بايك: الحل بيد القائد "أوجلان"

أشار جميل بايك إلى العزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان بعد انتخابات 23 حزيران، وقال "ما لم يتم رفع العزلة عن القائد أوجلان، لن يكون بالإمكان إحلال السلام والديمقراطية في تركيا، ولن تنتهي مشاكل الحرب والصراع فيها".

قَيّمَ الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك؛ العزلة المفروضة على القائد أوجلان وتهديدات الدولة التركية على شمال وشرق سوريا، وكذلك الاحتلال التركي لجنوب كردستان من خلال حديثه لوكالة فرات للأنباء (ANF).

أشار بايك إلى أن القائد عبدالله أوجلان قد قال في وقت سابق " بعد انتخابات 23 حزيران، سيتضح الوضع خلال شهر، إما أن تستمر اللقاءات أو لا تستمر " وقد اتضح الوضع الآن واللقاءات لم تستمر".

إنهم مستمرون في سياساتهم السابقة وبصورة أشد، وينتهكون القوانين الدولية وكذلك دستورهم وقانونهم، كان وزير العدل يقول " لا توجد عوائق أمام عقد اللقاءات ويمكنهم عقدها"، ولكنه لم يلتزم بأقواله بعيد الانتخابات، واتضح تماماً أن أقوالهم واللقاءات التي عقدوها في الفترة السابقة للانتخابات كانت جميعها تدخل في مصلحتهم وجزءً من الحرب الخاصة، ويريدون  بها خداع الشعب الكردي والتركي والعالم أجمع.

بالأساس الصورة التي يظهر بها أردوغان- بخجلي هي صورة خادعة، ويسيرون على هذا الأساس، إن العزلة التي يفرضونها على القائد أوجلان، لا تستهدف شخصاً بعينه بل تستهدف في شخص القائد أوجلان جميع الشعب الكردي والتركي والقوى الديمقراطية المناهضة للفاشية، ما لم تنكسر العزلة المفروضة على القائد ليست هناك أية فرصة للتحول الديمقراطي في تركيا ولن تُحَلَّ قضايا الحرب والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية....... كان الثنائي اردوغان- بخجلي يقولان للشعب في تركيا " إن سبب المشاكل الاقتصادية في تركيا هي الحرب، وأنتم تدركون ما قيمة الأسلحة من طلقات وقنابل" بمعنى أنهم كانوا يقولون للشعب بمعنى آخر " أنكم يجب أن لا تسألوا عن المشاكل الاقتصادية، وعليكم دعم الحرب التي نخوضها"، ولذلك على الشعب التركي وكافة قوى الحرية والديمقراطية والذين يناهضون الفاشية أن يعلموا أن السبب وراء المشاكل التي تعانيها تركيا، هي سياسة هذه الحكومة والسلطة وعليهم أن يقفوا صفاً واحداً بوجه هذه السياسة، وأن هذه السياسة لن تساهم أبداً في إنهاء حالة الصراع والحرب، إن وجود الحرب في مكان ما يعني وجود الكثير من المشاكل والأمراض، وجميع المشاكل التي ظهرت في تركيا هي ناتجة بالأساس من السياسة المتبعة حيال الكرد، ما لم يتم استبدال الذهنية الحالية تجاه الكرد بالذهنية الديمقراطية وإحداث تغيير على هذا الأساس، سيخوضون حربهم القذرة على الكرد وستستمر الإبادة والاحتلال.

إن رحى الصراع مع الكرد دائرة، وعلى الجميع أن يعلم أنه طالما مثل هذه السياسة مستمرة على الكرد ستظل العزلة على القائد أوجلان قائمة وسيدوم الظلم على شعب تركيا وستظهر المشاكل باستمرار، وإن السبب وراء تعمق قدرة الفاشية على تنظيم نفسها في تركيا وانتهاك كافة القوانين والدساتير، هي السياسة المعادية  للكرد، وأي شيء يحمل اسم " الكرد وكردستان" يعتبرون وجوده جرماً، وهم بذلك يعتبرون أن القائد أوجلان قد ارتكب جرماً كبيراً، لماذا؟ ... لأنه يتبنى القضية الكردية وقضايا الشعوب والديمقراطية ويناضل في سبيلها، ولهذا السبب هم يمارسون العزلة والظلم عليه، ويجب أن يدرك كل من يريد أن يعم السلام والاستقرار في تركيا وأن تنحل المشاكل والقضايا العالقة، أن الطريق إلى ذلك يمر عبر إنهاء العزلة المفروضة على القائد أوجلان.

