تجدّد نشاط خلايا تنظيم داعش الإرهابي خلال وباء كورونا

في الوقت الذي تكافح فيه دول العالم في مواجهة وباء كورونا، الذي حصد أرواح آلاف البشر، نشطت خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في عدّة مناطق ونفّذت عمليّات إرهابيّة مستغلّة انشغال العالم بإيجاد تدابير وقائيّة للحدّ من انتشار الفيروس القاتل.

وأشارت وكالة الأنباء الفنلنديّة (Yle)، في تقرير لها إلى أنّ معظم دول العالم وضعت مكافحة وباء كورونا في أولويّات عملها، وهذا الانشغال فسح المجال أمام خلايا تنظيم داعش لمعاودة نشاطاتها الإرهابيّة.

وذكرت مراسلة منطقة الشرق الأوسط في التلفزيون الرسمي السويدي، ستينا بلومغيرن أنّ تنظيم داعش شنّ خلال شهر نيسان الفائت أكثر من 110 عمليات إرهابيّة في العراق.

بدورها، قالت الباحثة في معهد السياسات الخارجيّة الفنلندي (FIIA) مارييت هاغلوند إنّها زارت، في فترة سابقة، العراق وأعدّت بحثاً أكّدت فيه تزايد نشاطات داعش الإرهابيّة في الفترة التي انتشر فيها وباء كورونا.

وأضافت هاغلوند: "في العام 2017، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب انتصار الولايات المتّحدة والتحالف الدولي على تنظيم داعش" منوّهة إلى أنّ "تنظيم الدولة فقد خلافته الإسلاميّة، لكنّ إيديولوجيّته وأفكاره المتطرّفة تشكّل خطراً كبيراً في كلّ من سوريا والعراق.. يبدو أنّ الحديث عن انتهاء التنظيم هو حديث غير دقيق. فمنذ العام 2017 ومسلّحو داعش يقومون بنشاطات إرهابيّة ، حتّى لو كانت تلك النشاطات تتمّ على نطاق ضيّق".

ولفتت هاغلوند إلى أنّ استمرار هجمات داعش الإرهابيّة أجبر أكثر من 100 دولة في التحالف الدولي، من بينها فنلندا، على مواصلة عمليّاتها ضدّ التنظيم الإرهابي، مضيفة "مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، خلال غارة أمريكيّة في العراق، أضعف الجهود المبذولة للقضاء على داعش نهائيّاً".

وانتقدت الباحثة الفنلنديّة قرار انسحاب قوّات التحالف الدولي من العراق قائلة: "هذا القرار صعّب الوضع في العراق ومهّد الطريق أمام داعش لإعادة تأهيل قدراته.. ولأنّ الوضع السياسي العراقي غير مستقر، لا تستطيع القوى العسكريّة أن تقوم بمهامها على النحو المطلوب.. منذ عام ونصف لا توجد حكومة في العراق.. هذا الوضع يناسب خلايا تنظيم داعش للظهور مجدّداً من خلال عمليّات انتحاريّة، إلى جانب الاستفادة من انشغال الجميع بمكافحة وباء كورونا".

وتابعت هاغلوند: "نشطت خلايا داعش في كركوك وبغداد بالعراق، وكذلك الأمر في سوريا، حيث شنّت تلك الخلايا هجمات ضدّ القوى الأمنيّة والقوى التي تسيطر على منابع النفط وأيضاً استهدفت المدنيّين. ولتأمين الموارد الماليّة لتمويل نشاطاتها الإرهابيّة، تمكّن عناصر التنظيم من إيجاد طرق تهريب سرّية".

ونوّهت إلى أنّ الانتصار العسكري الذي تحقّق على تنظيم داعش في سوريا والعراق قد "أثّر على الأمن في دول أوروبا، حيث شنّ التنظيم عدّة هجمات في دول أوروبيّة ودول أخرى".

وفي تقرير لها، أكّدت مراسلة منطقة الشرق الأوسط في التلفزيون الرسمي السويدي، ستينا بلومغيرن أنّ خلايا داعش عاودت شنّ هجماتها الإرهابيّة منذ بدء انتشار وباء كورونا، مشيرة إلى 110 عمليّات نفّذها عناصر التنظيم في العراق خلال شهر نيسان الماضي، وأضافت "تزايدت تلك العمليّات في شهر رمضان".

وأوضحت بلومغيرن أنّ تنظيم داعش "يستخدم الوباء في دعايته الإرهابيّة ويشير إلى أنّ الوباء هو عقاب الله للصين وللشيعة في إيران إلى جانب غضب الله على الغرب.. كما يطالب التنظيم خلاياه في أوروبا بشنّ عمليّات إرهابيّة".

ولفتت إلى أنّ تنظيم داعش شنّ عمليّات إرهابيّة وارتكب مجازر في الفترة الماضية في كلّ من دول فلبين، أفغانستان، المالديف، موزمبيق، مصر واليمن.