العالم الألماني بايش: العزلة المفروضة على أوجلان انتهاك للقيم الإنسانية

أكد الأستاذ البروفيسور نورمان بايش أن العزلة المفروضة على القائد الكردي عبد الله أوجلان لا تتطابق باي شكل من الأشكال مع القيم الإنسانية، وأن صمت الدول الأوروبية حيال العزلة أمر مرفوض تماماً.

 

يعتبر العالم والبروفيسور الألماني نورمان بايش أحد أكثر الشخصيات المعروفة في ألمانيا والدول الأوروبية في مجال القانون الدولي.

ويعيش بايش في مدينة هامبورغ الألمانية، كما يعتبر من أحد أكثر الأشخاص المتابعين لوضع القائد الكردي عبد الله أوجلان والأحداث التي تجري في عموم كردستان. 

البروفيسور نورمان بايش تحدث إلى وكالة فرات للأنباء (ANF) عن العزلة المشددة المفروضة على أوجلان، حملة الإضراب المفتوحة للبرلمانية ليلى كوفن وباقي المشاركين في كل مكان في الحملة، وسياسة أردوغان العدائية تجاه الكرد ومناطق شمال وشرق سوريا. 

وعبر العالم الألماني بايش عن قلقه الكبير تجاه الحرب التي تخوضها تركيا في عموم كردستان خلال السنوات الأخيرة وانتهاكاتها الكبيرة قائلاً إن "أوجلان وحده قادر على إنهاء هذه الحرب والانتهاكات التركية بحق الكرد وشعوب المنطقة كما أنه الوحيد القادر على إيقاف نزيف الدم وتحقيق السلام. وهذا يتحقق من خلال نيل أوجلان لحريته". 

وأوضح بايش أن رفع العزلة عن إيمرالي هي بداية لبناء الحوار مع أوجلان وهذا بدوره يمهد لتغيير حقيقي في ليس فقط في تاريخي تركيا، بل في عموم الشرق الأوسط.

وقال: "لاحظت قوة ودور أوجلان الفعال في هذا الجانب من خلال لقائي به". 

وأشار بايش إلى لقائه بالقائد الكردي عبد الله أوجلان في العاصمة السورية دمشق عام 1996.

وتابع: "حينها أيضاً أوجلان كان يتحدث عن ضرورة تحقيق السلام والحل السياسي كما هو الحال اليوم. من وجهة نظري، أوجلان يعتبر أحد أكثر الأرقام فعالية وتأثيراً في الشرق الأوسط. وحتى اليوم ورغم كل السياسات المعادية له ولفكره لم يقل تأثيره، بل على العكس تماماً بات تأثيره أكبر بكثير. 

ولفت بايش إلى دور أوجلان الأساسي ضمن حركة التحرر الكردستانية.

وأكد أنه وبسبب هذا التأثير والدور الفعال، فإن الحوار والتفاوض مع أوجلان سيؤدي إلى تحقيق السلام لكل شعوب المنطقة. 

واستنكر العالم بايش صمت الدول الأوروبية التي تدعي الدفاع عن القيم الإنسانية والحريات حيال العزلة المشددة المفروضة على أوجلان مشيراً إلى أنه "رغم هذا الدور الكبير الذي يحقق السلام وحل مشاكل المنطقة إلا أن تركيا ومنذ أكثر من عامين تفرض بحقة عزلة مشددة وتمنع عنه كل الزيارات، في ظل صمت أوروبي". 

وأضاف "قبل كل شيء العزلة المفروضة على أوجلان جريمة بحق الإنسانية، وهذا الامر مرفوض تماماً ولا يتطابق مع القيم الأوروبية. تركيا تنتهك كل القيم والأخلاقيات الإنسانية وهذا لأنها اعترفت بكل المعاهدات والمواثيق الدولة ووقعت على اتفاقية عضو في المفوضية الأوروبية، القبول بشروط لجنة مناهضة التعذيب في المعتقلات واتفاقية حقوق الإنسان الدولية". 

وتابع: "وفقاً للقوانين الدولية تركيا تنتهك جميع الاتفاقات التي وقعت عليها من خلال فرض العزلة المشددة على أوجلان. وعلى الدول الأوروبية أن تعلن رفضها لهذه الانتهاكات". 

ودعا العالم بايش كل دول الاتحاد الأوروبي والحكومة الاتحادية الألمانية إلى التحرك لإنهاء الانتهاكات التي تحصل في إيمرالي، من قبل الحكومة التركية. 

وتطرق بايش بالحديث إلى حملة الإضراب المفتوحة عن الطعام التي أعلنتها البرلمانية ليلى كوفن منذ 65 يوماً في سجنها في آمد، وباقي حملات الإضراب التي بدأت تضامناً معهاً واحتجاجاً على العزلة المشددة المفروضة على أوجلان مشيراً إلى أهمية هذه الحملات، متمنياً أن تحقق هذه الحملات أهدافها وترفع العزلة عن أوجلان.

وقال: "أتمنى الصحة العافية لكل المضربين، وأن لا تتدهور أحوالهم الصحية إلى حد الخطر كما أتمنى أن تحقق حملتهم أهدافها". 

وأشار بايش إلى تصريحات الحكومة الألمانية قبل أيام والتي قالت فيها إنها "لا ترغب في أن تقوم الدولة التركية بالتدخل العسكري في الأراضي السورية"، وقال: "أتمنى أن تكون الحكومة الاتحادية مسؤولة عن هذه التصريح وتتحرك وفقه".

وتابع: "يجب أن لا تكتفي الحكومة الألمانية وباقي الدول الأوروبية بإصدار بيانات وتصريحات بهذا الشكل بل عليها أن تبادر إلى اتخاذ خطوات فعلية من شأنها منع تركيا من شن هجمات عسكرية على سوريا".

وأكد أنه "من أجل منع أي حرب تحصل في مناطق شمال وشرق سوريا، يتوجب على القوى الدولية ودول الغرب أن تضغط على حكومة أردوغان. بشكل يفهم أردوغان أن الاعتداء على أي دولة يعتبر انتهاك للقوانين الدولية. وهنا تقع المسؤولية الكبيرة على عاتق الدولة الألمانية ويتوجب على الحكومة الاتحادية أن تعلن عن موقفها بشكل صارم. لا شك أن المصالح الاقتصادية سيكون لها دور في هذه المسألة لكن في المقابل على ألمانيا أن تعلن موقفها بشكل حيادي وبشكل تراعي مصالح الشعب التركي والكردي معاً، وتلعب دور الوسيط لتحقيق السلام".

من هو البروفيسور نورمان بايش؟

ولد بايش في مدينة بريمرهافن الألمانية عام 1938، ودرس في جامعات توبينغ، ميونخ وباريس مختصاً في القانون والعلوم السياسية. في الفترة ما بين 1975-1982 درس في كلية الحقوق والعلوم السياسة في جامعة هامبورغ. وفي الفترة ما بين 1982-2003 درس في قسم القانون الدولي والاقتصاد في نفس الجامعة. في الفترة ما بين 1977-1986 تولى منصب رئيس اتحاد الحقوقيين الديمقراطيين. بايش وفي الفترة ما بين 2005-2009 كان عضواً في البرلمان الاتحادي وتولى منصب المتحدث باسم العلاقات الخارجية لحزب اليسار الألماني.