نوه الرئيس المشترك لمنظومة المجتمع الكردستاني جميل بايك، إلى السياسة التي يتبعها أردوغان- بخجلي، وقال " إن السياسة التي يتبعها تحالف أردوغان- بخجلي في يومنا هذا، هي بالأساس سياسة جمعية الاتحاد والترقي، كيفما كانت جمعية الاتحاد والترقي تستند إلى (الاسلام التركي) في ممارسة سياستها من أجل منع انهيار الدولة العثمانية ولم يكن مهماً لديها سواء المسلم أو التركي، فقد قامت بالمجازر بحق الجميع، اليوم أردوغان- بخجلي يسيرون على نفس الخطى.

إن أردوغان وبخجلي يسيران على خطى أنور و طلعت باشا الطوراني اللذان ارتكبا المجازر بحق الشعوب من أجل أن يبنوا الدولة القومية التركية، ويسعون إلى ارتكاب المجازر بحق الكرد؛ في يومنا هذا هناك حرب كبيرة مندلعة في العالم، وهم يزعمون أن بإمكانهم تحقيق هدفهم بسهولة ، يقولون " ما دام هناك وجود كردي، لن يكون باستطاعتنا تأسيس دولتنا القومية التركية المستقلة" أي أنهم يرون الوجود الكردي عائقاً أمامهم، لأنهم يرون بأن الكرد يسعون إلى إحياء الشعوب التي مارسوا بحقهم سياسات الإبادة، ولهذا السبب يهدفون إلى القضاء على كل شيء يحمل اسم " الكرد وكردستان"، كما يسعون في الوقت نفسه إلى استعادة بعض الأراضي التي خسرتها الدولة العثمانية إبان الحرب العالمية الأولى، لأجل بناء دولتهم القومية، ويقولون أنهم يريدون تطبيق "الميثاق الملي"، أي أنهم يريدون القضاء على الكرد من ناحية و توسيع دولتهم القومية من الناحية الأخرى، وذلك من خلال السيطرة على أجزاء كردستان في روج آفا وجنوب كردستان وضمها إلى الدولة التركية، وعلى هذا الأساس يسعون إلى تعزيز نفوذهم في الشرق الأوسط ويحاربون من أجل ذلك.

تسارعت وتيرة سياساتهم هذه بعد انتخابات 23 حزيران، لأنهم تلقوا خسارة كبيرة في تلك الانتخابات وأصيبوا بالضعف، ومن أجل أن يخفوا الضعف الذي يعيشونه ويمنعوا القوى الديمقراطية من النقاشات المعادية للفاشية، اتبعوا سياسة الحرب والظلم هذه من أجل الحفاظ على سلطتهم وحكمهم، وتعزيز الشوفينية والعنصرية مرة أخرى في تركيا هو لهذا الهدف، هم أنفسهم كانوا يقولون " من يخسر اسطنبول، يخسر تركيا" وها قد خسروا اسطنبول وإذا استطاع الشعب الكردي والتركي والشرق أوسطي إدراك مدى الضعف الذين يعانونه، سيكون بالإمكان النضال في وجههم بشكل افضل والوقوف في وجه ظلمهم وضغوطاتهم، وهم يقومون بهذه الهجمات ويمارسون سياسات الحرب النفسية الخاصة نتيجة ضعفهم.

