البغدادي.. الورقة الأخيرة المفقودة في شجرة "التنظيم" المبتورة

لايزال مصير زعيم تنظيم داعش الإرهابي مجهولا حتى الان وسط ورود انباء متضاربة حول مقتله او انتقاله الى مناطق أخرى ليظل مصيره الحلقة المفقودة ضمن المشهد الحالي

خسر تنظيم "داعش" الإرهابي جميع الاراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا ، لكن مايزال مصير زعيمه او كما يسمونه اتباع التنظيم الإرهابي "الخليفة" أبو بكر البغدادي مجهولاً حتى الان ،

لكن مع المكافأة والتي قدرها (25 مليون دولار) ، يعد أبو بكر البغدادي من اهم  الشخصيات المطلوبة في العالم ، لكونه  المسؤول عن قيادة  تنظيم  ارتكب جرائم  مروعة من  خلال مذابح جماعية  لكل من يعارض قوانين التنظيم المتشدد ، وأيضا أعطائه الأوامر واصداره التوجيهات للقيام  بهجمات إرهابية عبر القارات وفي قلب أوروبا.

وعلى الرغم من كثرة الانباء الواردة والتي تحدثت عن  مقتله  خلال السنوات القليلة الماضية ، لا يزال مصير البغدادي غامضاً، حيث  لم يظهر للعلن  سوى  مرة واحدة فقط  ،وكان عام 2014. ومنذ ذلك الحين ، قتل العديد من كبار مساعديه ، معظمهم من خلال  غارات جوية شنتها قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة،

ويعد البغدادي  من بين كبار قادة تنظيم داعش الإرهابي  القلائل الذين ما زال مصيرهم مجهولاً  بعد عامين من الهزائم المتلاحقة للتنظيم ، والتي شهدت انتهاء سيطرتهم على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والسورية والتي كان اخرها قرية الباغوز ،

لكن وباعتباره  رمزاً من رموز شبكات الإرهاب  العالمية إلا أن القبض على البغدادي سيكون انتصارا مطمئن للعالم اجمع وشعوب سوريا والعراق بالتحديد

خاصة امام فشل ، الأميركيين والروس والنظام السوري والعراقيين من القبض عليه او قتله

وخلال الأيام الأخيرة للتنظيم  ، وبينما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة ، بالقرب من الباغوز من خلال حملة عاصفة الجزيرة التي أعلنتها قوات سوريا الديمقراطية ، ظل احتمال تواجد البغدادي هناك قائماً ، حيث اتخذ عدد من قادة داعش والمقاتلين الجانب ، واغلبهم  عراقيون ، قرار المقاومة والبقاء  في الجيب الأخير وعدم الاستسلام.

وبعد أسابيع من المعارك العنيفة  والحصار الخانق من قبل قوات سوريا الديمقرراطية ، خرج اغلب المقاتلين والمدنيين الذين استخدمهم  التنظيم كدروع بشرية  من الجيب واستسلموا   وقدر عددهم بالالاف حينها  ، معظمهم من عوائل عناصر التنظيم  لكن لم تكن هناك أية ادلة  على وجود البغدادي.

حيث صرح حينها متحدثون من التحالف لوكلات الانباء بان التحالف لم يلقي القبض على البغدادي وليس لديهم معلومات  عن مكان تواجده ، لتظل الحلقة المفقودة في سلسلة حلقات محاربة هذا التنظيم الإرهابي ،

وولد البغدادي إبراهيم عواد إبراهيم علي البدري السامرائي عام 1971 في سامراء ، العراق ،ووفقاً لوكالة أعماق  ، فقد احتجزته القوات الأمريكية في العراق وتم إرساله إلى سجن بوكا في شباط \فبراير 2004 بسبب نشاطه المناهض للولايات المتحدة.

و أُطلق سراحه بعد 10 أشهر ، وبعد ذلك التحق بفرع تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق "أبو مصعب الزرقاوي. " وليتولى السيطرة على المجموعة ، المعروفة حينها  باسم دولة العراق الإسلامية.

