بدران جيا كرد: إنهاء احتلال عفرين وإخراج المرتزقة منها أساس لأي حوار مستقبلي

أكد مستشار الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، في حوار خاص مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، على أن الإدارة منفتحة على المفاوضات السياسية التي من شأنها إحلال الأمن والاستقرار والسلام في البلاد.

في حوار مع وكالة فرات للأنباء (ANF)، تحدث مستشار الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، بدران جيا كرد، عن التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة وبالأخص الاتفاق الأمريكي – التركي بشأن تأمين الحدود.

وقال جيا في حديثه لفرات: "نتيجة للتهديدات التركية المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا بحجج واهية ومزيفة من خلال الادعاء، أن تلك المناطق تهدد الأمن القومي التركي فقط تلبية لطموحاتها التوسعية والاحتلالية في المنطقة وضرب كلُ ما لا يتوافق والمصالح القومية التركية، تهديداتها التي وصلت الى درجة الاجتياح والتدخل العسكري في المنطقة على غرار المناطق الاخرى من سوريا، والكل يعلم ما الذي سينجم عن ذلك الهجوم".

وأضاف المستشار، أن مدى التأثير السلبي الكبير على المنطقة والعالم فيما يتعلق بزعزعة الأمن الاستقرار واعادة انتاج داعش والتنظيمات الارهابية المتطرفة، وانطلاقا من مبدأ الحفاظ على الاستقرار والاستمرار في محاربة الارهاب بوتيرة عالية، توسطت الولايات المتحدة بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا في محاولة الوصول إلى حل وسطي، لخفض التوتر الموجود من خلال طرح مشروع المناطق الآمنة.

وأكد بدران جيا، أنه وعلى الرغم من أن المحادثات الجارية لا تبشر بأي اتفاق نهائي على ذلك المشروع، إلا أنه أشار إلى وجود نقاط مشتركة ونقاط أخرى خلافية وأضاف قائلاً: "طريق الحوار والمحادثات مفتوح وانطلاقا من واجبنا في الحفاظ على مكتسبات الإدارة الذاتية، التي تعود لجميع مكونات شمال وشرق سوريا والتحرك بمسؤولية تاريخية ووطنية، نرحب ونلجأ الى الحوار والحل السياسي كمبدأ إستراتيجي لنا وأساس لحل جميع المشكلات، مع التزامنا بالاحتفاظ بحق الدفاع المشروع عن هذه المكتسبات بكل طاقاتنا الاجتماعية والعسكرية، في حال انسدت السبل السياسية والحوارية."


وحول "المنطقة الآمنة" التي تشكل لب المحادثات التي تقودها واشنطن مع انقرة، شدّدَ جيا على أن رؤية الإدارة الذاتية لهذا المشروع "واضحة بشكل لا لبس فيه" وهي قائمة على أن تقوم المجالس المدنية بمؤسساتها المختلفة بإدارة المنطقة وأن تقوم قوى الأمن (الآسايش)، بالحفاظ على أمنها وسلامتها وعلى أن تقوم المجالس العسكرية المحلية بحماية الشريط الحدودي الذي يصل عمقه لمسافة (5 كم).

وكشف القيادي في الإدارة الذاتية بأن رؤية الإدارة تتضمن سحب الأسلحة الثقيلة ووحدات حماية الشعب إلى مسافة ما بعد 5 كيلومتر على أن تكون المنطقة الحدودية تحت إشراف دولي، مضيفاً بأن هناك قضايا لا تزال تشكل نقاط خلاف والنقاشات مستمرة حولها منوهاً إلى أن "الأهم في الموضوع هو استمرار المحادثات والحوار عبر الوسطاء ونحن نبذل جهدنا من اجل ان تفرز المحادثات عن نتائج مثمرة ولكن لايزال هناك غموض في كثير من التفاصيل وهذا يعني أن العقلية الحاكمة في انقرة  هي مصدر قلق وتهديد دائم على مناطقنا وسوريا ككل لذلك لا يمكن ان نقول إن التهديد زال بل الامر في غاية التعقيد والتشابك فيما بين امريكا وتركيا من جهة وبين تركيا وروسيا من جهة ثانية وفي علاقتهم جميعاً مع الادارة الذاتية".

وأعلن جيا بأن الإدارة تؤيد "المنطقة الآمنة" إذا ما كانت تشكل عنصر ضمان الاستقرار والأمان ولا تهدد السيادة السورية، إلا أنها ترفض أي نوايا أخرى من شأنها إدخال المنطقة في دوامة الفوضى وتغيير هوية المنطقة، حيث قال: " لا يمكن ان نقبل بأي تحركات تركية من شأنها تخريب استقرار المنطقة أو التمهيد لتنفيذ مخططات استعمارية من شأنها إدخال المنطقة في الفوضى. نحن سندعمً كل الجهود التي ترمي الى توفير الاستقرار ومنع الصدام ومع كل من يدعم الحوار والحل السياسي ونحن لن نقبل اي اتفاق على حساب السيادة السورية".

وعن موقف النظام السوري من التهديدات التركية وتدخلاتها اليومية في سوريا، قال بدران جيا إنهم في الإدارة الذاتية يدعمون الجهود التي تعرقل الاحتلال والهجوم التركي على أي جزء من سوريا" لأنه بالنتيجة يتم انقاذ جزء مهم من سورية من الحرب والدمار والاحتلال وهذا ما يقلص النفوذ التركي في سورية وبالتالي ستزداد فرص الاتفاق والحل السياسي السوري - السوري".

وفي سياق منفصل، تطرق مستشار الإدارة الذاتية إلى الحديث عن الدور الروسي وقال جيا كرد في هذا الصدد: "بالطبع لكل طرف من الصراع السوري مصالحه الخاصة وهناك تناقض وصراع بين الاجندات المختلفة بين روسيا وامريكا حيث اننا لسنا طرف في هذا الصراع بتاتا حيث لنا اولويات ومصالح تخصنا في مناطق شمال وشرق سوريا وسورية ككل ونأمل من الدولة الروسية التي لها دور مهم ومركزي في سوريا ويمكن ان تتوسط لبدء حوار سياسي جاد وبنّاء بين الادارة الذاتية ودمشق والضغط على الجانب التركي لوقف تهديداتها وتدخلاتها في الشأن السوري ونتفهم التحفظ الروسي وموقفهم الرافض للتفاهم الامريكي التركي كدول اطلسية".

وفي ختام حديثه قال بدران جيا: "نتوقع من روسيا أن تقوم باستخدام بدائل اخرى للضغط على الجانب التركي في معركة ادلب والضغط على الاتراك في عفرين وكذلك محاولات بذل جهود أكبر من السابق باتجاه خلق حوار بين دمشق والادارة الذاتية، ونحن بدورنا ندعم كل المبادرات الهادفة لأي حوار وحل سياسي وسلمي وبالنسبة يعتبر إنهاء الاحتلال في عفرين واخراج المرتزقة منها أساساً في اي حوار سواء مع دمشق او مع الجانب التركي عن طريق الوسطاء".