وإذا كانت الدولة التركية الفاشية تمارس سياسات الإبادة بحق الكرد في تركيا وخارجها وتعتقل القوى الديمقراطية وتقتلها، هذه ليست فقط قوة تحالف أردوغان وبخجلي، بل لأن نظام الحداثة الرأسمالية تدعمه، ومن هنا أنتقد تلك الدول الداعمة لهذه السياسات وأحذرها بأن لا يقدموا الكرد قرابين سياساتهم وأن لا يساندوا سياسات أردوغان ولا يشاركوا فيها.

كما ان تحالف أردوغان- بخجلي يستفيد من دعم بعض الكرد أيضاً لسياساتهم، عندما يقولون " نحن لسنا ضد الكرد، بل نحن نعادي حزب العمال الكردستاني ونحاربه" وهم بأقوالهم هذه يسعون للوصول إلى مبتغاهم، لأن الدولة التركية المحتلة وعلى مر التاريخ قد لجأت إلى شق الصف الكردي ومنع أي وحدة صف كردي وزرع الفتن من أجل الاقتتال الكردي- الكردي بهدف القضاء عليهم، وسعت على الدوام إلى دعم الفئة الضعيفة من الكرد من أجل الوقوف في وجه الفئة القوية، حتى قديماً فعلت ذلك على الدوام من خلال دعم العشيرة الكردية الضعيفة في وجه العشيرة القوية، وبذلك ساهمت باستمرار في زرع الشقاق ما بين الكرد وتطوير دولتهم القومية على هذا الأساس، ويجب أخذ العلم أنهم يؤمنون بقوة، بقولهم هذا " من لا يخدم قومه، لا يخدمنا" وقد طبقوا ذلك مرات عديدة، لذلك على كل من يعمل إلى جانب أردوغان وبخجلي، أنهم يعادون أنفسهم ويعادون قضية شعبهم، هم يظنون أنهم يعادون حزب العمال الكردستاني فقط وأنهم بعملهم إلى جانب تركيا، سيحصلون بعض المكاسب، إنهم منخدعون بذلك وأن كانوا قد حصلوا بعض المكاسب فهي جميعها بفضل PKK، وإن لم يكن PKK موجوداً ما كان لهم ان يحققوا هذه المكاسب على الإطلاق، وعليهم أن يعلموا أنهم مدينون بذلك لحزب العمال الكردستاني وليس للدولة التركية، وعليهم ان لا يخدموا سياساتها، فالدولة التركية ليست عدوة الكرد في شمال كردستان وPKK فقط، بل عدوة للشعب الكردي بالأجمع، والدولة التركية من أجل أن تخدع الجميع، تقول "أنها تحارب في تلك المناطق لأن PKK موجود هناك، وأينما حَلَّ PKK سأذهب إلى هناك"، والبعض من الكرد في روج آفا وجنوب كردستان ايضاً يقولون " أن الدولة التركية تهاجمنا، لأن PKK موجود هنا، وإن لم يكن هناك PKK ، فلن تشن تركيا هجماتها "، وأود هنا أن أعطي مثال ليبيا والبحر المتوسط لمن يفكرون بهذا الشكل، حيث لا يوجد PKK في البحر المتوسط ولا في ليبيا، بالرغم من ذلك تسبب الدولة التركية الكثير من الأزمات والمشاكل في تلك المناطق؛ لذلك المسألة لا تتعلق بوجود PKK، بل لأن حزب العمال الكردستاني هو المدافع عن الشعب الكردي وهو حامي الشرف والناموس، ولهذا السبب تهاجم الدولة التركية حزب العمال الكردستاني، وهي تهاجم في كيانه جميع الكرد، وعلى الكرد ان يدركوا حقيقة ذلك جيداً، وأن لا يدخلوا في خدمة الدولة التركية الفاشية وأن لا يعادوا شعبهم، وإذا كانت الدولة التركية تهاجم كل من روج آفا وجنوب كردستان، فهذا يعني أن لها أذرع في كل منهما، وإن لم يكن لها أذرع، ما كان باستطاعتها شن اية هجمة، وللعلم ان هذه الأذرع هي من الكرد أنفسهم، ولكن لا علاقة لهم أصلاً بالكردياتية، على سبيل المثال؛ كيف بإمكان تشكيلات الأمن القومي التركي أن يستهدف الرفيق (هلمت) في قنديل ويتسبب في شهادته، هذا يعني أن هناك اناس يساعدون الدولة التركية في ارتكاب هذه المجازر، وهذا واضح جداً؛ فالدولة التركية تقول " بأن جيشنا مع تشكيلات الأمن القومي التركي، يقوم بهذه العمليات" كيف يمكن للكردي أن يقبل ذلك، وكيف للحكومة أن تقبل بذلك؟ عليهم أن يرفضوا ذلك ويتخذوا موقفاً مناهضاً لها، لأن الوطنية تتطلب منا ذلك، فالوطنية هي أن تصاحب أخاك وأهلك، وليس أن تقف إلى جانب المستعمر والمحتل ضد شعبك وأهلك وأخوتك، ولذلك أن هذه السياسة لن تفيد الكرد في شيء، بل تتسبب في هزيمته وعلى الكرد ان لا يخدموا هذه السياسة.