وبعد اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 ، أرسل البغدادي عدد من أعضاء مجموعته الى سوريا  لإنشاء جماعة متطرفة مشابهة من حيث  التفكير مع تفكير مجموعته  ، التي أصبحت تعرف باسم جبهة النصرة ، رحبت هذه المجموعة في البداية بعدد من المجموعات ذات ألتوجه السلفي  الذين كانوا جزءاً من المجموعات التي اطلقت على نفسها أسماء مختلفة والتي ادعت بانها تحارب النظام السوري  

ومع مرور الوقت ، تم نقل المزيد من المقاتلين من العراق الى سوريا باوامر وتعليمات من البغدادي   ، بهدف انشاء دولة  "إسلامية " تقاد عبر الخلافة بحسب تعبيرهم  ،و في نيسان\ إبريل 2013 ، أعلن البغدادي ، بإنه  يريد انشاء  مجموعة جديدة باسم "دولة الإسلام في العراق والشام" والذي كان  بمثابة استيلاء واعتداء  على جبهة النصرة الإرهابية. رفض زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني هذا الإعلان حينها ،وكذلك فعل تنظيم القاعدة أيضا  ، والتي انفصلت عن البغدادي ومجموعته،

ومن جانبهم سارع  مقاتلو البغدادي للاستيلاء على مساحات  شاسعة  من الأراضي في أنحاء العراق وسوريا ، ومنها عدد من المدن الرئيسية مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق، و في حزيران \يونيو 2014 ، أعلنت المجموعة عن قيام "الخلافة" و أصبح البغدادي الخليفة الذي بايعه عناصر التنظيم حينها ،

حكم التنظيم مناطق سيطرته بقبضة من حديد مرتكباً الفظائع والمذابح وقطع للرؤوس والتي نشرت من خلال مشاهد مروعة عبر وكالة أعماق التابعة للتنظيم  في مشهد يثبت مدى وحشية عناصر هذا التنظيم في  التاريخ الحديث.

وخلال كل هذه الاحداث  ، كان البغدادي يظهر كالظل،وكان ظهوره العلني الوحيد من خلال مقطع مرئي  في 29 حزيران \يونيو 2014 ، عندما ظهر كشخصية سوداء اللون يلقي خطبة من منبر مسجد النوري الكبير في الموصل ، حيث حث المسلمين في جميع أنحاء العالم على أداء الولاء "للخلافة"  وأطاعته  كخليفة للمسلمين .

لا يعرف الكثير عن عائلة البغدادي، باستثناء الانباء التي وردت عن احتجاز زوجته السابقة ، سجى الدليمي ، وابنتها من البغدادي ، في لبنان عام 2014. والتي تم إطلاق سراحها بعد عام بعد عملية تبادل مع تنظيم القاعدة الإرهابي مقابل جنود ورجال شرطة لبنانيين اختطفهم تنظيم القاعدة  في تموز\يوليو 2018 ، في حين لم يتم التأكد من صحة التقارير التي أفادت عن مقتل البغدادي أو جرحه، و في عام 2017 ، قال مسؤولون روس بإن هناك احتمال كبير بأنه قتل خلال غارة جوية روسية على مشارف الرقة ، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا فيما بعد بإنهم يعتقدون أنه لا يزال حياً ،ليظهر من جديد في أواخر أيلول \ سبتمبر 2017 ، من خلال رسالة صوتية داعيا أتباعه لحرق أعدائهم في كل مكان، كما وظهر مقطع صوتي اخر في أب \أغسطس 2018 ، حث من خلالها البغدادي اتباعه على المثابرة في قتال أعداء "داعش " وحرص خلال حديثه  بالإشارة  إلى الأحداث الجارية حديثاً  لإظهار خطابه بانه حديث ، و كانت هي آخر مرة سمع فيها صوت البغدادي .