محاضرة لكونفدراسيون الطلبة بعنوان "مفهوم الخيانة عبر تاريخ كردستان"

محاضرة لكونفدراسيون الطلبة بعنوان "مفهوم الخيانة عبر تاريخ كردستان"



قامشلو- ألقى المنسق العام لكونفدراسيون الطلبة الكرد الوطنيين بولات جان محاضرة حول "مفهوم الخيانة عبر تاريخ كردستان" وذلك بحضور ما يزيد عن أربعون طالبا وطالبة من أبناء مدينة قامشلو ، في مركز الشبيبة للتأهيل والتدريب بحي العنترية.

حيث بدأ بولات جان المحاضرة بالتطرق إلى مفهوم الخيانة بشكل عام، مشيراً إلى انه هناك تباين في تعريف الخيانة من حيث المفهوم الديني أو الفلسفي أو الثوري أو من حيث تعريف علم الاجتماع معرفاً اياها بشكل مبسط "من يتفق مع العدو ضد أخيه"، مؤكداً بأن ظاهرة الخيانة منتشرة لدى كافة الشعوب ولكن الشعب الكردي هو من اكثر الشعوب التي عانت من هذه الظاهرة عبر تاريخها النضالي والثوري ضد الظلم والعبودية.

واشار بولات جان بأنه تمتد جذور هذه الظاهرة لدى الكرد إلى أيام كلكامش الذي دخل إلى غابات كردستان بمساعدة انكيدو من خلال إغرائه بواسطة إحدى العاهرات. وكما تم التطرق إلى ما تناوله هيرودوت عن هذه الظاهرة لدى الكرد حين يأتي بمثال "كونفدراسيون الميديين" عندما يخون هرباكوس زعيم الميديين "استياك" لحساب البارسيين الذين كانوا على الأغلب خدم لدى الميديين. ومنوهاً بأن الثورات الكردية كانت تخمد عن طريق الخيانة والتواطؤ من قبل بعض الكرد انفسهم والذين كانوا ينصبون زعماء على شعبهم من قبل الأعداء.

وكما تطرق بولات جان إلى ظاهرة الخيانة في شمال كردستان مؤكداً بأن "أول شهيد في بداية الكفاح المسلح ضد الدولة التركية سقط على يد خونة كرد"، ومنوهاً الدولة التركية شكلت ميليشيات مسلحة تحت اسم "حماة القرى" والذين وصل تعدادهم إلى عشرات الآلاف في تركيا. ومشيراً بأنه في الأجزاء الأخرى من كردستان ظهرت الميليشيات تحت مسميات مختلفة ففي شرق كردستان كانت تسمى باسم "البسيج" وفي جنوب كردستان كانت تسمى بـ"جحش" وكان صدام حسين يسمى هؤلاء العملاء بـ"فرسان الشمال".

أما بخصوص غربي كردستان قال بولات جان: "إن غرب كردستان وبخلاف أجزاء كردستان الأخرى لطالما كان حاضنة للثوار والزعماء الكرد الذين لجئوا إليها من الأجزاء الأخرى حيث يتميز شعب غربي كردستان بالروح الوطنية العالية والتضحية في سبيل كافة أجزاء كردستان وعلى خلفية هذه الحقائق لم يكن من المتوقع ظهور ميليشيات ومجموعات عميلة متواطئة مع أعداء الشعب الكردي, ففي الوقت الذي نجد فيه النظام السوري والمعارضة الشوفينية عاجزين عن مجابهة الثورة السلمية للشعب الكردي نجد هؤلاء العملاء والخونة يعادون اليوم الشعب الكردي ومكتسباته حتى وصل بها الأمر إلى مهاجمة المظاهرات السلمية للشعب الكردي ومعاداة إرادة الشعب الكردي المتجسدة بقوات الحماية الشعبية YPG حيث شبه بولات جان هذه الميليشيات العميلة والتي تسمى "كتيبة صلاح الدين" بالمجموعات والميليشيات العميلة والتي شكلها صدام تحت اسم فرسان الشمال لمواجهة الثورة الكردية في جنوبي كردستان.

وفي نهاية المحاضرة أكد بولات جان على ان هذه الظاهرة ليست من خصوصية الشعب الكردي الذي بات معروفا" بقادته العظماء وعشرات الثورات التي خاضوها والمستمرة حتى اليوم الراهن. حيث دفع خيرة شبابه وبناته في سبيل حريته وكرامته.