PKK تدافع عن قيم ومكتسبات جنوب كردستان

أكد بايك من جانبه إلى أنه لولا وجود PKK، لما قبلت تركيا بإنجازات جنوب كردستان وحكومته أبداً، وقال " الأتراك يقولونها علناً، من أجل القضاء على PKK قمنا بوضع استراتيجية لذلك من خلال عقد علاقات مع جنوب كردستان وتقديم المساعدة لهم" ولكنهم لم يستطيعوا القضاء علينا وكان ذلك في خدمة شعب جنوب كردستان، والدولة التركية تعترف الآن بأنها ارتكبت خطأً، ولسنا نحن من نقول ذلك، بل الضباط الأتراك أنفسهم يقولون هذا، وهذه حقيقة؛ إلى جانب أنهم يقولون اليوم" أن PKK حزب يعادي جنوب كردستان ومكتسبات الشعب هناك، ولذلك فإن PKK يمثل تهديداً للجنوب" وهذا كذب وافتراء وخطا كبير، وفي الوقت نفسه خداع لشعبنا في جنوب كردستان، ولذلك على شعبنا أن لا يصدق الدعايات المغرضة والتي تندرج ضمن الحرب الخاصة التي يمارسها العدو، وفي الواقع أن شعبنا يدرك مع الوقت هذه الحقيقة ويتفهمها، ويعلم ان المكتسبات التي تمت تحصيلها في جنوب كردستان هي بفضل PKK، إذا كانت تركيا قد قبلت بحكومة جنوب كردستان، فهي لهذا السبب، وهذا دليل على دور نضال PKK في هذه المكتسبات وأنها ليس عدو جنوب كردستان، بل صديقه المدافع عنه والذي يدفع به نحو النصر، ألم يكن حزب العمال الكردستاني هو من هبَّ للمساعدة في وجه هجمات داعش؟..نعم كريلا PKK ذهبوا للدفاع عنه والشعب يدرك هذه الحقيقة وحتى الدولة تدرك ذلك، لو لم تذهب الكريلا للدفاع والحماية، كان من الممكن أن تمتد داعش إلى هولير أيضاً..! ولهذا ذهب السيد مسعود البارزاني إلى مخمور وقدم شكره للكريلا، لو كانت الكريلا تريد فعلاً الإضرار بجنوب كردستان، لما ذهب إليهم السيد مسعود البارزاني وتشكرهم هناك، وهذه الحقيقة واضحة للعيان، كان PKK من أكثر المحاربين في مواجهة داعش، والكريلا هم من دافعوا عن شعب وحكومة جنوب كردستان، وتمت حماية شرف وعزة جنوب كردستان من قبل PKK، وهم بذلك مدينون للكريلا ولـ " PKK" ، وكيف بإمكانها تناسي هذه الحقيقة؟.. وكيف ينظرون إلى PKK كتهديد في جنوب كردستان؟..تركيا هي الخطر والتهديد وليس PKK والكريلا، عندما جرى الاستفتاء، من وقف ضد جنوب كردستان؟ طبعاً كانت الدولة التركية على رأس المعادين للاستفتاء، فقد صرح السيد مسعود البارزاني وقال " عندما حصل الهجوم، لم تساعدنا الدولة التركية وكذلك عندما هاجمت داعش، هنا كيف يمكن اعتبار الدولة التركية صديقة و PKK عدواً؟...هذه مغالطة كبيرة، ولذلك علينا ان نُفْهِمَ شعبنا كل هذه الحقائق، وليس علينا أن ننشر الأكاذيب ونسمم عقولهم، شعبنا في جنوب كردستان يدرك ما هي الحقيقة، لأنهم قد أصبحوا على اتصال مع العالم الخارجي، وأنا على ثقة بأن شعبنا غي جنوب كردستان سيقف وراء قيمه ومكاسبه وإنجازاته، والقيمة الأكبر لهم هو PKK ومقاتليه الكريلا، ولهذا فالوحدة الكردية مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وعلى الجميع أن يتخذ من الوحدة الوطنية الكردية أساساً لهم، فالدولة التركية تسعى إلى افتعال اقتتال كردي-كردي في جنوب كردستان، من أجل القضاء على جنوب كردستان وعلى الكرد و الحركات الكردية، وفي مواجهة ذلك على الكرد أن ينهوا هذا الشقاق ويسارعوا إلى الأخوة وتوحيد الصفوف والوحدة وتطوير المفهوم الوطني بناءً على ذلك، والوقوف في وجه المحتلين والأعداء، هذا من شأنه أن يخدم الكرد وهذا هو الصح.... ونحن مستعدون دائماً لذلك، نحن نسعى إلى اتحاد الكرد والوحدة الوطنية الكردية، ومن يناضل في سبيل ذلك سنكون إلى جانبه ونقدم العون والمساعدة له، نحن لا نطلب شيئاً لأنفسنا، كل ما نريده هو من أجل شعبنا، وعلى كل من يقول عن نفسه بأنه "كردي ووطني ويناضل في سبيل حرية شعبه" عليه أن يتخذ من نداءنا هذا اساساً للسير عليه، وندائي هذا موجه إلى كافة الحركات والأحزاب السياسية والشخصيات الكردستانية؛ يجب على الجميع أن يؤدوا واجبهم الوطني، وأن يتركوا مصالحهم الحزبية والشخصية جانباً وأن يفكروا بالشعب وحده، وأن لا يجعلوا من الشعب الكردي ضحية لمصالحهم وعلى الجميع أن يستند في نضاله إلى الوطنية الكردية ويناضل في سبيل الوحدة الوطنية الكردية، نحن مستعدون من جهتنا لكل ما ذكرته عن الوحدة الكردية ونطالب الجميع لتلبية هذا النداء وتبيان موقفه، لأنه مطلب شعبي وشعبنا ينتظر ذلك منا.

