تركيا تبحث عن مخرج مع الولايات المتحدة لتلافي تبعات شراء منظومة S-400

رغم الأجواء المتوترة بين حين وآخر بين واشنطن وأنقرة إلا أن الأخيرة تسعى مؤخراً إلى تلطيف الأجواء خاصة في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيد كبير مع إيران.

لا تزال قضية شراء تركيا لمنظومة الدفاع الجوي الروسية S400 تشغل حيزاً كبيراً من النقاش تجنباً لتبعات الأزمة التي قد تؤدي بالولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض عقوبات جديدة على تركيا بعد تلك التي تم فرضها خلال أزمة القس الأمريكي.

وتسعى تركيا في هذه الأثناء إلى الطيب الأجواء واستعادة أجواء التقارب الأمريكي التركي في وقت تعاني تركيا العديد من الأزمات الاقتصادية.
وفي ظل عدم رغبة تركيا في فتح الباب أمام مزيد من الأزمات، وهي النبرة التي بدت واضحة في حديث بعض المسؤولين الأتراك خلال زيارة للولايات المتحدة بدت أنها تهدف إلى تغيير أفكار الإدارة الأمريكية وإلى تغيير أفكار الساسة الأمريكيين حول تركيا، التي ورغم التحذيرات الأمريكية لها بشأن منظومة الصواريخ الروسية إلا أنها مضت قدماً تجاهها.

وظهرت ملامح هذه النبرة التركية في حديث  نائب وزير الخارجية التركي ياووز سليم قيران، خلال ندوة، أمس الخميس، أقامتها دائرة الاتصال في الرئاسة التركية بنادي هارفارد، في مدينة نيويورك، حول العلاقات التركية- الأمريكية، تحدث فيها عن حاجة البلدين، اللذان تعتبر علاقتهما متعددة الأطراف، لبعضهما البعض.

وبرر قيران اللجوء التركي إلى منظومة الصواريخ الروسية لحاجتها إلى الدفاع عن نفسها، في وقت لم يتلقوا ردواً غير مطمئنة من الولايات المتحدة حول منظومة باتريوت الأمريكية.

وقال: "في المقابل قدمت روسيا لنا الوقت المناسب (لتسليم منظومةS -400)، ولأننا بحاجة ماسة (لأنظمة دفاعية) فإننا اشترينا منها".
ويأتي هذا الحديث متسقاً مع حديث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي قال قبل يومين، وبعد مباحثات مع الجانب الأمريكي إنه يلمس تحسنا في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن أنظمة الدفاع الروسية  S-400 والمقاتلات الأميركية F-35.

وخرجت التحذيرات من قادة عسكريون أمريكيون من خطوة تركيا بشأن المنظومة الروسية وتصاعدت في الآونة الأخيرة فشدد رئيس القيادة الأوروبية للجيش الأمريكي، القائد الأعلى لقوات حلف الناتو، الجنرال كورتيس سكاباروتي، على ضرورة عدم بيع الولايات المتحدة طائرات F-35 لتركيا، في حال مضيها قدمًا في شراء المنظومة الروسية.

كما أكد تشارلز سامرز، المتحدث باسم البنتاجون، أنه إذا اشترت تركيا المنظومة الروسية فسيكون لذلك عواقب وخيمة على مستوى العلاقات العسكرية بين بلاده وتركيا، بل وعلاقات البلدين بشكل عام.

ويبدو في الوقت الراهن أن تركيا تناور لإقناع الجانب الأمريكي بالقبول بدخول المنظومة الروسية، مقابل مفاوضات أوسع حول منظومة باتريوت، مدعية أنها قدم لروسيا بالفعل قطاع كبير من قيمة المنظومة مسبقاً.