مؤسسة اللغة الكردية في حلب تُدرّس اللغة الكردية وتتجه نحو إعطاء التاريخ والجغرافية الكردية

مؤسسة اللغة الكردية في حلب تُدرّس اللغة الكردية وتتجه نحو إعطاء التاريخ والجغرافية الكردية



حلب - تأسست مؤسسة اللغة الكردية SZK التابعة لحلب في الثاني من تشرين الأول لعام 2011, حيث بدأت العمل في ظل ظروف أمنية حذرة جداً واقتضت مهمتها استعادة ما كان على وشك الضياع بين أبناء الشعب الكردي وهي لغتهم الكردية الأم.

لكن على الرغم من الأجواء الحذرة التي كانت تعيشها سوريا وغرب كردستان في تلك الفترة إلا أن مؤسسة اللغة الكردية استقبلت الطلبة الكرد وأصرّت على تعليمهم لغتهم الأم التي كانوا على وشك أن ينسوها.

من جهة أخرى فإن مؤسسة اللغة الكردية في حلب مازالت تستمر في تعليم اللغة الكردية وتخّرج معلمي اللغة الكردية, ونستطيع القول أن مؤسسة اللغة أدت دورها ومازالت تؤديه في أيصال اللغة الكردية إلى عموم أبناء الشعب الكردي في حلب.

فاللغة الكردية التي كانت ممنوعة من تعليمها وتعلمها منذ عشرات السنين أصبحت اليوم حقيقة وذلك بفضل ثورة أبناء الشعب الكردي في غرب كردستان، فالصغير والشاب والكهل يقفون في صفوف أمام المؤسسة ليشاركوا في أخذ دروس اللغة لاستعادة ما فاتهم من تقصير بحق لغتهم إبان حكم النظام البعثي على سوريا وغرب كردستان.

كما تم وضع منهاج خاص باللغة الكردية حيث تدرّس من خلال أربعة مراحل, ولكل مرحلة طريقة وأسلوب وكتاب خاص بها, فالانتقال بين المراحل يكون باجتياز الامتحانات بين كل مرحلة وأخرى, فمن ينجح بامتحان المرحلة الأولى يذهب إلى الثانية ومن ينجح بامتحان المرحلة الثانية ينتقل إلى المرحلة الثالثة وهكذا، وعند النجاح بين مرحلة ومرحلة أخرى يتم تسليم شهادة المرحلة التي أنهاها الطالب وقدم امتحانه فيها بنجاح تام.

في الآونة الأخيرة بدأت المؤسسة بطرح فكرة تدريس مواد التاريخ والجغرافية الكردية حيث من المقرر أن تبدأ بهذه الخطوة في المستقبل القريب وذلك لأن مناهج النظام البعثي التي كانت تدرس للطلاب في المدارس كانت قائمة بشكل كبير على التحريف والتشويه فالتاريخ الكردي لم يكن مذكوراً أبداً في تلك المناهج ولا حتى كلمة الشعب الكردي, أما الجغرافية فلم يكن لأسم كردستان أي وجود على الخرائط في تلك المناهج.

كل ذلك يعني بأن الطالب الكردي لا يعرف شيئاً لا عن تاريخه ولا عن جغرافية وطنه لذلك أخذت مؤسسة اللغة الكردية على عاتقها أن تقوم بتجهيز مناهج للتاريخ والجغرافية الكردية وتدريسها للطلاب الكرد وحتى باقي الفئات في المجتمع.

إن اللغة الكردية التي حرم من تعلمها طوال السنوات الماضية أصبحت اليوم حقيقة يعيشها الشعب الكردي ويتم تدريسها بشكل مجاني, ومواد التاريخ والجغرافية المشوهة التي كانت تدرس للطلاب الكرد في مدارس النظام ستصبح من الماضي.