مخطط الدولة التركية هو احتلال شمال سوريا

وأشار بايك مرة أخرى على أن مصدر جميع الأزمات في المنطقة هي ذهنية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وقال "إن الدولة التركية هي منبع المشاكل، ليست في تركيا وحدها بل في جميع أجزاء كردستان وكذلك في البحر المتوسط وليبيا، ومع مرور الوقت يدرك العالم مدى خطورة الدولة التركية، فهذه الدولة لا تشكل تهديداً للكرد بل هي تهديدٌ خَطِرْ على الجميع، الدولة التركية ترى أن الكرد يشكلون العقبة الأساسية أنان ممارستهم لسياساتهم القذرة، ولذلك يسارعون إلى القضاء عليهم وإزالة هذه العقبة وتحقيق أهدافهم في الشرق الأوسط، الدولة التركية تقول الآن " أنها تسعى إلى إقامة ممر السلام" أردوغان وبخجلي يمثلون الفاشية وهم دائماً يسعون من خلال هذه الأقاويل خداع الناس وتحقيق أهدافهم بذلك، ما يفكرون به دائماً ما تكون على عكس أقوالهم، في شمال سوريا هناك تعايش أخوي بين شعوبها في ظل نظام ديمقراطي ويسعون إلى تطويرها، والدولة التركية بدورها تسعى إلى القضاء عليها لأنها عدوة الحرية والديمقراطية وأخوة الشعوب وعدوة الأديان في نفس الوقت، ما يقوم به اردوغان وبخجلي لا علاقة له بالإسلام على الاطلاق، على العكس فيها ضرر كبير له، بالمطلق يريدون أن يخدموا الدولة القومية التركية انطلاقً من سياسة (الاسلام- التركي)، وقد اشرت إلى ذلك في الأعلى وقلت " أن تركيا قد وضعت لنفسها برنامجاً وتسير عليه، والنقطة الأساسية في برنامجها هي كيفية شق الصف الكردي، وكيفية زرع الفتنة بين شمال وجنوب كردستان، بين شمال وروج آفا، وكيفية قطع العلاقات ما بين الكرد والقضاء عليهم" وأيضاً كيفية إزالة الكرد من على الحدود وتوطين أناس تابعين لهم على هذه الحدود، إذا كانت الدولة التركية تصر الآن على تنفيذ تهديداتها لشمال سوريا، وتقول "إننا ستقطعها إلى اشلاء، وسنوطن اللاجئين السوريين في تلك المنطقة" هدفهم هنا واضح للعيان، أي انهم يقولون "سنقتلع الكرد من تلك المنطقة، ونوطن العرب الموالين لنا فيها وكذلك المرتزقة التابعين لنا" وهذا على غرار ما قاموا به في عفرين؛ ولذلك على شعبنا الكردي أن يدرك هذه الحقيقة جيداً وأن يقف بكل قدراته وإمكاناته في وجه هذه السياسة، وعلى كافة الشعوب في شمال سوريا أن يعززوا من أخوتهم وتنظيمهم ويصعدوا من نضالهم في مواجهة الاحتلال التركي، ولأجل هذا على كل المجتمعات التي تعيش في شمال سوريا " الكرد، العرب، الأرمن، السريان، الشركس، التركمان" إضافة إلى جميع الأديان والمعتقدات والمذاهب والثقافات، أن يرسخوا ويعززوا من مفهوم الأمة الديمقراطية، وعلى هذا الأساس عليهم أن ينتظموا ويمارسوا نشاطاتهم ويحصنوها استعداداً للوقوف في وجه الاحتلال التركي وفي وجه الحرب والصراع، إضافة إلى أنه من الضروري تجهيز قواتهم الدفاعية من أجل القدرة على الدفاع، غير ذلك سيكون الخطر والتهديد كبيراً ولن يحدث السلام في سوريا ابداً، والسلام ليس بقريب لا في سوريا ولا في الشرق الأوسط بأكمله، ما يجري الآن هي حرب عالمية ثالثة ومن المحتمل أن تتعاظم هذه الحرب، لذلك ليست هناك قضايا يمكن حلها بالسلام، يجب أن يأمل أحد ذلك ولا يخدع نفسه، أي أن مجتمع شمال سوريا وقواه الدفاعية عليهم الاستعداد للحرب، ويجب تقوية الدفاعات على كافة الأصعدة وهذا فقط من شأنه أن يتيح لهم الحياة، وغير ذلك ليس هناك المزيد من الخيارات لفعله من أجل ردع العدوان التركي.

هناك تواجد لقوات التحالف الدولي، وكذلك النظام السوري وروسيا وعلى الجميع أن يدركوا غايات السياسة التركية، إضافة إلى الشعب العربي عليه أن يدرك هذه الحقيقة، يجب أن نحصل على مساعدتهم، ويجب الوقوف جنباً إلى جنب في وجه الاحتلال التركي، بإرادة وبسالة وتصميم.

الدولة التركية عازمة على إدخال المرتزقة والعرب التابعين لها إلى منطقة شمال وشرق سوريا، ويمهد بذلك لاحتلال شمال سوريا، ويشير إلى " كري سبي، شيوخ، سري كانيه ..." ويقول بأنها "ليست كردية وهي مناطق عربية وسأقوم بتوطين العرب الموجودين لدي في تلك المناطق" تماماً كما فعلها في عفرين؛ اليوم جميع الناس يعلمون ماذا ترتكب الدولة التركية ومرتزقتها بحق الشعوب في عفرين، ليس فقط بحق الكرد بل بحق كافة المكونات، إذا دخلت تركيا إلى شمال سوريا، سترتكب جرائم اشنع مما ترتكبها في عفرين، وعلى الجميع أن يدرك ذلك وأن يسعى إلى العمل بكل قدراته وطاقاته من أجل تصعيد النضال في مواجهة ذلك.

الشعب الإيزيدي هو من سيقرر مصيره

إن شعبنا الإيزيدي قد تعرض للعديد من الفرمانات والمجازر، والقوى التي كانت ترتكب هذه الفرمانات هي قوى ساعية إلى القضاء على الوجود الإيزيدي، وعلينا أن نتساءل عن السبب وراء ارتكاب هذا الكم الهائل من المجازر بحق الكرد الإيزيديين؟.. والسبب يكمن في أن الشعب الإيزيدي هو أصل الكرد، وكل من كان يريد استئصال الكرد من التاريخ والقضاء عليه، كان يستهدف الشعب الإيزيدي، وكذلك كان الهدف من الهجوم على شنكال، فالإيزيديين الذين كانوا يعيشون في شنكال، بالأساس كانوا يهبون الحياة للكرد، وعلى جميع ابناء شعبنا ان يتفهموا هذه الحقيقة، حماية الكرد الإيزيديين في شنكال هي حماية وجودنا بالدرجة الأولى، ومن لا يدعمهم لا يمكن أن يقول عن نفسه " أنا كردي" ولا حتى أن يقول " أنا وطني"، ومن أجل شعبنا في شنكال، وكي لا يتعرض مرة أخرى للفرمانات والمجازر، عليه أن يثق بنفسه وقدراته أولاً وأن ينظم صفوفه استناداً على طاقاته ويصعد من نضاله، وغير ذلك لن يكون بإمكانه تأمين وضمان حياته، في الواقع أسسوا بعض المؤسسات هناك وشكلوا يعض القوى، وعليهم أن يعملوا على تعزيزها وتقويتها وتطويرها، وعلى جميع الإيزيديين أن ينظموا صفوفهم ويوحدوها لأجل أن يكونوا قادرين على حماية أنفسهم ووجودهم، وأن لا يسلموا إرادتهم ومصيرهم إلى أحد، يهدفون الآن إلى إدارة ذاتية في شنكال وهذا شيء جيد وعليهم أن يعملوا من أجلها سواء في الداخل أو في الخارج على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإعلامي، وأن يحولوا مجتمعهم إلى مجتمع منظم، وعلى دولة العراق وأيضاً حكومة جنوب كردستان أن يحترموا ويقدروا الإيزيديين، هم قوم مسالمون ولا يهددون أحد، وهم يقدمون خدماتهم للجميع، وقد خدموا الانسانية طويلاً وعلينا تقدير واحترام كل من خدم الانسانية، ويجب تلبية مطالبهم وتحقيقها، وليس العمل على فرض المطالب عليهم... وعلى الجميع أن يلبي ويحترم ما يطلبه شعبنا في شنكال، ويقبل به ويبذل جهداً في سبيل تحقيقه، واليوم شعبنا الإيزيدي يناضل في سبيل هويته وحريته وقيمه وثقافته، وأنا بدوري أحيي هذا النضال وأدعوهم إلى تصعيد نضالهم من القدرة على الدفاع عن أنفسهم وحماية وجودهم، لأن وجود الكرد مرتبط بوجودهم.

على الرغم من أن داعش هُزِمَتْ عسكرياً ولكن لم يتم بعد القضاء عليها، ويجب العمل على إنهائها بالكامل وذلك بالقضاء على فكرها وسياستها وتنظيمها، ولا زالت تشكل خطراً على البشرية يشكل خطرا كبيرا على البشرية، والجميع يدرك ذلك.

يجب أن يتم محاكمة داعش، وفي هذا الصدد هناك من يقف عائقاً أمام محاكمة داعش..! والسبب أن محاكمة داعش من شأنها أن تفند الكثير من الحقائق حول داعميها والذين أرادوا أن يمارسوا سياساتهم في الشرق الأوسط من خلالها، لذلك لا يريدون محاكمة داعش ويعملون على إعاقتها، وفي مقدمتهم تركيا لأن أردوغان نفسه يمثل داعش والقائد الحقيقي لداعش هو "أردوغان"، وقد عمل على حماية داعش في الكثير من الأوقات وعلى هذا الأساس يسعى مجدداً من خلال تهديداته لشمال سوريا إلى إعادة إحياء داعش من جديد، وعلينا أن نعطي هذه الفرصة للدولة التركية ولداعش، ومن الضروري جداً محاكمة داعش في كردستان، لأنها مارست وحشيتها الكبرى في كردستان وعلى الكرد.

لا بديل عن الخط الثالث في الشرق الأوسط

الحرب العالمية الثالثة قائمة اليوم في الشرق الأوسط، وليس معلوماً متى ستنتهي هذه الحرب وماهية النظام الذي سيتم تأسيسه في المنطقة، وتحديد ماهيته يتوقف على نتائج هذه الحرب، الكثير من القوى الخارجية تدخلت في المنطقة، وتسعى من خلال هذه الحرب إلى إزالة العقبات من طريقها، وتنظيم الشرق الأوسط وفقا لأجنداتها ومصالحهاً، وتسعى إلى أضعاف كل القوى التي تشكل عائقاً في طريقها والقضاء عليها، هناك بعض الأنظمة في الشرق الأوسط تقف على الضد من شعبها والتدخلات الأجنبية، تحاول حماية سلطتها وحكمها وبالتالي دولتها القومية، وهذه الأنظمة لا تقف فقط في وجه القوى الأجنبية الممثلة للحداثة الرأسمالية، بل تقف في وجه شعبها وشعوب المنطقة أيضاً، وشعوب المنطقة بدورها لم تعد ترغب بالعيش تحت ظل هذه الأنظمة، بل تسعى وتريد العيش في جو من الحرية والديمقراطية والسلام، وهم يناضلون من أجل ذلك.

إن القائد عبدالله أوجلان وحزب العمال الكردستاني، يمثلون "الخط الثالث" وهو خط إرادة الشعوب؛ فالخط الأول يمثل تدخل القوى الأجنبية والخط الثاني يمثل الأنظمة المتسلطة في السرق الأوسط، وشعوب المنطقة بدورهم يمثلون الخط الثالث، أي أنهم ليسوا مع كلا الخطين، لا مع القوى الأجنبية ولا مع الأنظمة الحالية في الشرق الأوسط، لأن الشعوب لا تثق بهم ولا ترى مصالحها فيهم، من الممكن أن يكون هناك بعض العلاقات التكتيكية سواء مع الدول المتسلطة أو حتى مع دول الحداثة الرأسمالية، بالأساس ليست هناك جبهات في يومنا هذا، فالجميع يعيشون ضمن علاقات وخلافات، ويعمل من أجل مصالحه ويفعل كل ما تمليه عليه مصلحته.

‘إن خط القائد أوجلان وPKK يمثل مصلحة شعوب الشرق الأوسط وإرادتهم، ومن أجل أن يعم السلام والأمن والاستقرار الدائم والديمقراطية في الشرق الأوسط، ويعمل من أجل تطبيق الأمة الديمقراطية والكونفدرالية الديمقراطية والإرادة الديمقراطية، وبناء مجتمع يستند على حرية المرأة والإيكولوجيا، ومن أجل أن يعود كل شيء إلى أصله، فالشرق الأوسط مهد البشرية والانسانية، ولكن هذه الحقيقة تمت تغييبها وتجاهلها، ويجب أن تعود الانسانية إلى أصلها في الشرق الأوسط، ولهذا السبب يجب أن يتم إحداث تغيير جذري في الشرق الأوسط وهذا سيكون إرادة الشعوب وتميلهم لخط الحرية والديمقراطية، للخط الثالث.